لماذا أنا مسلم؟
أنا مسلم لأن الإسلام هو الدين الخاتم الذي يشتمل على طائفة كبيرة من الخصائص والسمات والمحاسن والفضائل والأحكام الشرعية والآداب والأخلاق، لا توجد مجتمعة في دين سواه، فلهذا أنا مسلم.
ومن هذه الخصائص والسمات والمحاسن التي يتميز بها الإسلام:
دين التوحيد والبراءة من الشرك:
وهذا من أعظم خصائص هذا الدين، أنه دينٌ قائمٌ على التوحيد ونفي الشريك وإخلاص العبادة لله وحده.
قال تعالى: }قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ{ [الإخلاص: 1-4].
أما النبي صل الله عليه وسلم فهو رسول الله، وعبده وصفيه من خلقه، ليس له شيء من خصائص الألوهية كما قال: }قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ{[الأحقاف: 9].
وقال: }قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ{ [الأنعام: 50].
بل إن الله تعالى قال لنبيه صل الله عليه وسلم: }قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ
الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ{ [الأعراف: 188].
ومن هنا سد النبي صل الله عليه وسلم جميع المنافذ المؤدية إلى أي نوع من أنواع الشرك فقال عليه الصلاة والسلام: «ليس منَّا من تطيَّر أو تُطير له، أو تكهن أو تُكُهن له، أو سحر أو سُحر له، ومن أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمدٍ صل الله عليه وسلم» [رواه البزار وجوّده ابن حجر].
وسد النبي صل الله عليه وسلم منفذ دعاء غير الله عزَّ وجلَّ فقال في وصيته لابن عباس رضي الله عنهما: «إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله» [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].
وقال :صل الله عليه وسلم «لعن الله من ذبح لغير الله» [رواه مسلم].
لأن الذبح عبادة لا يجوز صرفها إلا لله تعالى.
وحذَّر النبي صل الله عليه وسلم من الوسائل التي تؤدي إلى الشرك، ومنها الإطراء والغلو في المدح، فقال عليه الصلاة والسلام: «لا تُطروني كما أطرت النصارى المسيح بن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله» [رواه البخاري].
ومن ذلك أنه صل الله عليه وسلم نهى عن تشييد القبور وبناء المساجد عليها واتخاذها عيدًا، لأن ذلك من وسائل الشرك فقال صل الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس ليالٍ: «ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، إني أنهاكم عن ذلك» [رواه مسلم].
وعن عائشة وابن عباس رضي الله عنهما قالا: «لما نزل برسول الله طَفِق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك: «لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» يحذر مثل ما صنعوا» [متفق عليه].
وقال أبو الهياج الأسدي: قال لي علي بن أبي طالب رضى الله عنه: «ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صل الله عليه وسلم: ألا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته» [رواه مسلم].
وقال صل الله عليه وسلم: «لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها» [رواه مسلم].
وقال :صل الله عليه وسلم «الطيرة شرك» [رواه أحمد والترمذي وصححه].
وقال صل الله عليه وسلم: «لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الحسن» قالوا: وما الفأل؟ قال: «الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم» [متفق عليه].
وقال صل الله عليه وسلم: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك» [رواه أحمد والترمذي وحسنه].
بل إن النبي صل الله عليه وسلم لما قال له رجل: ما شاء الله وشئت، قال له صل الله عليه وسلم: «أجعلتني لله ندًا، بل ما شاء الله وحده» [رواه أحمد وصححه الألباني].
وقال النبي صل الله عليه وسلم: قال الله تعالى: «أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر؛ فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي، مؤمن بالكوكب» [متفق عليه].
فكل ما سبق من آيات وأحاديث تدل دلالة واضحة على إن الإسلام هو دين التوحيد والبراءة من الشرك، وهذا له ثمرات جليلة:
منها: عدم انتشار البدع والخرافات التي تعمل على طمس معالم الدين الصحيح، كما فعل ذلك بالنصرانية واليهودية.
ومنها: اللجوء إلى الله وحده عند المصائب والمشكلات يؤدي إلى انجلائها، لأنه سبحانه وحده بيده مفاتيح كل شيء، أما اللجوء إلى غيره من ملك مقرب أو نبي مرسل أو أحد من الصالحين، وسؤالهم الحاجات ورفع الكربات فلا يزيد الأمر إلا سوءًا.
ومنها: أنه لا نجاة لأحد يوم القيامة إلا بتحقيق التوحيد والبراءة من الشرك. قال تعالى: }فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا{ [البقرة: 256].
ومنها: أن التوحيد يدعو إلى وحدة هذه الأمة واجتماعها، وأن الشرك يدعو إلى تفرقها وتشتتها وانفراط عقد وحدتها.
الروابط المفضلة