هنالك نفحات إيمانية يتعرض لها المسلم بين فترة وأخرى يحدد فيها الإنسان موقفه وموقعه منها في معترك هذه الحياة ومن حلم الله عز وجل أن توزعت هذه النفحات على مدار العام , وها نحن يطل علينا ضيف عزيز وشهر مبارك شهر الخير والبر و الإحسان ,فهذه جرعة من الجرعات الرمضانية أهديها إياكم يحتاج إليها المسلم في شهره المبارك أن يجمع الصيام قوة النفس والإرادة فهو مواجه أخرى وصورة من الوقاية والدعاية الصحية فإن أجهزة الجسم كلها وبخاصة الهضمي :تعمل في الجسم طوال العام ليلا ونهارا لا تهدأ ولا تسكن عن الحركة ساعة واحدة ,وهذا العمل الدائب المتواصل مجهد لها بطبيعة الحال ,ومن الطبيعي أن تحتاج معه إلي فترة زمنية من الراحة تتمكن بها من متابعة الطريق الطويل الممتد على طول العمر ,كما أن شهر الصيام فترة نقاهة ومرشح يرضخ الإنسان أعماله يتخلص من الأشياء الدوائية والبالية من أعماله ويجدد فيها هممه ونشاطه , وهذا مما يؤمن للنفس الاستمرار في طريق النجاح حيث ترتاح فيه بعض أجزاء الجسم كالمعدة والأمعاء طوال فترة النهار على امتداد شهر كامل راحة تامة,وقد قدر العديد من الأطباء أن الصيام هو العلاج الوحيد لبعض الأمراض يقول الرسول صلي الله عليه وسلم )صوموا تصحوا), وفي الحكمة "المعدة بيت الداء"كما أن الصيام يقوم بإنقاص الوزن إذا اتبع المسلم الطريقة الصحيحة السليمة في تناول طعام الفطور والسحور في رمضان وما بينهما باعتدال .
ومن هنا تتبين أهمية الصيام على 30% أو أكثر من مرضي السكر والسمنة ,لذا يمكن السيطرة علي مرضهم بواسطة أتباع نظام خاص سواء عن طريق الفم أو غيره كما نج أن الله سبحانه وتعالي قد نهي عن الإسراف الأكل والشرب وأمرنا بالاعتدال فيها يقول الله تعالي وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين),لأن كثرة الأكل والشرب تفسد المعدة وتضعف الجسم وتكثر الغازات وتصفر اللون وتضيق النفس ولذالك يضعف الفكر ويخمد الذهن عن الحركة لذا يخسر صاحبه بابا كبيرا من العبادات ,ولهذا نهي الشارع الحكيم عن الإفراط في الطعام والشراب والإسراف فيه ولم يقف عند هذا الحد من النهي بل أخذ يتوعد من خالف أمر الله تعالي فأسرف فيها قال سبحانه )إنه لا يحب المسرفين ) كما اثبت الطب أن المعدة بيت الداء وأن الحميه رأس الدواء وكثير من الأمراض لا يبرا منها إلا بإصلاح المعدة التي أفسدها كثرة الطعام والشراب .وفي هذا الشهر الكريم المبارك يستطيع المسلم أن يحمي نفسه ويضبطها بإتباع تلك الأوامر النبوية فالرسول بين في وضوح إنه ما من إنسان يملأ بطنه بالطعام إلا كان ذلك شراً ووبالاً على صحته ,إلا ترى أن التخمة تفرز الكسل وتدعو إلى النوم الكثير ومن نام كثيرا أضاع وقتا طويلا في غير فائدة من رمضان شهر العبادة والعمل لا شهر الخمول والكسل وقديما قيل ( راحة الجسم في قلة الطعام وراحة الروح في قلة الآثام وراحة القلب في قلة الكلام ) والصيام يعمل كذالك على الوقاية من مرض القلب ولكن الصيام لا ينفع ويفيد إذا أمتنع الشخص عن الأكل نهاره ثم إذا أخذ يلتهم كل ما يقع تحت يديه فلا يرفع يده عن مائدة إلا بعد أن يحس بأن النفس به يضيق فهذا لا يجدي به الصيام شيئا.
أخي المسلم حري بك وأنت في هذه الأيام الطيبة أن لا يكون همك الوحيد وسؤالك وأنت صائم ماذا تقدم لنا اليوم على مائدة رمضان ولكن يجب عليك أن تتدارك التقصير في أيام السنة لتتلافاه وعوضه في هذه الأيام الروحانية فالرابح من عرف قدره وقيمته فاستغله بدقائقه ولحظاته والخاسر من أهمله ففاته , ونسال الله أن وفقنا إلى ما يحبه ويرضاه وإن يوفقنا لصيام وقيام الشهر المبارك.