حيّاك الله غاليتي سوما
وجزاك خيرا على طرح هذا الموضوع الطريف للحوار .
حبّ الحيوانات أو الرفق بها شيء وتربيتها أمر آخر ؛
لأنّ هناك من يحبّها ويعطف عليها ؛
لكنه لا يستطيع تربيتها لأسباب صحية كالحساسية مثلا
أو خوف بعض أفراد الأسرة من الحيوانات مهما صغر حجمها ؛
وهناك بالمقابل من يحوّل بيته إلى حديقة يتعايش فيها الهامستر
والسلحفاة والحرباء والقطط والكلاب والأرانب .
قد يكون الأمر ممتعا إن كان الشخص المعني يملك فضاءا خاصّا
ولا تشكّل هوايته إزعاجا لمحيطه ؛ وإلّا تحوّل الأمر إلى صراع وخيبات
أحرص على نشر وتركيز هذا المفهوم ،
وأحرص أشدّ الحرص على الرفق بالإنسان ؛
لكن أوصي أبنائي بعدم الاعتداء على الحيوانات ، وبرعايتها .
والأمر قد لا يتعلّق بمجتمع معيّن بقدر ارتباطه بالأفراد ؛
تربيتهم وثقافتهم ؛
لأنّنا في المجتمع الواحد نجد أشخاصا يربون الحيوانات وآخرين ينفرون منها .
النظرة المريبة إن وجدت فهي ترتبط كما أسلفت بالأشخاص وبأوساط خاصّة ؛
قد توجد في مجتمعات معينة ؛
لكن لم يسبق لي في محيطنا أن رأيت أناسا
ينظرون بعين الريبة أو الاشمئزاز لمربّي الحيوانات .
الأطفال يحبّون الحيوانات ـ بعد تجاوز مرحلة الخوف عند البعض .
أمّا بالنسبة لقبول الأمر أو رفضه فيرجع للمبررات
التي يدفع بها الأهل طلبات الأطفال ؛
قد تكون الحيوانات مسببة للحساسية ،
أو أحد أفراد الأسرة مصابا بها ووجود الحيوان قد يؤذيه .
وقد يكون عند بعض أفراد الأسرة خوف مرضي من بعض الحيوانات ؛
وهذا يستحيل أن يسمح بوجود حيوانات في البيت .
أمّ رأيي الشخصي فهو السماح للطفل بالتجربة
مع مساعدته على الاختيار وتخصيص مكان محدّد للحيوان ،
والحرص على نظافته والعناية به .
أجمعت كثير من الدراسات النفسية والتربوية
على أن وجود حيوان في البيت يلطف الأجواء
ويضفي نوعا من الألفة والسكينة .
والسماح للأطفال بتربية الحيوانات تسمح بتفتّحهم
و اتزان نموّهم النفسي والاجتماعي
لأنّهم برعايتهم الحيوان يلتزمون ويتحمّلون مسؤولية ،
ويتمتّعون بمساحة حرّية خاصّة لا يتحكّم بها الكبار .
نعم ، بدأت بتربية العصافير ؛ مات أحدها فحزن ابني كأنّه فقد عزيزا ،
فعوّضناه بآخر ولم يتآلف مع الثاني فتقاتلا ، ففتحنا لهما القفص
بموافقته وبعد اقتناعه أنّ كلّ الطيور التي تمرّ فوق السطح ملكه ؛
فأصبح يأخذ لها الماء والخبز وما توفّر من حبوب .
وبعدها كلب صغير وجده على الشاطئ ـ في ملك صيّادين ،
وضعناه في حديقة صغيرة وبعد مدّة سافرنا وتركنا أمر رعايته لحارس الحيّ
ولما عدنا وجدناه مريضا ؛ فأخذه أبوهم إلى مركز لرعاية الحيوانات .
وبعدها قطّة كانت جميلة وسرقت من على سور الحديقة ،؛
فبكى وامتنع عن الذهاب إلى المدرسة ما لم نحضر ميمي .
وبعدها الأرانب ـ على السطح ،
ولمّا صارت متعبة وتكاثرت ألغينا المشروع ؛ وحوّلناها إلى الثلاجة ..
وهنا انتهت رحلة تربية الحيوانات وارتحنا ما يزيد عن سبع سنوات ،
لكنّها طفت على السطح حين أحضر ابني قطّة
بشرط ألّا تضايقني بتقطيع أو كسر الإراض ؛
وتكفّل هو بنظافتها وإطعامها .
والحمد لله تسير الأمور بخير لحدّ الآن .
.
الروابط المفضلة