السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد لا يتكلمون..
ولكن لو تكلم صمتهم لأفصح عن الكثير..
قد لا يسمعون..
ولكن لشدوِ الأطيار يستجيبون
قد لا يستوعبون....
ولكنهم ..بكل مشاعر الحب يتدفَّقون
قد لا يرون..
ولكن بنور عطائهم يُغدِقون
قد لا يتحركون..
ولكنهم من مقاعدهم أعظم البصمات يتركون
قلوبُهم مفعمة بالحياة
موقف ..
رأيتها من بعيد تحتضنه بقوةٍ،تشعُّ من عينيها مشاعرَ الحبِّ
يتدفَّقُ شلاّلٌ من الخوف والحرص عليه..
تقبِّله بين الحين والآخر ..تحتضنه بعباراتٍ عذبة يقولها قلبها قبل لسانها
يااانور عيني..يااامُهجة فؤادي..يا بسمة عمري..
تنطقها بكلِّ جوارحها..رأيت كلَّ معاني الأمومة الصادقة الحقيقية..
مشاعر تتدفَّقُ كمطرٍ منهمرٍ ..، استغربتُها في بادىء الأمر..
اقتربتُ قليلاً......تفحَّصتُ......
إنه طفلٌ معاآآآق
طفلها لم يتعدى الثالثة من عمره..
ممّن أراد الله أن يكونوا من ذوي الاحتياجات الخاصة..
أكبرتُ فيها شجاعتها ،فهي قد تقبَّلت الأمر وتعايشت معه..
ابنها نظيفُ في كامل أناقته..ذو ابتسامةٍ برّاقة..
كيف لا يبتسم وأمه تحدَّت كلَّ النظرات الحمقاء من حولها...
وموقف......
لبّيتُ دعوتها لشرب فنجانٍ من القهوة..
كنت تعرَّفتُ إليها حديثاً فقد سكنت غير بعيدٍ من بيتي..
أخبرتني من قبل أن عندها ثلاثة أولاد وبنت في سن المدرسة الابتداية
بعد لحظات من دخولي إلى منزلها سمعتُ ما يشبه البكاء وكأنه يأتي من بعيد..
كنت قد لمحتُ نظراتٍ من القلق والحيرة بدت على وجهها منذ دخولي
ولكن بعد صوت البكاء بدا القلقُ واضحاً ..
غابت عدة دقائق...وجاءت لتناولني فنجان القهوة..
عاد صوت البكاء من جديد...عندها تملَّكتْني الحيرة!!
قامت وهي تُهمْهِم بصوتٍ أقربُ إليه من الهمس:
ألم أُعطكَ الدواء قبل قليل..؟لماذا استيقظتَ الآن؟؟
عادت بنظراتٍ حزينة ، تتحاشى النظر إليّ
بدموعٍ تلألأت في عينيها
سألتها قبل أن تجلس : أليس هذا بكاء طفل؟
هل عندك طفل صغير؟
قامت من مكانها ودموعها بدأت تنسكب على وجهها
رجعت وبين يديها طفلٌ !!
قالت لي باكيةً : نعم عندي طفلٌ صغير
هذا هو...انظري إليه..إنه ليس كباقي الأطفال
إنه معاآآآآآق....
لم أخبر أحدا عنه إلا المقربين فقط
إنني لا أتحمَّل نظرات الناس له...
أرتعب من أسئلتهم وفضولهم..
من خلال تعايشي لهذين الموقفين..
عرفت وتأكدت أن هناك تعوُّق فكري وثقافي عند الكثير من الناس
الذين ينظرون إلى هذه الفئة تلك النظرة القاتلة..
يرمونهم بسهامٍ مسمومةٍ ليقتلوا الأمل في قلوبهم وقلوب من حولهم
متى سنتعامل بسموٍّ في الأخلاق ، وبرقيٍّ في التعامل
مع هذه الفئة ممن أراد الله لهم هذا النوع من الحياة
سبحان الله الخالق المصوِّر
فكم من هؤلاء كان لهم بصماتهم المؤثرة في تحوّل حياتنا إلى الأفضل
وكم ذو عاهةٍ كان له الأثر البالغ في اختراعاتٍ ارْتقَت بالبشرِيَّة
متى ستتحول نظرات الشفقة التي يتلقَّونها من هنا وهناك
إلى نظراتٍ تبثُّ في قلوبهم الأمل بفجرٍ مضيء
وبغدٍ واعدٍ بحياة أفضل ينظر إلى آفاق الأمل
الذي يحاول الجاهلون دفنه بنظراتهم المريضة
متى نتعامل معهم باعتبارهم أسوياء كغيرهم
نحترم مشاعر َالإنسانية فيهم ...
من فعلا الذي يستحق أن نطلق عليه لقب المعاق؟؟
ومن هو المعاق الحقيقي من وجهة نظركم؟؟
!!!
بانتظار تعليقاتكم
بارك الله فيكم
::
الروابط المفضلة