:: في إحدى مُحاضراتي ::
كان الجوّ هادئ ومملّ بعض الشيء
أشحتُ بوجهي اتجاه النّافذة
لترعى عيني منظراً ساكن
هدوووووووء ... ~ وصمْتٌ مُطبق
وبينما كنْتُ أسْرح في فكري بعيداً
شقّ وشاح صمْتي
ورعى فكري وانْتباهي
جملةٌ قالتها إحدى الطالبات للدّكتور وهي
تشكي من حال الدّنيا :
في مضْمونها ||,
" لماذا أنا أعمل وغير جالسٌ ولا يعمل
البارحة قمنا بقطاف 60 شجرة زيتون أنا وعائلتي
وأخي جالسٌ في المنْزل ويدهُ على خدّه
ذهبنا وعُدنا أدراجنا وهو كما هو
... فلماذا ؟؟ "
,|| هنا كانت وقْفتي ||,
فحفزت دموعي وأثارتْ شجوني وحركتْ كلّ هاجسٍ يحتويني
ليس لأنها تعمل وأخاها لا يعمل
بل لأنها سمحتْ لنفسها هذا الكلام
::
إخوتي نحنُ في هذه الدّنيا سائرون
وعنها عمّا قريبٍ راحلون
فلمن تعملون ؟؟ ولأجل منْ تبْذلون ؟
ألهم ؟ ... أم لها ؟ ... أم لهُ ؟ ...
إذن لمن ؟؟
إخوتي لمَ لا نصفي أذهاننا وننقي قلوبنا
ألسنا منْ خلق الله ؟ وما أُمرنا إلا بعبادتهِ وحده
أولسنا مُحاسبين على نياتنا ؟!
فلمَ لا تكون نياتنا لأجلهِ
لا أن نقوم بالعمل لأن فلان قام
بل نقوم بهِ لأجل الله خالق الأكوان
عجباً لأناسٍ بذلوا وجاهدوا وتعبوا وذلّوا أنفسهم
ثمّ هو لمن ؟؟ ... لأجل الدّنيا الفانية
لمَ لا نكون كالنّهر يضعُ بصمتهُ حيثُ حلّ
ولا يسأل في أيّ أرضٍ أنا
لنبذلَ ولنُعطي ولنمْنح ... ولن ننتظر شكراً من أحد ...
وانتشي بعدها عبقَ السّعادة واللذة
فما بُذل لأجل الله مازجتْهُ السّعادة طوال الأيام
" ولن نسْتسْلم "
ندية الغروب
الروابط المفضلة