--------------------------------------------------------------------------------
"لا تتركوني وحيدة" هكذا كانت هدى ذات العشرة أعوام تصرخ خلال تشييع أفراد أسرتها الذين استشهدوا بالنيران الأسرائيلية على شواطئ غزة، هدى أمست وحيدة بعد أن فقدت أسرتها ؛ أباها وأمها وخمسة من الأشقاء والشقيقات الأطفال. هدى ابكت الرجال قبل النساء خلال التشييع وهي تصرخ وتنتحب على عائلتها، هذه الطفلة المسكينة لم تتمكن من استيعاب الصدمة وسقطت مغشية عليها عدة مرات خلال التشييع وكانت تصرخ في كل مرة "لا تتركوني وحيدة" و "مع السلامة جميعاً". لم يتمالك المشيعون أنفسهم وهم يشهدون هذه المأساة ومنظر الطفلة وهي تزحف إلى قبر أبيها وتقبل القبر وتطلب من أبيها بصوت منتحب "سامحني يا ابي، سامحني يا أبي".
وكعادته، إغتال الاحتلال سعادة وأحلام أطفال فلسطين ولم يتمكن من احتمال سعادة عائلة تتنزه على شواطئ غزة وأصدر حكماً بالإعدام على عائلة هذه الطفلة لتضيف وصمة عار على صدر المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكناً لما يحصل على أرض فلسطين. ولهذه المجزرة الأخيرة الّتي أثّرت في عقول ونفوس أطفال غزة الذين باتوا يخشون حتى الذهاب إلى الشاطئ.
مأساة هدى إضافة جديدة إلى معاناة الشعب الفلسطيني، ولكن هل تنجح في تحريك الوجدان العربي؟
"لا تتركوني وحيدة" صرخة طفلة فلسطينية تعبر عن مأساة شعب وخنوع أمة و معاناة كل أطفال فلسطين.
فماذا نفعل؟ هل سنتركها -- و فلسطين - وحيدة؟
الروابط المفضلة