--------------------------------------------------------------------------------
تشرق الشمس من جديد.. كلما غرب في الأفق نجم شهيد ..
فيا أهل الفلوجة : أفيضوا علينا من النور، فثمة عندكم مطلع الشمس ..
ويا أهل الفلوجة من قال لكم: إنّ الشمس تشرق من الغرب ، فلا تصدقوه ..
فلقد شاهدها العالم أجمع تشرق اليوم من الفلوجة، والبارحة من الرمادي .. ومن أيام شاهدناها تشرق في غزة، وبالتحديد من كرسي الشهيد أحمد ياسين .. ومنذ سنين أبصرها العالم تشرق في جنين ..
ولا تصدقوا أن للشمس مشرقاً واحدا ، بل إن لها أكثر من مليار مشرق ، فكل مسلم يقول : " أشرقي يا شمس من هنا .. من عندي أنا " .. ألم يقل الله جلّ وعز : ( ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ المشارق )..
وإذا اعتاد الناس أن يقرؤوا على بوابات المدن : "ابتسم فأنت في مدينة كذا "..
فإن الفلوجة أبت إلا أن تكتب على بوابتها : " ارفع رأسك فأنت في الفلوجة " .
وترجمتها : " ارفع رأسك فأنت في بوابة الجهاد " . ويمكن أن نقرأها أيضا : " أيها العربي المسلم! ارفع رأسك فأهل الفلوجة عرب مسلمون "..
لم يكن من عادات قلمي أن يكتب عن العرب ، ولكنْ لمّا رأيت هذه الحملة العالمية الصهيونية الصليبية الوثنية الشعوبية الحداثية المسعورة على كل ماهو عربي ،علمت حينها أن العربية والإسلام يقفان في خندق واحد أمام كل جيوش الأحزاب .. وعلمت أن وراء الأكمة ما وراءها ، وتساءلت لماذا ؟!
ألأن القرآن عربي ؟! أم لأن الرسول عربي ؟! ..
ألأن مهبط الرسالة الخاتمة عربي حتى لتغارنجوم السماء من حصيّات الحجاز؟!..
أخي الذي تقرأ حروفي ..
لا تحسبنّ أن عصبية الدم تسكنني ، معاذ الله ، فأنا تركي النسب ، وإحدى أمانيَّ أن أكون من العرب..
ولكن إذا كان الدم العربي لا يجري في عروقي ، فإن في دمي التركي يجري عشق العربية ، ويسكن حبّ العرب ، وحسبنا أن الله في علاه قد اختارها واختارهم ليكونوا حملة الرسالة الأخيرة إلى الإنسان ..
أخي الذي تقرأ كلماتي..
رويدك لا تعجب ..فلست في هذا العشق وحدي .. فهاهوذا الشاعر الهندي د.محمد إقبال يقول:
" شقائق النعمان.. في كل بستان .. تنتظر من زمان أن تكتسي بالدم العربي "..
أخي المسلم ..
في الشيشان يسفح الدم المسلم ، وفي البوسنة وكوسوفا وكشمير ..
وفي غزة يسفك دم الشيخ أحمد ياسين بمباركة أو بمشاركة فرعون العصر .. وتتسرب هذه الدماء عبر التراب الظامىء إلى سجود جبهة المسلم ..تتسرب لتلتقي مع دماء أسود الفلوجة والرمادي .. ولتمتزج مع دماء أبطال بعقوبة والكاظمية والأعظمية والموصل والكوت ..
وقديما اعتقد العرب أن المتحابيْن إذا ما ذبحا على حجرين متباعدين ، جرت دماؤهما لتلتقي ممتزجة في لوحة حمراء تشي بذلك الحب الدفين!..
فيا أهل الفلوجة وغزة ، وياأهل جنين والرمادي..
من قال لكم: إنكم في المعركة وحدكم فلا تصدقوه ، فثمة معكم مليار مسلم ،يهمه ما أهمكم ، ويسعده يا إخوتي انتصاركم ..
مليار مسلم – ولا أعدُّ عصابة الحداثة واليسار– يناجيكم كل واحد منهم إذا جنّ عليه الليل
أخي أنا أنتَ.. وأنت أنا *** رباطُ العقيدةِ قد ضَمّنا
فإمّا أُصِبتَ بسهمٍ هناك *** تلّمستُ جرحاً بقلبي هنا
وإما انتصرتَ على من بَغاك *** فرحتُ..وكان انتصاري أنا
ويا أهل الفلوجة ، إن وجدتم في أنفسكم ظلال شك في كلامي هذا ، فهوذا عنقي فاذبحوه .. ودونكم دمي فاسفحوه..
فيا أهلي ويا مثوى عيوني 000 سألتم عن مدى الحبِّ الدفين ِ
" فلو أنّا على حجرٍ ذبحنا 000 جرى الدمَيان بالخبرِ اليقين ِ"
************************************************** **************
لم يكن غريبا إذا , ما كنا نسمع عما كان يجري في ساحات الوغى بين المسلمين وغيرهم
لم يكن غريبا أبدا قول الله " إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون " (65) الأنفال
لم يكن غريبا أبدا أن يقاتل المسلمون بثلاثمائة رجل وأن يكون أعداؤهم قرابة ثلاثة أضعاف
ثم يكون الظفر لهم .
لم يكن غريبا أبدا أن يقاتل المسلمون وتعدادهم ثلاثة آلاف في غزوة مؤتة وعدوهم أضعاف مضاعفة
لم يكن غريبا إذا , مافعله البراء بن مالك يوم استعصى مسيلمة ومن معه في حديقة عالية البنيان باسقة الجدران فقال للقوم ضعوني على ترس ثم احملوني على أسنة الرماح واقذفوني إلى داخل الحصن فإما ان أقتل وإما أن أفتح لكم باب الحصن ففعلوا فوقع بين آلاف مؤلفة من جند مسيلمة فنزل عليهم كالصاعقة وقاتل لوحده وقتل العشرات وفتح الباب وبه ثمانون طعنة وتدفق المسلمون من الباب وقتلوا مسيلمة ومن معه
لم يكن غريبا أبدا أن يحفر ثابت بن قيس حفرة في الأرض ليثبت نفسه فيها, ويقاتل الأعداء ويقتل منهم ثم يقتل
نعم لم يكن غريبا أبدا بعدما رأينا بأعيننا وسمعنا بآذاننا ثلة من المؤمنين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فدافعوا عن عرضهم وأرضهم ودينهم وحطموا جبروت أقوى دولة في العالم بطائراتها ودباباتها وجنودها ,
كأن فيهم جعفرا عندما قال :
ياحبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها
والروم روم قد دنا عذابها كافرة بعيدة أنسابها
علي إذا لاقيتها ضرابها
كأن فيهم ابن رواحة عندما قال :
أقسمت يا نفس لتنزلنه لتنزلن أو لتكرهنه
إن أجلب الناس وشدوا الرنة مالي أراك يانفس تكرهين الجنة
إنها الفلوجة أيها الأخوة , فلوجة التضحية والفداء , والكرم والعطاء , وأي كرم أكثر من أن تهب الأم أولادها , والأرض أبناءها .
هناك في الفلوجة ينبع ماء الحياة , وتسطع شمس الحقيقة , وتلمع بوارق الأمل
هناك في الفلوجة ملائكة كرام , صاعدة بأرواح الشهداء , هابطة بألطاف الرحمن
هناك في الفلوجة روائح المسك لمن عرف المسك , وعبق الجنة لمن شم رائحة الجنة
هناك في الفلوجة مدرسة الحياة لمن أراد الحياة , ومدرسة الجنة لمن اشتاق للجنة
لقد علمتني أيتها الفلوجة دروسا وعبر
علمتني أنه مازال في أمتي بقية باقية من عزة وكرامة
علمتني أننا نستطيع أن نفعل كل شئ إذا وحدنا الهدف , وتعانقنا مع الموت , وأخلصنا الحياة والممات لله رب العالمين
وكشفت لي أن دماء المسلمين رخيصة عند أهل الأرض , غالية عند أهل السماء
وكشفت لي أنه ما زال في أمتي قلب ينبض , ودمع يجري , و جسد يتداعى بالسهر والحمى
لقد أزحت الظلمة عن القلوب , والغشاوة عن الأبصار والصمم عن المسامع , والكسل عن الأعضاء فمن لم ير ولم يبصر ولم يسمع ولم يتحرك من أمتي فهو داخل في قوله تعالى :
" ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون(23) الأنفال
فيا أهل الفلوجة الأبطال أعدتم إلينا خبر الأجداد , وأجليتم أمامنا صور الأعداء , ونفثتم فينا حب التضحية والفداء
يا شهداء الفلوجة : إذا لاقيتم الرحمن , وأدخلتم الجنان , فاطلبوا للمعذورين من أمتكم الغفران
فما قطعتم واديا ولا سلكتم طريقا إلا كنا معكم بقلوبنا وأرواحنا ودعائنا فهنيئا لكم فقد اخترتم الطريق السريع والموصل إلى الجنة .
************************************************** ************
منقول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الروابط المفضلة