:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
منذ أيام قليلة راودتني فكرة كتابة موضوع عن الخادمات وأثرهن السىء على نفوس الأطفال وقد هممت فعلا بكتابة العناوين الرئيسية لموضوعي لكن كان السبق لك قلم صادق ,, فاسمح لي أن أضع ضئيل كلماتي وسط موضوعك القيم
وإن كان حديثي سأقصره على الخادمات أو أمهات الوكالة كما حلا لي تسمية موضوعي ,,
فالأمومة مفهوم شائك قد يصعب الوصول إلى كنهه في ليست علاقة ولادة فحسب وليست علاقة إنتماء فقط ,كما أنها ليست علاقة تربيه أو عناية واهتمام
ربما كانت مزيجا من ذلك كله وأكثر
هي علاقة خاصة جدا بين الأم وطفلها ولذلك يصعب أن تتخيل أمومة بالوكالة
فالأمومة من الأمور التي لاتدخلها النيابة أو الوكالة حسب اصطلاحات الفقه في
تراثنا الإسلامي
ومع ذلك فطبيعة العصر الذي نحياه وحاجة الأمهات العاملات بل وحتى استمرار حياة الترف والرفاهية في بعض الأحيان قادت إلى أن يجد الطفل نفسه في وضع غير طبيعي فأمامه اثنتان إحداهما أمه التي أخذتها الوظيفه أو الارتباطات الإجتماعية
أو مجرد الإتكالية منه والأخرى الخادمةالتي تقوم بدور الأم بالنيابة والتي مهما كانت
درجة حبها له واهتمامها برعايته لن تشبع حاجته إلى الأمومة الحقيقية
في اعتقادي أن المربيه هي من أهم أسباب عدم استشعار الأم مسؤوليتها وتغافلها عن قول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام
"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته "
وانشغالها بتوافه الأمور الدنيوية إضافه إلى انشغال المرأة العاملة عن بيتها وأبنائها واتكالها في جميع مهامها على الخادمة
وقد تكون العوامل الاقتصادية سبب رئيسي لهذه الظاهرة فالطفرة المادية التي شهدتها دول الخليج وتوفر المادة ساعد بشكل أو باّخر على وجود أكثر من خادمة
أحيانا كنوع من المباهاة وبالتالي تلقي عليها بالأمور الأساسية
إضافة إلى انشغال البعض بالزيارات والسهرات مما ألغى دورهن الأساسي في
المنزل وأصبح الدور الأكبر للخادمة كما أن انعدام الوعي بالهدف الأساسي من
استقدام الخادمة هو المساعدة في الأعمال المنزلية وليس الاتكال إلى حد تربية
الأطفال !!
صحيح أن المرأة العاملة مطالبة دون غيرها بتنفيذ العديد من الأدوار أولهما وصفها
أما برعاية أطفالها وبوصفها زوجة تراعي متطلبات زوجها وموظفة مطالبة بالتفوق في عملها ومديرة للبيت فهي المسؤولة عنه
فإذا تعارض العمل مع إحدى متطلبات حياتك فالأولى أن تكون احدانا بلاعمل على
أن توصف بالتقصير الذي يصل كثيرا لحد الإهمال
وحين أذكر تأثير الخادمة التي تمارس دور الأم على الطفل وعلى الأسرة كاملة فحدث ولا حرج فجيل الخادمات مختلف تربويا ولغويا ودينيا وأخلاقيا وأكثر مايظهر ذلك
في لغة الطفل ودخول كلمات أجنبيه أو تراكيب مكسرة في لغته
والأدهى حين تكون الخادمة غير مسلمة وما إلى ذلك من بالغ الأثر على عقيدة الطفل فقد يتأثر بها وببعض الطقوس الدينية التي تؤديها
هذا بالإضافة إلى تعلق الطفل بها وكم سمعنا عن حوادث كان السبب الأكبر فيها اهمال الخادمات .....
وجود الخادمة في حياة الطفل في سن مبكرة تدخل لتكوين شخصية غير مكتملة النضج فإما أن تكون الخادمة متساهله وتلبي جميع احتياجاته فينشأطفلا عنيدا لايعترف بأخطائه
وإما على النقيض في ظل الاتكال وتغيب الأم تكون متسلطة تنفس فيه ماتواجه
من كبت وحقد وضغوط فيصبح طفلا عدوانيا
ومهما حاولت الأم أن تخفف من أثر وجودها فالطفل يمتص منها كثيرا من عاداتها وأفكارها بحكم بقاؤه معها فترة من الزمن ومن ثم تصبحي أما بالاسم فقط بل قد يسلب منك في بعض الأحيان لينادي الطفل مربيته بماما
فالأم هي المسؤول الوحيد عن تربية الطفل وتعليمه وإلا فلتتحمل ذلك الشرخ الناتج من سوء تقديرها واتكالها على مستوى وتفكير وعقائد تختلف كثيرا عنا
أما بخصوص حديثك الاّخر عن المعاملة السيئة فاعتقد ان من يحاول ان يظهر قوته
بسطيرته على خادم أو سائق ويشبع تلك الرغبات المريضة في حب الرئاسة والزعامة فهو انسان أقل مايقال عنه مريض نفسي ينسى في ظل هوجة الزهو أنه لافرق بين عربي على أعجمي الا بالتقوى وأن الله لاينظر إلى صوركم لكن
ينظر إلى القلوب وماتحوي !!
ونتاج الخدمات التي تقدم لنا لزماما علينا أن نقدر الجهد وأن نمسح عنهم العناء
فهم تكبدوا عناء الغربة وشقاء البعد من أجل المال فلنجزل العطاء ولتكن أكفنا
سخية قدر المستطاع وأن نعطي الأجير حقه قبل أن يجف عرقه كما وصانا
رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويطول الحديث لكن يبقى الوضع مجرد ظاهرة اجتماعية تحولت مع الأيام إلى
عادة وتقاليد وراح زمن الأم المعطاءة التي كانت تستحق حقا أن تكون الجنة تحت
أقدامها
ليتنا نعود لزمان مضى فما أحلى الرجوع اليه !!!
أرجو ألا تكون اضافتي قد قللت من شأن كلماتك فالموضوع كان مثار بداخلي
وكان السبق لك والاضافة لي
جزاك الله خيرا ووفقك
الروابط المفضلة