شاهدتها كثيرا ،،،
وسلمت عليها مع من كان حاضرا ،،،
دون أن يكون بيننا غير ذلك ،،،
فلا المكان ولا الوقت يسمح بسوى ذلك ،،
المهم كنت أراها لسنوات ولم ألحظ عليها مايشد انتباهي أبدا ، فلست ممن يستطيع التركيز في أكثر من شيء في وقت واحد ، والحمد لله على كل حال ،،،،
كنت أراها في الجامع القريب من الدار ، والذي اعتدنا فيه على حضور ماتيسر لنا من الدروس والمحاضرات التوعوية ،، كنت أراها تجلس على كرسي منزوية عن الأخريات ، لم أدقق ولم أسأل عن السبب ، فهذا أمر تقوم به البعض من الموجودات رغبة في التركيز والاستيعاب ،،،
ولوجود البعض هداهن الله ممن لايحترمن المكان الذي شرفهن الله بتواجدهنّ فيه ،،،،
فيشغلن حيزا من الوقت في ( الثرثرة ) مع الأخريات أو استخدام الجوال في غير وقته !!!
هذه المرة كان لابد من الجلوس بجانب تلك الأخت !!!!!
كنتُ أجلس في المؤخرة كالعادة وبمفردي ، ولكن طلبت منّا الأستاذة الفاضلة أن نتقارب حتى نشاهد معا كيفية الصلاة الصحيحة كما علمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم ،،،
ولم أجد مكانا مناسبا إلا بجوار تلك الغالية !!!!
ولم ألحظ أصلا أني بجوارها ،، ففكري كان مع الدرس فقط !!!
ولكن ماهي إلا لحظات ،،،،،،،،،،،،،،،،
إلا وصوت ما يشد انتباهي !!!!!!!!!
حاولتُ ألاّ أعير ذاك الصوت انتباهي ،،،
وحاولت التركيز مع الأستاذة ،،،
عاودني ذلك الصوت الملفت للانتباه !!!!!!!
يااااااربي ماهذا ؟؟؟
ماذا عساه أن يكون ؟؟؟
فكرت أن أغير مكاني حقيقة فالوقت لم يعد يسعفني للبقاء ، وسيارتي تنتظرني في الخارج ، وبالكاد استأذنت لدقائق
حتى ينتهي الدرس ،،،
هنا لم أعد أستطع التركيز مع أستاذتي الفاضلة وذلك الصوت القوي يخطف سمعي !!!!!
وللمرة الأولى أدرت وجهي باتجاه اليسار مركزة ناظري على الأرض حتى لاأحرج الأخت التي بجانبي والتي كانت تجلس على الكرسي ،،،
وحينها لم أصدق ماأرى !!!!!!
عدت إلى الدرس ولكن هيهات لي التركيز بعد مارأت عيني وسمعت أذني وتفطر لما رأى قلبي !!!!
دموعي بدأت تتساقط !!!!
خفت أن تراني !!!!
عدت إلى الوراء قليلا كنت بحاجة مااااااسة إلى أن أسند ظهري !!!!
نظرتُ مرة أخرى إليها نظرة احترام وتقدير وإجلال ،، ووالله كدتُ أن أقوم وأطبع قبلة على رأسها قبل خروجي ، ولكني خشيتُ إن فعلت ذلك أن أحرجها !!!
ستقولون ماذا شاهدتِ ياأختنا ؟؟؟؟
رأيتها والعباءة تغطي جسمها وهناك أنابيب موصلة بها ( جهاز تنفس) موصولة بجهاز يقبع في حقيبة كانت بجوار الخادمة والتي أراها وباستمرار معها ،،
للتو فقط ومنذ سنوات ألحظ ذلك !!!
فهي تعاني من إعاقة وضيق في الجهاز التنفسي ولاتتحرك إلا بصعوبة وبرفقة هذه الخادمة التي سخرها الله لها ولخدمتها ، ومع ذلك فهي حريصة كل الحرص على مواظبة الحضور على تلك المجالس الطيبة ، فراحتها حتما وجدتها في القرب من الله ،،،،
وسعادتها كانت في إشغال وقتها بما يرضي الله حتى وهي في تلك الحال ،،،
الحمد لله الدرس كان على نهايته والصلاة كانت ستقام وماحدث لي معها كان خلال هذا الوقت ،،،،
لم أحاول بعدها أن أتلفت مرة أخرى فما رأيته كان كافيا وشافيا !!!!!
تحدي الإعاقة أم تحدي للإرادة ؟؟؟؟
همم عالية عظيمة تصدر من نفوس مؤمنة بقضاء الله راضية بما كتبه لهم ،،،،
اشتغل الكثير منهم فيما ينفعهم في دنياهم وأخراهم ،،،
ولم يعتذروا عنها بسبب إعاقتهم !!!!
نجحوا في كثير من الأحايين ،،،
فيما عجز عنه الأصحاء المعافين !!!!
أسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ،،،
وأن يسخرنا وأزواجنا وأبناءنا لنصرة وخدمة دينه ،،،
الروابط المفضلة