بقلم
محمد بن سليمان الأحيدب
يمهل ولا يهمل، فبعد التناول المغالط وغير الحيادي الذي تناول به الإعلام الأمريكي قضية فتاة القطيف، وبإثارة ومغالطة من عضو كونغرس أمريكية صورتها على أنها فتاة حكم عليها بالجلد لمجرد أنها اغتصبت، وتجاهلت حقيقة أنه حكم عليها لأنها اختلت خلوة غير شرعية بنية خيانة زوجية تعاقب عليها كل الأديان والقوانين في جميع الدول التي تؤمن بالقيم والأخلاق وتقدس الحياة الزوجية، ولا زلت أكرر ما سبق أن اقترحته بأن تقاضي وزارة العدل السعودية الإعلام الأمريكي لمغالطته وإخفائه للحقائق وتجبره قضائياً على إبراز حقيقة سبب الحكم، وإبراز العفو الملكي بحيثياته بالغة الحكمة التي أوردها معالي وزير العدل .
أقول إنه بعد التناول غير المحايد لقضية فتاة القطيف، برزت على السطح وباستحياء شديد قضية تمثل قمة غياب العدالة الأمريكية وانتهاك حقوق الإنسان حتى لمواطنيها والكيل بمكيالين من قبل الإعلام الأمريكي، الذي يسيره المال والنفوذ، هي قضية جيمي جونز التي اسعد بتسميتها ( فتاة تكساس ).
جيمي جونز ( 23سنة) كانت تعمل في الشركة المتعاقدة معالجيش الأمريكي في العراق (هالبيورتون) تعرضت للاغتصاب في عام 2005م وهي في ربيعهاالحادي والعشرين في وسط المنطقة الخضراء ببغداد، اغتصبها عدد من زملائها الذينربتهم أمريكا على اغتصاب المساحات الشاسعة مثل أرض العراق، فأدمنوا اغتصاب المساحاتالصغيرة أيضاً فاغتصبوا زميلتهم عدة مرات، حتى مزقوا أعضاءها، وأجري لها أكثر منعملية رتق جراحية على يد طبيب عسكري، وحرمت من استلام تقاريرها الطبية وصور جسدهاالمهتوك فقد سلم الطبيب تقاريرها وصورها يداً بيد لرب العمل المتعاقد مع الجيش الأمريكي!!، ليس هذا وحسب بل سجنت في حجرة بشاحنة (تريلة) يحرسها حارسان، ولم يسمحلها حتى بإجراء مكالمة هاتفية إلا بتعاطف من أحد الحراس (قد يعاقب عليه) سمح لهابمكالمة لوالدها في تكساس. وبعد أن قام والدها بإبلاغ عضو مجلس الشيوخ الديمقراطيالسيد تيد بوي توسط لاعتاقها وإعادتها إلى تكساس .
إدارة أو وزارة العدل الأمريكية تخلت عن جيمي جونز ولمتنتدب محامياً لمساعدتها، وعجزت جيمي عن الحصول على العدالة، فحاولت حبيا مع (هاليبورتون) ولم يعبروها أدنى اهتمام، لأن الشركات المتعاقدة مع الجيش الأمريكي فيالعراق تحصل على تعهد خطي من العاملين فيها بعدم مقاضاة الشركة (خوش عدالة أمريكية!!).
وعندما ضاقت حيلة جيمي (المغتصبة جنسياً وحقوقياً !!) لجأت للإعلام وقوبلت بالصدود ولم تحض إلا بحوار مقتضب مع تلفزيون (أي. بي. سي) أخرجالمتعاقد عن صمته فوزع خطاباً موقعاً من رئيس شركة هاليبورتون ومديرها التنفيذيمفاده أنه لا يقر بجزء مما ذكرته جيمي !!
تقول فتاة تكساس المغتصبة والمهدر حقها أن أكثر من إحدى عشرة فتاة من العاملات مع الجيش الأمريكي في العراق تعرضن للاغتصاب ولم ينصفن، أي أن ( 11كتيف قيرل) أهملتهن إدارة العدل الأمريكية والإعلام الأمريكي!!، وأعتقد شخصياً أنه كان عليهن أن يدعين أنهن من القطيف حتى يلتفت لهن الإعلام الأمريكي !!
سعدت أيضاً بأن عضو مجلس شيوخ ديمقراطي آخر هو روبرتسكوت مستاء جداً ويقول إن ثمة قوانين يمكن لإدارة العدل الأمريكية فرضها علىالمتعاقدين مع الجيش لو أرادت، لكنها لم تفعل، ولا بد (حسب رأيه) من حملة إعلاميةتجبرهم على الخجل مما يحدث، لكن الحملة الإعلامية لم تحدث !!
هذه فزعة مني معك يا روبرت ومع فتاة تكساس، وإن كنت أرى أن يستغل إعلامنا قضية فتاة تكساس أفضل استغلال علنا نقنع الشعب الأمريكي أنإعلامكم ومجلسكم الموقر يغتصبهم يومياً بل كلدقيقة!!
المصدر
جريدة الرياض
الروابط المفضلة