
عِنْدَمَا تَغْفُو أَعْيُنِنَا ، وِتْهِيم فِي مَشَاغِل هَذَا الْزَّمَن
تَبْتَعِد عَن أَحَبَتْهُا ،
وَتُكْتَب عَلَى الْجُدْرَان رَسَائِلُهَا مُعَاتَبَة تِلْك الْقُلُوْب الَّتِي تَنْتَظِرُهَا عَلَى ضَفَّة الْأَشْوَاق .
الْعِتَاب مَا هُو إِلَّا لتَصَافِي الْقُلُوْب
وَامْتِصَاص الْقَهْر الْمُذَوَّب فِيْهَا بِمَحْلُول الْنِّسْيَان ،
فِيْه دَعْوَة لِلْعَوْدَة إِلَى أَرْض الْسَّعَادَة .

فِي بَعْض الْأَحْيَان قَد يَكُوْن عِتَابِنا بِحَجْم مَحَبَّتِنَا دُوْن قَصْد الْتَّجْرِيْح فِي مَشَاعِر الْغَيْر ،
قَد يَكُوْن فِيْه إِنْعَاش لِلَّذِكْرَيَات الْنَّائِمَة ،
قَد يَكُوْن لِأَجْل الْتَّغْيِيْر نَحْو الْأَفْضَل ،
فِي نَظَرِي لَا أَرَى فِيْه جَانِبَا ً سَلْبِيَّا ً مَادَام كَان لِلْخَيْر وَالْإِرْشَاد .
أُعَاتِب كُل مَن تَخَلَّى عَن الْصِّدْق
وَسَلَك طَرِيْقا ً مَسْمُوْمَا ً وَأَخَذ بِنَشْر مَا اسْتَنْشِقُه مِن مُفْسِدَات
ثُم غَطَّى عَيْنَاهـ بِقِطْعَة سَوْدَاء كَلَوْن قَلْبُه الْمِسْكِيْن ،
أَصْبَح يَجِد صُعُوْبَة حَتَّى يَصِل إِلَى أَمَانِيِّه الْوَاقِعِيَّة الَّتِي تَكْمُن فِي سَاحَات الْحَقِيقَة ..
عَتَبَي عَلَيْك أَيُّهَا الْقْلُم
عِنَدَمّا تَخُط حَرْفِك الْضَّائِع أَمَام أَسْطُر التَّفَاؤُل
فَتَمّتَزِج وَتُتَوِّهـ بَيْن بَرِيْق الْأَمَل وَالتوجّع مِن الْأَلَم ..

عَتَبَي وَعَتَبَي وَعَتَبَي ... الْخ
إِلَى مَتَى نُعَاتِب وَلَا نَجِد رَدّا ً عَلَى عِتَابِنا ؟
إِلَى مَتَى تَسْتَصْرِخ أَقْلَامُنَا وَتُنَاشِد الْغَافِلِيْن ؟
إِلَى مَتَى نَبْقَى فِي ضَيَاع .. ؟
فِنَتَمْسّك بِأَوَّل إِشَارَة تَقَابَلْنَا دُوْن الْإِنْتِظَار لَعَل مَا بَعْدَهَا كَان أَفْضَل مِنْهَا ؟
فَنَرَى اوْرَاقِنا تَتَطَايَر كَالْطَّيْر الْمُهَاجِر وَتَزْوَر مُدُن مُخْتَلِفَة
وَلَا تَسْتَطِيْع أَن تُتَأَقْلَم عَلَيْهَا لِأَنَّهَا مَكَثْت فِي بُقْعَة غَرِيْبَة لَا يُمْكِنُهَا تَرْجَمَة مَاخُط فِيْهَا مِن رُمُوْز ..

حَرْفِي أَبْعَثُه عَبْر بَرِيْد الْحِوَار مَخْتُوْم بـ خَتْم الْعِتَاب
رُبَّمَا يَصِل إِلَى مَكَانِه الْصَّحِيْح ..
وَأَنْت ِ أُخَيَّتِي ...
عَتَبُك فِي هَذَا الْزَّمَن عَلَى مَن
؟ ..

---------------------------
:
:
:
ولرفقة قلبي باقة من الأشواق ،
أهديها لقلوبهم الغالية ..
+ ()



تعليق