عندما تتصدر موقع العطاء فالمتوقع يتبع الموقع، أما أن تكون في العطاء منارة فالأمر يتجاوز التوقعات، و هذا ما تحصده منارات العطاء بالمنطقة الشرقية سنوياً في تصدرها لأعمال الخير عبر برامج مختلفة تغطي احتياجات المجتمع و تصوغ فيه المعاني السامية و القيم الإسلامية قولاً و فعلاً.
مجتمع الشرقية هذا العام كان على موعد مع الحدث الهام، مثل كل عام، غير أن المنارات ستجعله عاماً مختلفاً ليس ككل ما سبق من الأعوام..
كانت البداية في التدشين الرسمي لرمضان المنارات 1429هـ يوم السبت التاسع و العشرين من شهر شعبان بحضور نائب أمير المنطقة الشرقية سمو الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد آل سعود الذي أزاح الستار عن اللوحة التذكارية لبرنامج هذا العام، ثم حضر سموه الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة و الذي حضره لفيف من العلماء و رجال الأعمال و الإعلام و الشخصيات الاجتماعية و جموعٌ من المواطنين.
في الحفل الذي بُديء بآيات من القرآن الكريم ألقى الشيخ سعد بن محمد المهنا المشرف العام على مشروع منارات العطاء و القاضي بالمحكمة العامة بالقطيف كلمة ترحيبية أشاد فيها بدعم وتشجيع ولاة الأمر –حفظهم الله- لمثل هذه الجهود الخيرية التي توظف طاقات الشباب لنفع المجتمع، مشيراً إلى أن عدد متطوعي العام الماضي بلغ 5000 شاب و فتاة و تم إنجاز 100 برنامج في المساجد والمدارس و الشواطيء، مضيفاً بأن المنارات و هي تخطو نحو سبع سنوات من العطاء تتطلع إلى مشاركة آلاف المتطوعين، و طرح برنامج "أبناء" و برنامج "أرزاق" للأسر الفقيرة المتعففة، بالإضافة إلى برنامج التفطير الجوال المتزامن مع شهر رمضان المبارك، مثنياً للجهود الخيرة التي تقف خلف نجاح هذا البرنامج، و برامج المنارات عموماً.
و في كلمة رعاة برنامج التفطير الجوال قال م. خالد بن عبدالله البريك المدير التنفيذي لشؤون أرامكو السعودية إن مشاركة أرامكو السعودية في برنامج منارة التفطير الجوال تعتبر نموذجاً يجسد حرص الشركة على خدمة المجتمع والمشاركة بفعالية في تنميته مستعرضاً بعض مزايا البرنامج.
بعد ذلك استمتع الحضور بمشاهدة العرض التلفزيوني الذي يوثق نشاطات منارات العطاء، بعدها كان ضيوف الحفل و حضوره على موعد مع لوحات إنشادية في أوبرت رائع قاده المنشد سمير البشيري كانت اللوحة الأولى عن البذل و العطاء، فيما عبرت الثانية عن "شرقية الخير" و في الأخيرة تحية للمنارات، بعد ذلك صعد منصة الحفل ضيف الشرف صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود نائب أمير المنطقة الشرقية لتوزيع الهدايا و الدروع للداعمين و الرعاة و الفاعلين في المنارات.
و كان صاحب السمو نائب أمير المنطقة الشرقية قد زار معرض المنارات الذي يبرز المشروع ومسيرته خلال الأعوام الماضية و اطلع سموه على آلية تغليف الوجبات التي يقوم المتطوعون بتوزيعها في مختلف أحياء المنطقة الشرقية، بعد أن قص شريط الافتتاح لدى وصوله مقر الحفل.
يشار إلى أن منارات العطاء ممثلة بمنارة "التفطير الجوال" قد عقدت أوائل شعبان مؤتمراً صحفياً حضره ممثلون عن الصحافة المحلية استمعوا فيه عن الجديد في مشروع التفطير الجوال في عامه السابع –هذا العام- حيث أوضح رئيس منارة التفطير الجوال والمدير الاداري للمنارات عبد الرحمن بن سليمان الطيار أن المشروع سيقوم بتوزيع أكثر من نصف مليون وجبة إفطار صائم هذا العام مؤكداً الحفاظ على سلامة المشاركين من خلال برنامج السلامة الذي يتضمنه البرنامج مضيفاً بأن منارات العطاء تلقت في الأعوام السابقة العديد من خطابات الشكر من الجهات الأمنية المختلفة التي تؤكد الانخفاض الملحوظ في نسبة الحوادث المرورية بسبب هذا البرنامج.


سمو نائب أمير الشرقية في زيارة المعرض المصاحب للافتتاح


ستار الإفتتاح


جناح التفطير الجوال ضمن معرض الافتتاح


حاسب تعريفي بالمنارات و أنشطتها


تعريف ببعض المناشط التوعوية للمنارات

في مصنع التفطير الجوال بمنارات العطاء: 20 ألف وجبة يومياً وخلايا نحل لا تتوقف

للوهلة الأولى تبدو لزائر مصنع التفطير الجوال حركة غير عادية في المكان و الأشخاص، و أكثر ما يلفت النظر حركة الأشبال الذين تطوعوا للعمل في المصنع بنشاط وحيوية تتجاوز ما عليه أي عامل آخر يعمل بالأجر المادي، بكل بساطة المصنع عبارة عن خلية نحل لا تتوقف الحركة فيها، الناس هناك بين منهمك في عمل التعليب و التغليف و التوزيع و بين مشرف على سير العمل و ملاحظ و ضيف مشدوه و صحفي لا يدري من أين يبدأ في تغطية الموقف.
عددٌ من السيور المتحركة بشكل متناغم بحيث يصب بعضها في الآخر: سيور رئيسية تقود العلب إلى التعبئة، وسيور مغذية تمر فيه العلب الفارغة ويتم تعبئتها بوجبة الإفطار التي تتكون من علبة التمرات الثلاث، و عصير فواكه، و قنينة الماء الصغيرة، و قطعة من الكيك، و مع ما سبق شريط تلاوة أو محاضرة يوضع الكل في علبة مستطيلة أنيقة تحمل إحدى صورتين: الأولى صورة معبرة عن المنطقة الشرقية، الثانية: صورة إرشادية تحض على التخفيف من السرعة في قيادة السيارة تحت شعار "حياتي أهم"..
بتناسق و نظام يحيط الأشبال بالسيور من مختلف الجهات تفاعلاً مع حركتها ما بين تعبئة و تعليب و تغليف، يعملون بابتسامة صادقة كأنما يناجون إخوانهم الصائمين الذين سيتلقفون هذه الوجبات في ساعة حرجة يكثر فيها الارتباك و التداعي السريع لتناول الإفطار، عملاً بسنة نبينا الكريم صلى الله عليه و سلم أو لشعور شديد بالجوع .. أسباب مختلفة يوحدها التفطير الجوال من (منارات العطاء).

على زاوية من المصنع استطعنا أخذ بعض الدقائق من وقت الأستاذ عبد الله سرور الشهراني مدير المصنع الذي لا يتوقف في متابعة كل ما يدور في المصنع و كان لنا معه هذه المقابلة القصيرة:

•أستاذ عبدالله هل لنا أن نعرف عدد المتطوعين من العاملين على السيور و ملحقاتها؟

- لدينا 300 من المتطوعين يعملون على ورديتين: وردية النهار للأشبال و وردية الليل للشباب.

•ما مدى تواجبهم في العمل؟

- الحقيقة التجاوب كما ترى، كبير و لله الحمد، و نحن نقيم لهم برامج ثقافية و تربوية تزيد من تحفيزهم على العمل، و تقوي فيهم جانب الصلة بالله و خدمة المسلمين و سائر الأخلاق الإسلامية.

• معنى ذلك أنهم لا يعملون فقط؟

- لا، هم يعلمون و يتعلمون، يعيشون بعض القيم الإسلامية واقعاً ملموساً ينطبق بها نشاطهم وتفاعلهم من البرنامج الثقافي المصاحب، برنامج (أبناء).. و لدينا حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساء.

* هل تلقوا تأهيلاً يناسب الأعمال التي يقومون بها؟

- نعم ، دورات في السلامة، و دورات أخرى في فن التعامل مع الناس، و في احتساب الأجر.

* بالنسبة للانتاج؟

- يتم إنتاج 20 ألف وجبة يومياً، مع برنامج (أرزاق) و هي وجبات أسبوعية للأسر المتعففة.

* متى يبدأ إخراج الوجبات لتوزيعها على نقاط التوزيع؟

- موكب الوجبات ينطلق من بعد صلاة العصر في سيارات النقل المتوسطة (الدينات) بالنسبة للدمام و الخبر، أما الخفجي و الأحساء و الجبيل فتنطلق ثلاجات كبيرة.
يبدأ الشباب في التواجد على النقاط قبل أذان المغرب بربع ساعة و يبدأ توزيع الوجبات قبل الأذان بخمس دقائق.. كل مجموعة في النقاط لها طاقم خاص و مشرف خاص.

* ما رسالتكم لهؤلاء العاملين في الميدان؟

- أسأل الله أن يثيبهم و أرجو منهم المحافظة على سلامتهم و سلامة الناس من حولهم.




بوابة المصنع












الأستاذ عبدالله الشهراني يتحدث للمحرر

بارك الله في جهودهم وجزاهم الله خير الجزاء
وجعلها في موازين حسناتهم يوم القيامة ..

الله يجعها من موازين حسنتاهم كم هو جميل ان رأى مثل هذه لاعمال الخيريه في هذا الشهر المبارك

[مصنع التفطير الجوال: تعليب و تغليف الوجبات و معها صنع الرجال


يسابقون الآلات بنشاطهم، و ما ينجزه العامل في خمس دقائق، ينجزونه في غضون دقيقة، لا ينتظرون مكائن التوصيل أو توزيع الكراتين الفارغة، بل يسارعون للعمل ويبادرون ..
يتعلمون يومياً (عبر برنامج أبناء) كثيراً من المعاني و القيم التي يطبقونها علىالفور داخل المصنع، فكل سير له إسم معين من القيم الإسلامية: الإيثار، الأمانة، الحياء، الطهارة، ..... يتعرفون عليها جيداً و تنطق بها أفعالهم ..
كان لزاماً علينا أن نلتقي ببعضهم، فكانت هذه الحصيلة:

- الشبل مهند إبراهيم السياري يعمل في التغليف بجوار شقيقه حمزة، مهند يجيد العمل أكثر من الكلام لأن سنه صغير جداً و لم يهتم بنا كثيراً، بينما شقيقه الذي يدرس في الصف الخامس ابتدائي يعمل في منارة التفطير للمرة الخامسة، وقد تحدث إلينا معبراً عن شعوره: أشعر بالسعادة و أنا أقوم بهذا العمل تطوعاً إلى الله تعالى.
و عن استفادته من العمل في المنارات؟ أجاب: استفدت الأجر و تعلمت النشاط والتفاعل و التعاون والنشاط.

- قريباً منه كان يقف مشرف السير طلال الحربي الذي تحدث عن سيرالعمل في السير قائلاً: سير العمل ممتاز و الحمد للهو تفاعل الأشبال كبير جداً.
و عن مشاعره في العمل قال الحربي: اشعر بالفرح و الابتهاج في العمل لأنه في طريق الخير و عمل تطوع، ورجائي بثواب الله يدفعني لعمل المزيد.

- عبدالرحمن السرحاني يعمل في تغطية علب الوجبات تمهيداً لذهابها إلى كرتون كبير يتضمن عدداً هائلاً من علب الإفطار الجاهزة للتوزيع، و قد عبر الشبل عبد الرحمن عن مشاعره بعفوية قائلاً: مشاعري زين و شعور جميل بخدمة المسلمين، واكتفى بهذا لانشغاله في تغطية العلب.

- في السير المجاور الخاص بتعليب و تغليف وجبات برنامج (أرزاق) كان الأخ أحمد سعد الدوسري يرمقنا بابتسامة دفعتنا لمصافحتها، و قد عرّفنا بعمله كمشرف لـ (سير الإيثار) حدثنا عن مشاعره مبتسماً: ما نعيشه شيء يثلج الصدر خصوصاً حركة الأشبال بنشاط و حيوية، و عن سير العمل قال أحمد الدوسري: العمل يسير على أحسن وجه و لله الحمد، و الصورة خير برهان.

- أما عبد الرحمن الكومي في تعبئة الكراتين و الذي يعمل في المصنع السنوي للمرة الثالثة فيقول: شعور ي طيب، و ضميري مرتاح، و عن الذي تعلمه في عمله التطوعي بالمنارات أجاب: تعلمت مساعدة المسلمين و التضحية و الإيثار.

هذا المشهد داخل المصنع، أما خارجه (في نقاط التوزيع) فالأمر أكثر من مثير و جدير بالاهتمام، وهذا ما سنوافيكم به في تغطية الغد بإذن الله.

شباب المنارات في الإشارات: توزيع الوجبـات وغرس الابتسـامات

يترقبون بفارغ الصبر ساعة انطلاقهم نحو أصحاب المركبات الواقفة أمام إشارة المرور الحمراء..
شباب نذروا أنفسهم لتحقيق مبدأ الإيثار، فهم يتركون الإفطار بين أسرهم و في بيوتهم و يقفون عند إشارات المرور يوزعون وجبات الإفطار و مع كل وجبة ابتسامة قرأنا أثرها في محيا الصائمين المتأخرين عند إشارات المرور ..

هؤلاء الشباب يجسدون بحق أصالة الشاب المسلم و أصالة المجتمع السعودي المعطاء الذي أنجبهم، و وضعهم في صورة التعبير الصحيح عن التضحية و البذل و تقديم راحة الآخرين على راحة النفس و ما تشتهي..

قبل أذان المغرب بخمس دقائق يتلقى شباب منارات العطاء إشارة البدء بالتوزيع من مشرف "نقطة التوزيع" فيتوجهون بعلب الوجبات ببشاشة ولطف نحو السائقين و من معهم في السيارات، ويبدأون توزيع الوجبات تاركين في وجوه المستفيدين عين الرضا و الغبطة..

رأيتُ أكثر من مرة سائقاً غير مكترث بالإشارة الحمراء ليقف بكل هدوؤ ، بعضهم كان يقف عند إشارة التنبيه البرتقالية، ثقة بأن الإفطار لن يفوت، و هو يرى شباب الإيثار، شباب منارات العطاء ينتظرونه ليهدوه وجبة الإفطار، و هذا ما يؤكد تحقق أحد أهم أهداف "منارة التفطير الجوال" و هو الحد من حوادث المرور عند الإشارات وقت الإفطار، الذي يعتبر وقت الذروة في الحوادث في رمضان بحسب تصنيف شرطة المرور.


شباب المنارات و بكل ثقة وحب مرتاحون كثيراً للدور الذي يقومون به و يهمهم الأجر و المثوبة من الله أكثر من تناولهم الإفطار في بيوتهم و بين أهاليهم ..

في إحدى الإشارات بمدينة الدمام تقدمت نحو أحدهم الذي عرفنا باسمه: مسفر العتيبي .. مسفر تلقف سؤالنا ببهجة و هو يجيب قائلاً: مشاعري لا توصف و الحمد لله .. هذا عمل خيري، والحمد لله أن وفقنا لنيل شرف القيام به، سألناه: ألا تحن للإفطار بين أهلك؟ فأجاب: أحب ذلك لكن حبي للأجر من عند الله أكبر .

و في الخط المقابل من الإشارة استقبلنا الشاب بدر الشهري بابتسامة ترجمها بالتعبير بالتعبير عن شعوره قائلاً: مشاعري الحمد لله و معنوياتنا عالية في هذه اللحظات، نرجو رضا الله تعالى و نفرح لدعاء الناس لنا.
و عن رسائل الناس المستفيدين، يقول بدر: رسائلهم مليئة بالدعاء و بالثناء.

و في خط آخر من الإشارة التقينا بالشاب ناصر سعيد الزهراني الذي عبر لنا عن شعوره بالقول:
شعور طيب بفضل الله، شعور خاص بشرف هذا العمل..
و عن رسائل الناس أكد ناصر بأنها دعاء يثلج الصدر و يجلب الطمأنينة للقلب، سائلاً الله عزوجل أن يتقبل.

أما مشاعر الصائمين المتواجدين عند إشارات المرور فقد سجلناها في هذه السطور:
- أحدهم استقبل مسجل الصوت بالتهنئة بالشهر المبارك و الدعاء و الثناء لهذا الجهد الطيب.
- سعد الخالدي: التفطير الجوال خطوة إيجابية و عمل خيري طيب و الله يجزاكم الله خير.
- تركي المطيري: و الله نعجز عن الشكر للقائمين على هذا المشروع الطيب، جزاهم الله كل خير.
- سيد لطيف: شهر مبارك و جزاكم الله خير .. عمل الحمد لله زين.





شباب المنارات يترقبون ساعة البدء في توزيع وجبات الإفطار


تحدثوا عن مشاعرهم في تلك اللحظات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أجزل الله لكم المثوبة والعطاء
بوركت الجهود نسأل الله العلي العظيم
أن يجعلكم من عتقائه من النار

كتب الله أجركم ولا حرمكم جنانه

حملة مباركة

كثر الله من أمثالهم ..
نعم رأيتهم وهم يتزينون باللون الفسفوري
نفع بهم هذه الأمة وكتب لك ولهم الأجر ...
وجزاهم كل خير ...
شكرا لك أخي ...

تفطير منارات العطاء: صور بيضاء من مستشفى الدمام المركزي مع التحية

تغطيتنا اليوم متشحة بالبياض لسببين: ذهبنا مع قلوب بيضاء لمواساة ذوي الأسرّة البيضاء، فكان البياض سيد الموقف، رأينا تفاني متطوعي منارات العطاء في تقديم وجبات التفطير الجوال للعاملين في مستشفى الدمام المركزي و مرضاه بخفة الفراشة و بكل بشاشة، فانعكس الأثر في المستفيدين و أغلبهم من المرضى الذين لم يخفوا سرورهم بزيارتنا لهم لسببين: وجبة الإفطار و ما فيها من لفتة كريمة و مواساة عظيمة، و السبب الآخر هي أن مجرد الزيارة و المصافحة للمريض تعطيه دفعة معنوية و شعور بعدم الوحدة!.

و الشمس تهم بالغروب كنا قد استقلينا مع اثنين من المتطوعين سيارة محملة بوجبات الإفطار المخصصة لمستشفى الدمام المركزي و لحقتنا سيارة أخرى، كانت الفرصة سانحة لنلتقط للشابين ما يدور في خلجاتهما و نقل مشاعرهما في هذه السطور ..

في البدء تحدثت مع الأخ منصور عبدالدايم حمد الذي عرفني بنفسه كمحاسب في منارات العطاء لكنه في نهار رمضان يترك مكتبه للعمل متطوعاً في (التفطير الجوال) و له علاقة وطيدة بالعمل الخيرة من مدة زمنية بعيدة يحسبها هو بخمسة عشر عاماً و نحن نحسبها بأكثر رجاءً بما عند الله له، فحساب المولى أضعاف أضعاف حساب خلقه، و لذلك جعل سبحانه من الشهر الكريم موسماً للأجر المضاعَف.
يحدثنا الأخ منصور عن مشاعره و هو في الطريق إلى مستشفى الدمام المركزي لتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين هناك من مرضى و أطباء و عمال و غيرهم فيقول: فرحتي بالتوزيع كفرحتي في الإفطار بيوم شديد الظمأ، مضيفاً: تهزني مشاعر البهجة و الناس تتجه نحوي و أنا أقدم لهم وجبة الإفطار و أشعر أنني أتناول معهم الإفطار كما لو أنني بين أهلي، مع معرفتي بالعمل الخيري قللت كثيراً من فرص الإفطار مع أهلي حتى أن أهلي أصبحوا يشجعونني على العمل الخيري أكثر من غيره.

الأخ حزام القحطاني يمسك بمقود السيارة و الابتسامة نحونا لا تفارق وجهه، زادنا يقينا بحديثه إلينا عن شعوره في تلك اللحظات قائلاً: أشعر بانشراح الصدر و أنا أساعد الآخرين و كأني أنا الذي أتناول وجبة الإفطار.
و عن رسائل الناس التي يتلقاها فقال أن رسائل الناس كلها دعاء و أيده زميله منصور في ذلك مضيفاً بأن هذا مبعث السعادة في ما يعلمون.

و في المستشفى التقينا بمتطوع آخر يعرف بـ (أبو عمر) يقول: أجمل لحظة عندي حين يأخذ الصائم مني و جبة الإفطار و يدعو لي ..

مع ماسبق و أنت تشاهد شباب المنارات يتوزعون في أقسام المستشفى بهمة ونشاط تشعر بالفعل أن الذي يريد الأجر عليه بالجد و بالصبر ، يجد في العمل و يصبر على مشتهى النفس و تعب الجهد الذي يبذله..

مع وصولنا المستشفى و تنزيل الوجبات هرعت باتجاه المتطوعين الكثير من الممرضات اللاتي ربما كن بانتظارهم مع قرب وقت أذان المغرب ..

مع حرصنا على نقل مشاعر المرضى كنا حريصين أكثر على مشاعرهم كمرضى لا يجب أن نلح عليهم بالسؤال عن مشاعرهم و نحو ذلك، وتيسر لنا بحمد الله معرفة مشاعر بعضهم في هذه السطور :

- حسين هزازي: ودنا نشارككم الأجر لكن الله المستعان ..
- حسين محمد: جزاكم الله خير و هذا عند رب العالمين ..
- عبدالله ... : الله يقويكم و يوفقكم و المرضى بإذن الله بخير .
- ضاوي العنزي: و الله ما تقصرون الله يجزاكم الخير ..
- د. مصطفى شاهين (طبيب يرقد في المستشفى) : مجرد وجودكم معنا أسعدنا كثيراً و ربنا يبارك فيكم.