السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا أنا مسلم؟
أنا مسلم لأن الإسلام هو الدين الخاتم الذي يشتمل على طائفة كبيرة من الخصائص والسمات والمحاسن والفضائل والأحكام الشرعية والآداب والأخلاق، لا توجد مجتمعة في دين سواه، فلهذا أنا مسلم.
ومن هذه الخصائص والسمات والمحاسن التي يتميز بها الإسلام:
دين الوحدة والتآخي
إذا نظرنا الآن إلى العالم الذي نعيش فيه نجد أن الأمم من حولنا تميل – رغم قوتها – إلى الوحدة ولم الشمل والتغاضي عن الأمور الخلافية، وقد تكون هذه الخلافات عميقة في كثير من الأحيان، ومع ذلك فإن الأمم القوية تتسامى فوق خلافاتها وتتجاوز جراحاتها في سبيل أهدافها الكبرى.
وعلى سبيل المثال فإن الاتحاد الأوروبي بدأ بست دول كان الرابط بينها هو صناعة الفحم!! وها هو الاتحاد الأوروبي اليوم أصبح يضم تحت لوائه خمسًا وعشرين دولة لا حدود بينها، يجمعهم دينهم الواحد ومصالحهم المشتركة، فشكلوا بذلك حلفًا اقتصاديًا وعسكريًا لا يستهان به.
ولكن الإسلام قد سبق الاتحاد الأوروبي وغيره بدعوة المسلمين إلى الوحدة فيما بينهم وترك التفرق والاختلاف. قال تعالى: }وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا{ [آل عمران: 103]، وقال تعالى: }إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ{[الأنبياء: 92].
وقال تعالى: }وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا{ [الأنفال: 46].
والمسلمون – في حقيقة الأمر – هم أحقُّ الناس بالوحدة والاتفاق، لأنهم جميعًا متفقون على تحكيم مصدر واحد في كل شئونهم ألا وهو كتاب الله وسنة رسوله صل الله عليه وسلم، فإذا تحاكم المسلمون – بصدق – إلى هذا المصدر عرفوا صدق الصادق وكذب الكاذب، وأعطوا كل ذي حق حقه، وبذلك يستطيعون مداواة جراحاتهم قبل أن تتقرَّح وتتقيح فيصعب شفاؤها.
ولقد عاش المسلمون الوحدة الإسلامية والأخوة الإسلامية قرونًا من الدهر منذ العهد النبوي وحتى سقوط الخلافة الإسلامية، وقد مرَّت دولة الخلافة الإسلامية على مر التاريخ بمراحل كثيرة من القوة والتوسع وبسط النفوذ، بحيث أصبحت خطرًا يتهدد قوى الشر والاستكبار، مما حدا بهم إلى العمل على إضعاف هذه الدولة ثم إسقاطها فيما بعد، ثم قاموا بتفتيت هذا الكيان الكبير إلى دول ودويلات، ووضعوا الحواجز الوهمية بين حدود تلك الدول حتى لا يكون هناك رابط يربط بين أبناء هذه الأمة الواحدة.
والمطلوب من الدول الإسلامية اليوم أن ترتبط بعضها ببعض عن طريق شبكة ضخمة من المصالح المشتركة، في كافة الميادين الصناعية والزراعية والتجارية والبحثية والعسكرية؛ تمهيدًا لإقامة الاتحاد الإسلامي الكبير. ويمكن للدول العربية أن تكون النواة الأولى لإقامة مثل هذا الاتحاد، وذلك لوجود نقاط اتفاق كثيرة بين الدول العربية منها الدين واللغة والثقافية والحدود المشتركة وتنوع الثروات وغير ذلك.
الروابط المفضلة