السلام عليكم و رحمة الله :
اختلطت أوراقي و حساباتي كالعادة و لم أعد أعرف أين خلاصي , و لمن انتمائي و بم هي عزّتي ؟
قبل اكتساح الكمبيوتر و الشبكة العنكبوتية و بالتالي العولمة , كنت أكنّ حبا و احتراما شديدين لدول المشرق (بلاد العرب أوطاني )و أفضّلها على دول المغرب و التي بها بلدي , حبّا باعتبارها راعية للغة العربية , مهدا و حضنا للإسلام , كم تمنّيت و تمنّيت من أعماق قلبي (و عذرا يا بلدي )ان لو كنت مشرقية !!!, توالت السنوات و اضمحلّت الامنيات و كشف النت كلّ ما كان مدارا عن أفقي الصغير لتتسلّل قناعة الآن في قلبي أنّ الحال من بعضه , فلا أستاذ و لا تلميذ , لا قائد و لا جندي , لا راعي و لا رعيّة , إنّما نحن الآن غثاءا كغثاء السيل (عذرا إن تطاولت ).
فلننظر بعين الحق لحالنا : ماهي اهتماماتنا؟
منزل من أفخم المنازل العالمية (لا أقول في البلد )و على طراز غربي واضح .
اقحام اللغة الغربية (الانجليزية )أن تطلّب الامر او لم يتطلّب لزوم الثقافة و الرقي , بعد أن كنّا نتّهم دول المغرب بالتبعية لفرنسا , و نشكك في عروبتها .
السفر عبر كل أنحاء العالم و ننسى هناك زيّنا المميّز لنا , بل نتغنّى به كتابة و كلاما فقط و نصحا ربما لغيرنا.
تناسينا الرحمة و الشفقة فيما بيننا و بيننا و بين من يزورنا و نظرة التكبّر و الإستعلاء أصبحت سمة تميّزنا .
تتغنّى كل دولة بأمجادها و بطولاتها و ربما رفعت شعار بني صهيون من حيث لا تدري (شعب الله المختار!!)و التلفزيون و النت كشف القناع عن آخر النكات .
قالها صلاح الدين قديما كيف أبتسم و القدس أسير ؟ حين سمعتها قلت :ياه , كم هو متشدّد ؟؟!!:و الآن بعد أن أضناني التفكير :أناااااديه يا قائدي كيف النجاة مم انا فيه من هول الدنيا و زينتها عرضت علي و القلب ضعيف
قالها طارق ابن زياد حين حرق السفن بكل اتكال و يقين بالله:العدوّ من أمامكم و البحر من ورائكم , فكانت كلماته وقودا لجند عبر البحر و أضاء بلاد الإفرنج بنور الإسلام .
أتجوّل هنا و هناك فأرى الدنيا ازينت و نمت و نحن نقطف و لا نشبع و العمر يمضي و لا يسأل , فهل من مجيب لنداء الزهد و الدعوة لله .
عذرا فلا وجود للزهد الآن , فهل رأيتم من يدعو إلى الله و قد كفي قوت يومه فقط !!!و يحاول الحصول على سيّارة تكفيه مشاويره حتى يربح وقتا لله أم أن الغنى الآن هو من يطرق الأبواب .
حتى في التلفزيون تجد الاستوديو في قمّة الروعة و الديكور !!!. لست ضد الغنى بل العكس فالفقر يكاد يكون كفرا , لكن أين نحن من فقرائنا ؟ أين نحن من قدسنا , أين نحن من اسلامنا ؟
كلماتي مبعثرة , فانا ضائعة , و لا أعرف هل كتبت واقعا حواريا أم خاطرة تبوح بمكنونات النفس , فانقلوها أخواتي لقسمها المناسب .
في أمااااااان الله .
الروابط المفضلة