:
***= من منتدى [ لك ِ] وإلى [ المنابِر ] =***
:
" هيَ حُروفٌ سُكِبتْ اليومَ فِي قلبِي "
( بفضل الله وحده )
:
كُنتُ أتأمّلُ اليوم فِي هذا المُنتَدى الجَميل ..
كيف أنّناعِندمَا دخلنَا المُنتدَى .. تَعرّفنا فِيهِ على أخواتٍ غَاليات ..
لمْ يدخلُوا .. بُيُوتنا ..
لمْ يُشارِكُونا .. طَبقاً ما .. أو حتّى لُقمة ..
لمْ يرتشفُوا معَنا .. كأسَ عصيرٍ أو كُوبَ قهوة ..
لكنْ .. بعضَهُم شاركَ البعضَ فرحتَهُم ..
فِي مُناسبةٍ .. في نجَاحٍ .. في ولادةٍ .. في .. ابتسَامة !
وبعضُهُم شاركَ البعضَ في ابتلاءٍ .. في مرضٍ .. في فَقدٍ .. في .. دَمعَة !
وكمْ كانتْ لهذهِ المُساندة مَكانةٌ فِي القُلوب ..
ألا نعجَبْ ؟!
كيفَ أنّنا نَبعُدُ عن بعضِنا البَعض آلافَ الكِيلومِترَات ..
ومعَ ذلِك .. نشعُرُ أنّنا نقيم قرِيباً من بعضِنا .. عندَ الباب المُجاوِر !!
ألا نعجَب ؟!
كيف أنّنا نُشارِكُ بعضنَا - أحياناً - أكثر مِمّا يُشارِكُنا بِهِ مَنْ يُقِيمُ معنا ..
وكَمْ كانتْ تلكَ المُساهَمات .. نافِعة !
وكَمْ كانتْ تلكَ الحُلُولُ .. رائِعة !
ألا نعجبُ من تأليفِ القُلوبِ هذا ؟!
سُبحانَ الله .. لمْ تتآلفْ هذهِ القُلوبُ إلا بتأليفِ اللهِ لهَا .. تفضُّلاً ومِنّةً .. مِنهُ وحَدَه ..
وتعَجّبتُ منْ هذا القلبِ الصّغِير .. كَمْ يَتّسِعُ للأحبّة ؟!
وكُلُّ أُختٍ لها فِي القلبِ مكَانةً خاصّةً .. ولا أحدَ يُغنِي عن الآخَر ..
وقدْ يحوِي القلبُ المئات مِنَ الأخواتِ القرِيبات ( محبّةً خاصّة )
وقدْ يحوِي المَلايِين منَ المُسلِمِينَ والمُسلِمات .. أحياءً وأموَاتاً ( محبّةً عامّة )
سُبحانَ الله .. كَمْ أنتَ واسعٌ أيُّها القلبُ الصّغِير ؟!
:
تأمّلتُ فِي هذا كَثِيراً .. وتَفكّرتُ ..
كيفَ يتَيَسّر تحرِّي الإخلاصِ هُنا .. أكثرَ مِن الواقِع !
فـ لا أحدٌ يعرِفُ أحَداً فِي الواقِع .. إلا أقلُّ القلِيل ..
تأمّلتُ فِي أُخّوةٍ بدأتْ هُنا على سُطُورِ المُنتَدى ..
فَــ أحَياناً قَدْ أُحِبُّ بعضَ العُضُوات .. لِرشَاقةِ أُسلُوبِها ..
أو لِخِفّةِ ظِلّها .. أو لِمُشارَكَتِي لهَا رُكناً أو عمَلاً أو مُسَابقة ..
لكنّها لا تُسّمَى مَحبّةٌ فِي اللهِ .. إلا إذا أحببتُها للهِ .. و للهِ فقَط !
أُحبُّها لأنّي رأيتُها حَريصَةً على الدّعوةِ إلى اللهِ ونشرِ الخَير ..
وليسَ لأيِّ هدفٍ آخر ..
وأتذكّرُ حديث ( قال : لا ، غيرَ أنّي أحببتُهُ فِي اللهِ عزّ وجلّ ،
قالَ : فإنّي رسولُ اللهِ إليكَ بأنّ اللهَ قدْ أحبّكَ كَما أحبَبتَهُ فِيهِ )
ولابُدّ أن أكُونُ صادِقةً فِي محبّتِي لها .. لله فقط ..
و أتذَكّرُ أنّ اللهَ شهيدٌ رقيبٌ .. يعلمُ الصّادقَ منْ غيرِه ..
:
و سَاءلتُ نفسِي .. ماذا نستَفِيدُ منْ بعضِنا هُنا [ حَقِيقَةً ] ..؟!
وسَامٌ .. تَميّزٌ .. لونٌ .. لقبٌ .. توقِيعٌ ؟ إنّها أشياءٌ جميلةٌ ورائِعة ..
لكنّها كُلّها لاتعنِي شيئاً فِي الواقِع .. لأنّها فقط .. على صَفحاتِ النِّت !
ولايعنِي هذا التقلِيلُ منْ أهميّةِ الهديّة إذْ أنّهُ ( تهادُوا تحابُّوا ) ..
ولكنّ المقصودَ أنّهُ ماذا ينفعُنِي منْ هذا كُلّه ؟
لاينفَعنِي إلّا مَحَبّةٌ صّادِقةٌ فِي الله ..
:
وعندمَا أُشارِكُ أُختاً لِي فرحتَها بأمْر .. فأكِيلُ لها العِباراتِ الجَميلة ..
وقدْ أُقدّمُ لها الهَدايا الرّائِعة .. أو أدعُوها لِــ كُوبِ قهَوة ..
فــ أتَذَكّرُ ( فهُما فِي الأجرِ سَواء ) ..
وكيفَ أنّنِي لو صَدَقتُ في نِيّتِي أنّنِي لو تيَسّر لِي هذا فِعلاً في الواقِع ..
لقدمْتُها بِكُلِّ ترحابٍ خَالصةً لِوجهِه ..
وفضلُ اللهِ واسعٌ .. فــ عسَى أنْ أنالَ بهِ الأجرَ بنِيّتِي - بإذنِ الله -..
فأحتاجُ أنْ أُجدّدَ النّيّة إخلاصاً وصِدقاً .. أنّي أفعلُ هذا للهِ حقّاً ..
ولا أُهَنّأهَا أو أهدِيها .. لأنّها هَنّأتنِي أو أهدتنِي في مناسَبةٍ سابقِة .. بل تقرُّباً للهِ فقط ..
فلا أُعامِلَها .. وإنّما أُعامِلُ اللهَ مِنْ ورائِها ..
وأُثنِي عليها شُكراً .. تشجِيعاً .. تحفِيزاً .. ثناءً .. لِوجِهِ اللهِ .. وليسَ مُجاملَة ..
ولاأتَحدّثُ عن ما يُكِنّهُ قلبَها .. لأنّ القُلوبَ مَرجِعُها للهِ ..
فــ اللهُ حسيبُهَا .. ولستُ أنا ..
نعمْ .. إنّها المَحَبّةُ في اللهِ .. التّي تصِلُ بنَا إلى المَنابِر ..
:
"إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى".
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ ؟ قَالَ:
"هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلاَ أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا, فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ وَإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ, لاَ يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ وَلاَ يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ"
وَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ : ( أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ).
:
نِهَايةُ حُرُوفِي ..
دَعوةٌ لِــ [[ تجدِيدِ المَحَبّةِ إخلاصاً وصِدقاً ]] .. والإستِعانةُ باللهِ على ذلِك ..
منْ وراءِ أجهزَتِنا .. ومِنْ خلفِ مُعرّفَاتِنا ..
لِــ نبْدأَ مِنْ [ لكِ ] .. ونَصِلَ إلى [ المَنابِر ]
بإذْنِ الله ..
فَــــ ياربّ .. " لُقيَا المَنابِر " ..
:
و.. لَكُنّ مشَـــــــــــــاعِـر !
سَـ أنتظرها !
:
مُحبّتكُنّ : قَطَـرات ..
:
الروابط المفضلة