السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان فتى ً صغيرا, حين أسمعه شيخه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
لتفتحن القسطنطينبة فلَنِعم َ الجيش ُ جيشُها , ولَنِعم َ الأميرُ أميرُها .
فهوى قلبُه وعقلُه أن يكون هو : نعم َ الأمير .
ياله من هدف سامٍ علوي نبيل !!
ياله من هدف ٍ أن يسعى ليكون هو نبوءة الرسول الكريم .
ترى !! من أي الرجال كنت َ أيها الفاتح العظيم ؟؟
حقا ً ... إن النبوءة الخالدة لا يستحقها إلا رجل خالد . وضع أمام عبنبه هدفا ً
عظيما .
القسطنطينية مركز النصارى وعاصمة البابوية :
مدينة عجز عنها حنى الصحابة الكرام
دفن عند أسوارها الصحابي الجليل المجاهد أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه .
فكبف ستخضع لأمير شاب ؟؟
نعم !
ستخضع له القسطنطينية لأن طموحه فاااااااااق كل حد
إذا غامرت َ في شرف ٍ مروم ************ فلا تقنع ْ بما دون النجوم ِ
لقد كان محمد الفاتح يطمح إلى ما فوق النجوم
كان يطمح إلى : فلنعم َ الأمير ُ أميرها .
فهل تقف في وجه أمثاله أسوار القسطنطينية ؟
هل نقف في وجهه خنادقها الملغومة ؟ وسلاسل بحرها المشدودة ؟
خابوا وخسروا
فلن يقف في وجهك شيء من دنياهم أيها الفاتح العظيم ؟
فإن كانت السفن تسير فوق الماء .. فإن سفنك ستسير فوق الجبال !
ولإن كانت أسوارها صمدت قرونا ..
فمدفعك العملاق سيدك الأسوار والحصونا ..
سيدك ُ طموحُك َ كل الأسوار
وستقتلع عزيمتُك كل العقبات
فلنعم َ الأمير ُ أنت .
"""""""""""""""""""
ومنذ أن ذلّت له القسطنطينية صار عدوا ً لكل نصراني على وجه الأرض . وصار
البابا يتمنى موته كل يوم لأن غباءه أوهمه أنه إذا مات الفاتح عادت القسطنطينية
إلى أحضان المسيحية .
وابتدأت المكائد للنيل من حياة السلطان الشاب الذي عز ّ َ الإسلام ُ على يده ..
وفي عهده .. ومن بعده .
لقد رتبوا 14 محاولة لاغتيال السلطان . ولم يوفقوا .
إلا ان الله شاء أن يقضي شهيدا ً في المحاولة الخامسة عشر .
فهيا بنا نسأل التاريخ كيف كانت نهاية قاهر النصارى ورافع راية الإسلام ؟
"""""""""""""""""""
كان يقود حملة ً في يوم 25 أبريل 1481 م . وكان يتبع السنة النبوية , فلم بكن
بفصح أبدا ً عن وجهته خلال ثلاثين عاما ً من الفتوحات الرائعة .
اجتاز مضيق البوسفور ووصل إلى أسكودار في الضفة المقابلة , وضرب سرادقه
هناك .
يخمّن المؤرخون أن هذه الحملة التي لم تتم أبدا ً كانت موجهة ً إلى إيطالبا . فقد
أصيب الفاتح بمغص شديد في بطنه . كان طبيبه الخاص يعقوب باشا بجانبه ,
وكانت أنظار الصدر الأعظم والوزراء مصوبة إليه ترجوه مساعدة السلطان بأدويته
وهو الطبيب الحاذق .
لم تنفع الأدوية بل ازدادت صحته سوءا .
وبعد بضعة أيام فقط توفي السلطان محمد الفاتح .
كان عمره 49 سنة وشهرا ً واحدا .. ومدة حكمه 31 سنة وشهران .
كان في أوج قوته وعنفوانه ونشاطه .. فكيف مات بهذا الشكل المفاجئ ؟؟
تجمعت الشكوك والشبهات حول طبيبه الخاص يعقوب باشا
يعقوب باشا :
لم يكن هذا الطبيب مسلما ً منذ الولادة . كان من إيطالبا من مدينة البندقية وكان
اسمه الأصلي ماسترو لاكوب .. ادعى الاإسلام وتسمى باسم يعقوب .
كان طبيبا ً حاذقا ً . فذاعت شهرته في استانبول . ثم اتخذه السلطان طبيبا ً خاصا ً
له . وأنعم عليه برتبة الياشوية .
سمع البنادقة بهذا الخبر فطاروا فرحا ً . فقد سنحت لهم فرصة ذهبية يجب ان لا
تضيع .
اتصلوا به سرا ً ووعدوه بمكافأة كبيرة جدا ً , بلغت بالنقد الحالي : 17 مليون دولار .
كانت عملية اغتيال السلطان خطرة جدا . ولكن المكافأة كانت شديدة الإغراء فلم
يستطع مقاومتها .
كان المال سببا ً مهما ً ولكن كان ما هو أهم . لقد كان السلطان يشكل خطرا ً
داهما ً على أوروبا المسيحية . ولذلك فقد وجبت تصفيته .
بدأ في دس السم في طعامه بالتدريج حتى يبدو الموت طبيعيا . ثم يهرب في
الفرصة المناسبة . ولكن ما إن رأى أنه يستعد لحملة جديدة ضد أوروبا حنى زاد
من كمية السم .
وهكذا عض هذا الغادر اليد التي أكرمته وغمرته بالعطايا والهبات .
ولكن يشاء الله ان يُفتَضَح َ أمره , ويُكْشَف دورُه الخسيس الدنيء . فلم يتركه
الحراس يفلت بفعلته فتناوشته سيوفهم فقتل في الحال .
قتل الطبيب الغادر ولم تسنح له الفرصة للتمتع بمكافأته .
وصل الخبر إلى البنادقة بعد 16 يوما ً عن طريق الرسالة التي حملها البريد
السياسي لسفارة البندقبة في استانبول . كانت الرسالة تحتوي على هذه الجملة ا
لتاريخية :
لقد مات النسر الكبير
انتشر الخبر بسرعة في المدن الأوروبية . وبدات الكنائس تدق أجراسها مستبشرة
فرحة .
فقد مات النسر الكبير
استمرت الكنائس تدق أجراسها في أوروبا بأمر من البابا لمدة ثلاثة أيام .
رحمك الله أيها النسر الكبير وجعل مثواك الجنة .
لقد كان شوكة في حلوق النصارى فكتب الله له الشهادة . وبقي الإسلام بعده
في عز حتى تجمع كلاب الكفر والشرك على الدولة العثمانية فأسقطوها وأسقطوا
ما بقي لنا من خلافة . ثم بدأ مسلسل الانحدار حتى وصلنا إلى الهاوية .
ترى !!!
إلى كم فاتح تحتاج أمتنا لتنهض من عثراتها المتتالية ؟؟؟؟؟؟؟؟
""""""""""""""""""
هذه سيرة الفاتح العظيم نلقنها أبناءنا ليتخذوها قدوة لهم , ويحذوا حذوها في
صناعة الأهداف واستشراف المعالي . علّنا ننقذهم من الغرق في أوحال سفاسف
الأمور وتوافهها .
كتبته : بُدور
الروابط المفضلة