:
بسم الله الرحمن الرحيم
أن تبتسم في أضيق أحوالكهذا شيء جميل و رائع
لكن أن تبتسم و خلف تلك النظرات
دمعة تتبعثر و بحّة على الألم تتكسّر
صرخة من الأعماق .. و التفافٌ نحو صمتٍ رهيب
و في النهاية لا يُؤمّل لهذه الروح غير السكون في زوايا مظلمة
و الموت أسفاً بكل لحظة *
و كأنّ دائرة الروح
تعاطت مع الدمعة حتى أصبحت كأنها اللقمة السائغة
و مع الجرح حتى صار هو الدواء الشافي
و تعاطت مع البسمة الصافية و كأنها الخيال بعينه
حتى إن بحثت و أقدمت و ترامت على لحظاتك
أسئلة الدهشة و تآلفت معها معاني الإستغراب
لتسأل
كيف للبسمة أن تكسو الدمعة
و كيف للدمعة أن تُصبح هي اللقمة
و كيف أصبحت البسمة مجرد خيال عابر
لا معنى له و لا قيمة
و كيف للجرح يوماً أن يصبح هو الدواء
بعد أن كان بظننا فقط هو الداء و السّم و القاتل معاً
حينها ستترائى لكَ أحوال كثيرة
و ترتمي على صفحة القلب صنوف من القصص عجيبة
فهذا يقطع أخاه
و ذاك يظلم و آخر يتحدّث في غيبته
و صنف يبخس الحق و آخر مُجحف يتّهم في العِرض !
و البعض لا يملك عضلة لسانه ليُلقي بالكلمات
كما شاء و كأنه يُلوّح بسياط الجلاد على أعين من حوله زوراً و بُهتاناً !
يرى عنفوانه في السوء انتصاراً !!!
و تأخذه العظمة بأشكالها لتزُج به في قائمة المحظور و هو لا يشعر
و هو في الحقيقة يعرف أنه بعظمته تلك يذرف بحديثه دمعة و يُشعل في القلب بأفعاله ألماً
و يُبكي الروح من بعده حرقة أيام عديدة بل دهراً *
,,
أسفٌ يتحدّر كقطرات ماء عذب *
و معانٍ كلها تتزامن لتعيش تلك اللحظة
فلا تدري أيّ الدمعتين هنا أولى
أدمعةٌ على صفاء أخوةٍ تلوّث بما في الصدر من سوء
أم دمعة ألم الفجاءة مما حصل و كان *
,,
تأكد يا من تخوض في الماء العذب
أن الأرواح قد تعيش معك ساكنة
حتى إن تحرّكت أمواج الأقدار تكشّفت السوءات و أبحرت رايتك
على غير ما كنت تُؤمّل
لتكشف حقيقتك *
فلن تطول لحظات الجفاء
لن تطول بإخاء تحمله كالزبد
تعيش و تظن أن تلك العيون التي كانت تتأمّل الخير من أخوّتك
ستنساك و تنسى صحبتك و إن فعلتَ ما فعلت !
و إن أسأت و اتهمت و جرّمت
و إن أخطأت و بالظن أسأت
لا .. لا .. لا
لم نتفق على هذا * !
ستبقى أخوّة هي العهد بيننا
إن خنتّها بيدك .. ما خنتَها بيدي .. و ليس من طبعي !
و إن عرّضتها للتهالك و الخيانة لحاجةٍ في نفسك لا أعلمُها و ربي يعلمُها *..
حافظتُ عليها و السهام منك على صدري
و إن سامرتني منك الشكوك و اقتلعت قلبي مني بكل ما يملك عنفوانك من قوة
لن اطلب منك إلا السلوى بذكرى طيبّة
تَرافقنا فيها معاً .. زماناً طيّباً ذكراه .. ما كدّره شيء غير وساوس تحملها
و أفكار تختلقها و معاول تهدم بها أعمدة الإخاء الواحد تلو الآخر
سلني إن شئت أين سيكون موقعك بعد هذا المقال ؟
لأكتب لك كما هو مكاني في قلبك *
و أرجو أن يكون عالياً رفيعاً بحجم القرب الذي كان بيننا
عُراه نقيّة صافية
إن خالجها شك سألت و إن هاجمتها وساوس دفعتها و عني دافعت
و إن أساءت الظن طلبت الخلاص و استسمحت
قبل أن لا ينفع دينار و لا درهم و لا أخ و لا أب و لا أم
ذاك يفرّ من أخيه و آخر من زوجته و آخر من الشدة داهمه الفرار حتى من أمّه *
فكيف لك من ذاك اليوم الخلاص و عند الله تجتمع الخصوم ****
هاكَ يدي أخي *
لا أتحوّل بها عنك حتى تعود روافد الإخاء تضخ في قلبي أمواج الصفاء من جديد
و تمسح الدمع عن عيني و كأنها يوماً ما انسكبت بسببك *
هاكَها خالصة من قلبي و الدمع مني في انهمار
,,
* سلوى خاطر ....
أسأل من لا يُصلح الأحوال و يُسلّم القلوب من أغوارها إلا هو
أن يسلّم قلبي و قلبك و يُصلح حال أخوّتي و أخوّتك
يارب إنه أخي .. احتسبُ دمعاتي و جرحي و قلة حيلتي عندك
لتردّه كما كان ردّاً جميلاً
تعلمُ وحدك بما في قلبي و لا يعلمه **
,,
دمُ و دمع / معاني *...
الروابط المفضلة