الحمدلله حمدا كثيراً طيباً مباركاً فيه
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أخواتنا الحبيبات
موعدنا اليوم مع لقاء جديد من لقاءات دوح الأذكار
وفي هذا اللقاء نستعين بالله تعالى أن يوفقنا لحل مشكلة تواجه الكثير منا إلا من رحم الله
والحقيقة أنها مشكلة خطيرة
وهي :
ضعف الخشوع في الصلاة أو انعدامه بالكلية
ولا ننكر أن هناك الكثير ولله الحمد نجدهم يحرصون على متابعة مايجدد خشوعهم ويعينهه على تحقيقه
ثم مايلبثون أن يعودوا أدراجهه ويعاودهم ضعف الخشوع مرة أخرى ..
من هنا أخواتي كان لابد أن نبحث عن أهم أسباب هذه المشكلة لننجح في التخلص منها أو على الأقل إضعافها والتقليل منها
ولو بحثنا في أسباب حدوث هذه المشكلة ــ بل يبقى من أهمها ــ هو :
ترديد الأدعية والأذكار والآيات والعقل في غيبة ــ لا أبالغ إن قلت كاملة ــ عن معانيها ومقاصدها
فالفكر يتنقل بين مشاغل الحياة ومشاكلها ولا ينتبه إلا عندما يكَبِّر للانتقال للعمل الذي يليه من أعمال الصلاة
ولذا نبدأ مستعينين بالله تعالى ونسأله سبحانه أن يوفقنا لجمع وعرض كلام العلماء ــ بارك الله فيهم وجزاهم عنا خير الجزاء ــ حول أذكار الصلاة ومعانيها
لعل الله ينفعنا بها ويوفقنا إلى مقصدنا الذي نرجو أن يكون خالصا لوجهه الكريم
وأن تتجرد قلوبنا من كل أحد سواه
ولنعلم أخواتي أن من أعظم أسباب الخشوع وأهمها على الإطلاق :
1ـ الانكسار بين يدي الله وإظهار الفقر له والاستعانة به على تحقيق هذا المطلب العظيم
2ـ ثم معرفة عدوك الأكبر الذي يعمل ليلا ونهارا وله همّ واحد لاغير هو : إضلالك وإبعادك عن ربك بكل وسيلة
وأنه لاينجيك منه إلا خالقك وخالقه فالزم الاستعاذة بقوة وقلب حي صادق
3ـ الاجتهاد في فهم معاني الآيات وأذكار الصلاة والعيش معها والتنقل بين كنوزها ..
وهذه الخطوة الثالثة هي التي نحن الآن بصدد الحديث عنها وهي فهم مايقال في الصلاة وحياة القلب عند التلفظ به ..
وصف الله المتقين بالعقائد والأعمال الباطنة، والأعمال الظاهرة،
قال تعالى:
{ الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)
أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) }
فما وصفهم الله به وإقامة الصلاة، التي معناها: إقامتها ظاهرًا بإتمام أركانها وواجباتها وشروطها،
وإقامتها باطنًا بإقامة روحها وهو حضور القلب فيها، وتدبر ما يقوله وما يفعله منها،
فهذه الصلاة هي التي قال الله فيها: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} وهي التي بترتب عليها الثواب،
فلا ثواب للإنسان من صلاته إلا ما عقل منها؛
لذلك لابد لنا من فهم الأذكار التي تقال أثناء الصلاة، ومنها:
التكبــــــــ ( اللهُ أَكْبَرُ ) ـــــــــــــــــــــــــير
التكبير وهو قول (الله أكبر) :
معنى التكبير: هو :
1. تعظيم الرّب-تبارك وتعالى-.
2. واعتقاد أن لا شيء أكبر ولا أعظم منه؛ فهو أكبر مِن كلِّ شيء في ذاتِه وأسمائِه وصفاتِه، وكلُّ ما تحتمله هذه الكلمة مِن معنى.
قال الله-عزّ وجل-: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ} ،
وقال أيضًا: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ }
وقال: {وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } .
فكلُّ معنى لهذه الكلمة مِن معاني الكبرياء فهو ثابتٌ لله-عزّ وجل-؛
فيصغر دون جلاله كل كبير؛ فهو الذي خضعت له الرقاب، وذلّت له الجبابرة، وقهر كل شيء،
فهو أكبر من أملاكنا وأموالنا وأهلنا،
وهو أكبر من كل شيء نستعظمه في هذا الوجود.
الروابط المفضلة