:
وها قد عدتُ غاليتي رغد الإسلام لأتفيّأ ظلال حرفكِ الرائع ..
زادكِ الله من واسع فضله .. ونفعكِ ونفع بكِ
:
تطرّقتِ هنا بالحديثِ عن شخصيّةٍ مُتناقِضةٍ عجيبة ..
نلتقِي بها ونُعايشَها .. ثُمّ ننصدِم بحقيقتِها !
هل تعلمين السّبب حقيقةً ؟ أنا عن نفسي أجدهُ في هذا الحديث :
[ وتجدونَ شرّ النّاسِ ، يومَ القيامة عندَ اللهِ ذا الوجهَين : الذّي يأتِي هؤلاء بوجهٍ ، ويأتِي هؤلاءِ بوجه ]
الراوي :أبو هريرة ،المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم : 2916 خلاصة حكم المحدث : صحيح
إنّه إنسانٌ عاش حياته بهذه الشخصية المتناقضة ذات الوجهين ..
يبدّل وجههُ حسبَ مايراهُ مُناسباً له ..
والأسوأ أنّهُ دائماً يجدُ الأعذارَ لنفسِه !!
فيبرّر أفعاله لنفسهِ دائِماً .. ويبيحُ لنفسِه الكذبَ والنّفاق !!
= أنا فعلتُ هذا هنا لأنّ فلاناً سيجدُ مدخلاً عليّ ويشهّر بي !
= وكذبتُ على فلانٍ لأنّ هذا مايخلّصنِي من لسانه !!
= وابتعدتُ عن فلانٍ لأنّني وجدته لايناسِب ميولي !!
= وتكلّمت على فلانٍ لأنّ هذا هو واقعه ؛ فلم أقل إلا الحقيقة !!
تبريرات واعتذارت .. وكأنّنا نعيشُ في غابة .. وكُلّ يخشى الآخرين على نفسه !!
نفاقٌ نعيشه اليوم - إلا من رحمَ الله - على مستوَى مجتمعاتنا ..
ومع هذا كلّهُ لا يقبل مثل هذا التّصرف من الآخرين !!
وسبحان الله .. قبل أيامٍ كان هذا أحد محاورِ حديثي مع بعضهنّ ..
إذ ما إن تُديرُ إحداهنّ ظهرها للآخرين .. حتى يبدأ الكلام عنها ..
والحجّة .. أنا عندِي استعداد أن أقول هذا الكلام في وجهها !!
الله المستعان !!
أهذا هو المبرّر لنكون أصحابُ وجوهٍ متعدّدةٍ .. نبتسم لهم .. ثم نذّمهم من ورائهم !!
نكذبُ عليهم .. ونعتبر هذا من التورية المباحة .. ونحن أبحناها لأنفسنا !!
وكيف تصفو الحيَاةُ إذاً ونحن نترقّب الخداع ممن حولنا كُلّ لحظة ؟
وهل وصلَ بنا الحال أن نُنافقَ لكي نعيش براحة ؟
وأين عنّا آية ( إلا منْ أتَى اللهَ بقَلبٍ سَلٍيم ) ؟
أليسَ هذا هو المقبول عندَ الله يومَ القيامة ؟
صاحب القلب السّليم ؛ والسّليم فقط هو الذّي ينجو يوم القيامة ..
وصدقاّ .. لو كان القلب سليماً .. لما حدث هذا كلّه ..
ولذلك فإنّنا نعوذُ باللهِ من النّفاق .. ونسألهُ سُبحانه أن يرزقنا قلوباً سليمة
ونراجعُ أنفسنا دائِماً .. نتفقّدُ هذهِ القُلُوب .. ونُنقِّيها ممّا يُلوّثهُا مع الإستعانة بالله
:
عُذراً غاليتي إن أطلتُ في كلامي ..
ولكنكِ أثرتِ في نفسي كوامناً مؤلمة .. وتجارباً أخشَى تكرارها ..
ولماذا ؟ لأنّهم همْ > هم .. ونحنُ > نحن !!
ولانبرّئ أنفسنا .. ونبقى على خوفٍ من الإبتلاء بالنّفاق ..
ونحمدُ الله الذّي عافانا مما ابتلاهُم به وفضلّنا على كثيرٍ ممّن خلقَ تفضيلاً ..
ونسأله أن يرزقنا قلوباً صافيةً خالصةً له وحده ..
ترجو رحمته .. وتسعى لرضاه ..
:
تلكَ كانت وجهة نظري .. وربّما خالفنِي البعض ..
والله تعالى أعلم وأحكم ..
:
بوركتِ غاليتي .. وبوركَ المدادُ والقلم ..
جمعنا الله وإيّاكِ ومنْ نحبُّ في جنّاته ..
تقبّلِي مودّتِي
:
الروابط المفضلة