من كتاب أفراح الروح
يقــول سيّد قطب :
بالتجربة عرفت , أنه لا شيء في هذه الحياة يعدل ذلك
الفرح الروحي الشفيف الذي نجده , عندما نستطيع أن نُدخل
العزاء أو الرضى , الثقة أو الأمل أو الفرح , إلى نفوس الآخرين .
إنها لذة سماوية عجيبة , ليست في شيء من هذه الأرض ,
إنها تُجاوب العنصر السماوي الخالص في طبيعتنا , إنها لا تَطلب
لها جزاءً خارجياً , لأنّ جزاءها كامن فيها !!
هنالك مسألة أخرى , يُقحمها بعض الناس في هذا المجال ,
و ليست منه في شيء , مسألة اعتراف الآخرين بالجميل
لن أحاول إنكار ما في هذا الإعتراف من جمال ذاتي , ولا ما فيه
من مسرّة عظيمة للواهبين , ولكنّ هذا كله شيء آخر ,
إنّ المسأله هنا مسألة الفرح , بأن الخير يجد له صدى ظاهرياً
قريباً في نفوس الآخرين , و هذا الفرح قيمته من غير تلك ,
لأنه ليس من طبيعة ذلك الفرح الآخر , الذي نحسّه مجرداً ,
في ذات اللحظة التي نستطيع أن ندخل فيها العزاء أو الرضى ,
الثقة أو الخالص , الذي ينبع من نفوسنا , و يرتدّ إليها ,
بدون حاجة إلى أي عناصر خارجية عن ذواتنا ,
إنه يحمل جزاءه كاملاً , لأن جزاءه كامن فيه !
الروابط المفضلة