جمع ما استطاع مما قل وزنه وزاد ثمنه ، ثم كدس في سيارته أمه وزوجته وأبناءه ، ثم انطلق نحو الحدود الجنوبية للبلاد بعد أن اشتد على الناس البلاء ، وخاف الكثير منهم على أعراضهم وأنفسهم ، وعندما وصل إلى المدينة (( الوفرة )) وهي من المناطق الحدودية الكويتية ، رأى جنديا عراقيا بكامل سلاحه ، واستغرب عندما لم يفعل لهم شيئا ، بل دلهم على الطريق المؤدي للحدود السعودية ، فانطلقوا نحو الطريق الذي دلهم عليه ، وقبل أن تلوح لهم علامات الوصول للحدود قالت أمه له : يا ولدي ما الذي سوف نفعله بهذا الطعام الذي أخذناه معنا ، ونحن مقبلون على خير وفير ، لماذا لا نرجع إلى ذلك الجندي المسكين ونعطيه هذا الطعام ؟ فغضب الولد وقال : كيف نعطيه الطعام يا أماه ، وهو من جاء ليقتلنا ويهتك أعراضنا ، ويدخل الرعب في قلوبنا ؟! .
فأصرت الأم على أن يعود للجندي ليعطيه الطعام ، وأصر جميع من في السيارة على عدم العودة ، فلما رأت الأم إصرارهم هددته بعدم الرضا إذا لم يعد ، ولما رأى الابن إصرارها عاد للجندي وأخبره برغبة أمه ، ولكن الجندي شك في الأمر وطلب منهم أن يأكلوا أمامه ، فأكلوا من حيث اختار لهم ، اطمأن للطعام وأخذه منهم ، وشكرهم على صنيعهم ، ثم فاجأهم يقوله له : مادمتم قد أحسنتم إلي ، وأسديتم لي هذا المعروف ، فاسلكوا الطريق المخالف للطريق الذي دللتكم عليه في المرة الأولى ، لأنه يوصلكم إلى حقل الغام ، فتعجب الجميع لهذا الحفظ الرباني بسبب عمل الخير .
*وصلتني بالبريد
الروابط المفضلة