السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
"ماذا تنقمون من عمرو خالد" عنوان مقال للشيخ الدكتور محمد طرهوني حفظه الله بين فيه منهج الأستاذ عمرو خالد في الدعوة و دعاه إلى اصلاح منهجه .. و قد نشرته أحد الأخوات في هذا الرابط
***********
و بعد آخر أخطاء الأستاذ عمرو خالد في حلقات برنامجه "على خطى الحبيب" كتب الشيخ السحيم ردا على موضوع كتب في منتداه يذكر ما قاله الأستاذ.. ومما قال :
* "يبقى أنت بتعمل ايه يا رسول الله ؟ أنا (يتكلم على لسان النبي صلى الله عليه و سلم ) أدخل المجتمع كله أجيب المتميزين ! .. أقل لهم شيلوا معاي الرسالة لأني أنا ما أقدرش أشلها وحدي ، بس أنت نبي آخر الزمان ، حتى لو أنا النبي ما أقدرش أشلها لوحدي ، تشيلوا معاي ؟ ، أيوة نشيل معاك
*"
النبي صلى الله عليه و سلم فشل في حياته مرات عديدة لكن الفشل جعله يصلح فيما بعد "
*تبليغ السلام للنبي صلى الله عليه و سلم من المشاهدين
الموضوع طويل في منتدى الشيخ السحيم عرضت فيه أخطاء كثيرة و أكثر ما شد انتباهي أيضا قول الأستاذ في برنامج صناع الحياة حلقة : رفع الظلم عن المرأة أن الحجاب الشرعي بغطاء الوجه ظلم للمرأة و عقب قائلا : يمكن أنتم مش فاهمين (يقصد من يفتي بالغطاء .. و لعله نسي أن أولهم ابن مسعود رضي الله عنه)
فجاء رد الشيخ عبد الرحمن السحيم بما يلي :
أولاً : ( عمرو خالد ) ليس بِعالِم ، باعتراف مُحبِّيه !
فهو إلى الجهل أقرب !
ولستُ مُتحاملاً عليه ، فما نُقِل عنه أعلاه فيه ما يُظهر جهلات وليس جهلا ً !
ثانياً : لو كان عالما وكثُـر زللـه وكثُرت أخطاؤه ، فإن ذلك مدعاة لِترْكِه ، بل ولِمنعه من التصدّر .
وإنما يُلتَمس العُذر للعالِم الذي تكلّم فأخطأ ، وكان الخطأ نتيجة اجتهاد ، لا نتيجة جهل وتعالم !
وكنت كتبت فيما سبق حول أخطاء العلماء ، والتماس العُذر لهم ، فكتبت : ( ولا بد من احترام العلماء وأهل العلم الذين أمضوا أعمارهم في دراسته وممارسته ، ولو أخطأوا )
فعقّب شيخنا العلامة الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله :
يُنظر مدى الخطأ ومدى تأثيره في الأمة ، وزلّة العالِم تُتّقى ، فإذا كثُرت زلاّته ينبغي التحذير منه بأسلوب يُحقق المصلحة وعدم الاغترار به ولا يترتّب عليه مفسدة ، والله المستعان .
ثالثاً : الأستاذ يتكلّم في كل مسألة ، في مسائل العقيدة - فيخبط فيها خبط عشواء - ويتكلّم في مسائل لعل بعضها لو عُرِض على عمر رضي الله عنه لَجَمَع لها أهل بَدر .
رابعاً : الأستاذ لم يُعرَف بِطلب عِلم ، ولا بِتعلّم .. ولذلك فهو يُخطئ من حيث يُريد الصواب !
والدعوة على غير بصيرة فساد لا إصلاح !
والدعوة إلى الله عز وجل يجب أن تكون على بصيرة وعلى عِلم ؛ لأن من دعا إلى الله على غير بصيرة أفسد أكثر مما يُصلح
قال تبارك وتعالى : ( قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
ولا يُشترط أن يكون عالماً يُشار إليه بالبنان حتى يدعو إلى الله عز وجل ، بل يكون على علم وبصيرة بما يدعو إليه .
قال الإمام الشاطبي رحمه الله : فإن القرآن والسنة لما كان عربيين لم يكن لينظر فيهما إلا عربي ، كما أن من لم يعرف مقاصدهما لم يَحِلّ له أن يتكلم فيهما ، إذ لا يصح له نظر حتى يكون عالما بهما ، فإنه إذا كان كذلك لم يختلف عليه شيء من الشريعة . اهـ .
خامساً : يَظهر أن الأستاذ يَدعو إلى نفسه ! لا أنه يَدعو إلى دِين جاء به محمد صلى الله عليه و سلم ..
وفَرق بين من يَدعو إلى نفسه ، وبين من يدعو إلى دِين الله تبارك وتعالى ..
فَدعوة الأستاذ تدعو إلى صُنّاع الحياة !!
والحماس لا يَكفي وحده إلى الدعوة إلى الله ، والتصدّي لها .
ولعل من المشكلات الحاصلة اليوم أن الناس تندفع وراء كل من كان ألحن في حجته !
لا أنها تتبِع من كان أقوى في علمه ، ولا من كان أتقى !
فكون الأستاذ يملك البيان أو ألأسلوب - وغيره كثير - جَعَل الناس يَفتَتِنون به !
وبعضهم تجده أوتي أسلوبا ، إلا أنه حاطب ليل ، حاطب ليل في العقيدة وفي الحديث ! فهذا يهدم أكثر مما يبني !
ومن المؤسِف أنك تجِد إماما طرّ شاربه ، يؤمّ المصلين ، فيُسأل ويُستفتى ! وقد رأيت هذا !
تنبيه :
بعض ما كُتب في التعقبات - التي في أصل الموضوع - بعضها مُحتمَل ، وبعضها ليس محل انتقاد
إلا أن أكثر ما كُتِب هو محل انتقاد
خاصة بِدعة تبليغ سلام مشاهدي البرنامج !
مع مخالفته لقول النبي صلى الله عليه و سلم
:
إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة ، فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ . قالوا : يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرِمْتَ ؟ - يقولون بليت - فقال : إن الله عز وجل حرّم على الأرض أجساد الأنبياء . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه .
ولقوله : لا تجعلوا بيوتكم قبورا ، ولا تجعلوا قبري عيدا ، وصلوا عليّ ، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
ونُودي الآن بالصلاة .. [ وقت كتابة هذه الكلمات ] !
والموضوع يحتاج إلى أكثر من هذا الاختصار
والله يتولّى السرائر
أخوكم
*************
سُئل الشيخ محمد الدويش حفظه الله عن أخطاء الأستاذ عمرو خالد و تأثيرها فأجاب قائلا :
الأمر أبعد من هذا ومصدر المشكلة أن الرجل يتكلم بغير علم ومن الطبيعي أن يصدر من مثله ذلك ، أنا لا أقول ذلك عذرا لكن أقوله تفسيرا للواقع، وإلا فأنا أتحفظ كثيرا على أطروحاته
***********
سُئل الشيخ الدكتورعبد العظيم بدوي في قناة المجد العلمية عن رجل يقول أن ابليس لم يكفر و أن من قال هذه المقولة داعية فأجاب الشيخ حفظه الله :
هذا كلام لا يقوله مسلم فضلا على أن يقوله عاقل و هذا يكفي للبيب الفطن
*************
و كتب الشيخ الدكتور أبو ذر حسين الفاضلي عن قضية : هل يُعذر المرء بنيته مقال: "الغاية لا تبرر الوسيلة".. و يهمنا في هذا المقال بعض النقاط
الغاية لا تبرّر الوسيلة
ترى الكثير من المبتدعة من الصوفية و غيرهم يتقربون إلى الله تعالى فهل هذه الغاية مع ذاك العمل الفاسد المبتدع سينفعهم ؟!
لاحظ نيّة و غاية المشركين في قوله تعالى : (وما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفا) فهل نفعتهم تلك العبادة و هل نفعتهم تلك الغاية و النيّة ؟!
قال الشيخ صالح الفوزان في تقديمه لكتاب "منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله":
"فإنَّ الدعوة إلى الله هي سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه، كما قال تعالى: {قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}، بل الدَّعوة إلى الله هي مهمَّة الرّسل وأتباعهم جميعاً، لإخراج النَّاس من الظلمات إلى النَّور، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن الشرك إلى التوحيد، ومن النَّار إلى الجنَّة.
وهي مرتكزة على دعائم وتقوم على أسس لابدَّ منها، متى اختلَّ واحدٌ منها لم تكن دعوة صحيحة ولم تثمر الثمرة المطلوبة، مهما بُذل فيها من جهود وأُضيع فيها من وقت، كما هو المشاهد والواقع في كثير من الدعوات المعاصرة التي لم تؤسَّس على تلك الدعائم ولم تقم على تلك الأسس.
وهذه الدعائم التي تقوم عليها الدَّعوة الصحيحة هي كما دلّ عليه الكتاب والسنَّة تتلخص فيما يلي:
1- العلم بما يدعو إليه، فالجاهل لا يصلح أن يكون داعية، قال الله تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصـيرة أنا ومن اتَّبعني}، والبصيرة هي العلم ، ولأنَّ الداعية لابدّ أن يواجه علماء ضلال يوجّهون إليه شبهات ويجادلون بالباطل ليدحضوا به الحقَّ قال الله تعالى: {وجادلهم بالتي هي أحسن}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: (إنَّك تأتي قوماً من أهل الكتاب)؛ فإذا لم يكن الداعية مسلحاً بالعلم الذي يواجه به كل شبهة ويجادل به كل خصم فإنَّه سينهزم في أوَّل لقاء وسيقف في أوَّل الطريق.
2- العمل بما يدعو إليه، حتى يكون قدوةً حسنة تصدق أفعاله أقواله ولا يكون للمبطلين عليه حجَّة، قال الله تعالى عن نبيَّه شعيب عليه السلام أنَّه قال لقومه: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه أن أريد إلا الإصلاح ما استطعت}. وقال تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم: {قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أوَّل المسلمين}. وقال تعالى:{ ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً}.
3- الإخلاص بأن تكون الدَّعوة لوجه الله لا يقصد بها رياء ولا سمعة ولا ترفعاً ورئاسةً ولا طمعاً من مطامع الدنيا؛ لأنّها إذا دخلها شيء من تلك المقاصد لم تكن دعوة لله وإنمَّا هي دعوة للنَّفس أو للطمع المقصود، كما أخبر الله عن أنبيائه أنَّهم يقولون لأممهم: {لا أسألكم عليه أجراً}، {لا أسألكم عليه مالاً}.
4- البداءة بالأهمّ فالأهمّ بأن يدعو أولاً إلى إصلاح العقيدة بالأمر بإخلاص العبادة لله والنَّهي عن الشرك ثمّ الأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وفعل الواجبات وترك المحرمات كما هي طريقة الرسل جميعاً كما قال تعالى:{ولقد بعثنا في كلّ أمّة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}. وقال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ نوحي إليه أنَّه لا إله إلا أنا فاعبدون}، وغير ذلك من الآيات. ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن قال له: (إنَّك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فليكن أوَّل ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أنَّ الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم واللّيلة …) الحديث. وفي طريقته وسيرته صلى الله عليه وسلم في الدعوة خير قدوة وأكمل منهج حيث مكث صلى الله عليه وسلم في مكّة ثلاث عشرة سنة يدعو النَّاس إلى التوحيد وينهاهم عن الشرك قبل أن يأمرهم بالصلاة والزكاة والصوم والحج، وقبل أن ينهاهم عن الربا والزنا والسرقة وقتل النّفوس بغير حق.
5- الصبر على ما يلاقي في سبيل الدعوة إلى الله من المشاق، وما يواجه من أذى النَّاس؛ لأنَّ طريق الدَّعوة ليس مفروشاً بالورود، وإنَّما هو محفوف بالمكاره والمخاطر، وخير أسوة في ذلك هم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم فيما واجهوا من أقوامهم من الأذى والسخرية، كما قال الله تعالى: {ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤون}. وقال: {ولقد كُذّبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذّبوا وأُوذوا حتى أتاهم نصرنا}. وكذلك ينال أتباع الرسل من الأذى والمشاق بقدر ما يقومون به من الدعوة إلى الله اقتداءً بهؤلاء الرسل الكرام عليهم من الله أفضل الصلوات وأزكى السلام.
6- على الداعية أن يكون متحلِّياً بالخلق الحسن، مستعملاً للحكمة في دعوته؛ لأنَّ هذا أدعى لقبول دعوته كما أمر الله نبيّيه الكريمين موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام، أن يستعملا ذلك في مواجهة أكفر أهل الأرض وهو فرعون الذي ادَّعى الربوبيَّة، حيث قال سبحانه: {فقولا له قولاً لينا لعلَّه يتذكَّر أو يخشى}. وقال تعالى لموسى عليه الصلاة والسلام: {اذهب إلى فرعون إنَّه طغى، فقل هل لك إلى أن تزكَّى، وأهديك إلى ربِّك فتخشى}. وقال تعالى في حقّ نبيّنا محمد عليه الصلاة والسلام: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}، وقال تعالى: {وإنَّك لعلى خلق عظيم}، وقال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}.
7- على الدَّاعية أن يكون قوي الأمل لا ييأس من تأثير دعوته وهداية قومه، ولا ييأس من نصر الله ومعونته ولو امتدَّ الزمن وطال عليه الأمد، وله في رسل الله خير قدوة في ذلك. فهذا نبي الله نوح -عليه الصلاة والسلام- لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم إلى الله. وهذا نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم لمّا اشتدَّ عليه أذى الكفّار وجاءه ملك الجبال يستأذنه أن يطبق عليهم الأخشبين، قال: (لا بل أستأني بهم، لعلّ الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك بـه شيئـاً). ومتى فقد الداعية هذه الصفة، فإنَّه سيقف في أوَّل الطريق ويبوء بالخيبة في عمله."
"ماذا تنقمون من عمرو خالد" عنوان مقال للشيخ الدكتور محمد طرهوني حفظه الله بين فيه منهج الأستاذ عمرو خالد في الدعوة و دعاه إلى اصلاح منهجه .. و قد نشرته أحد الأخوات في هذا الرابط
***********
و بعد آخر أخطاء الأستاذ عمرو خالد في حلقات برنامجه "على خطى الحبيب" كتب الشيخ السحيم ردا على موضوع كتب في منتداه يذكر ما قاله الأستاذ.. ومما قال :
* "يبقى أنت بتعمل ايه يا رسول الله ؟ أنا (يتكلم على لسان النبي صلى الله عليه و سلم ) أدخل المجتمع كله أجيب المتميزين ! .. أقل لهم شيلوا معاي الرسالة لأني أنا ما أقدرش أشلها وحدي ، بس أنت نبي آخر الزمان ، حتى لو أنا النبي ما أقدرش أشلها لوحدي ، تشيلوا معاي ؟ ، أيوة نشيل معاك
*"
النبي صلى الله عليه و سلم فشل في حياته مرات عديدة لكن الفشل جعله يصلح فيما بعد "
*تبليغ السلام للنبي صلى الله عليه و سلم من المشاهدين
الموضوع طويل في منتدى الشيخ السحيم عرضت فيه أخطاء كثيرة و أكثر ما شد انتباهي أيضا قول الأستاذ في برنامج صناع الحياة حلقة : رفع الظلم عن المرأة أن الحجاب الشرعي بغطاء الوجه ظلم للمرأة و عقب قائلا : يمكن أنتم مش فاهمين (يقصد من يفتي بالغطاء .. و لعله نسي أن أولهم ابن مسعود رضي الله عنه)
فجاء رد الشيخ عبد الرحمن السحيم بما يلي :
أولاً : ( عمرو خالد ) ليس بِعالِم ، باعتراف مُحبِّيه !
فهو إلى الجهل أقرب !
ولستُ مُتحاملاً عليه ، فما نُقِل عنه أعلاه فيه ما يُظهر جهلات وليس جهلا ً !
ثانياً : لو كان عالما وكثُـر زللـه وكثُرت أخطاؤه ، فإن ذلك مدعاة لِترْكِه ، بل ولِمنعه من التصدّر .
وإنما يُلتَمس العُذر للعالِم الذي تكلّم فأخطأ ، وكان الخطأ نتيجة اجتهاد ، لا نتيجة جهل وتعالم !
وكنت كتبت فيما سبق حول أخطاء العلماء ، والتماس العُذر لهم ، فكتبت : ( ولا بد من احترام العلماء وأهل العلم الذين أمضوا أعمارهم في دراسته وممارسته ، ولو أخطأوا )
فعقّب شيخنا العلامة الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله :
يُنظر مدى الخطأ ومدى تأثيره في الأمة ، وزلّة العالِم تُتّقى ، فإذا كثُرت زلاّته ينبغي التحذير منه بأسلوب يُحقق المصلحة وعدم الاغترار به ولا يترتّب عليه مفسدة ، والله المستعان .
ثالثاً : الأستاذ يتكلّم في كل مسألة ، في مسائل العقيدة - فيخبط فيها خبط عشواء - ويتكلّم في مسائل لعل بعضها لو عُرِض على عمر رضي الله عنه لَجَمَع لها أهل بَدر .
رابعاً : الأستاذ لم يُعرَف بِطلب عِلم ، ولا بِتعلّم .. ولذلك فهو يُخطئ من حيث يُريد الصواب !
والدعوة على غير بصيرة فساد لا إصلاح !
والدعوة إلى الله عز وجل يجب أن تكون على بصيرة وعلى عِلم ؛ لأن من دعا إلى الله على غير بصيرة أفسد أكثر مما يُصلح
قال تبارك وتعالى : ( قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
ولا يُشترط أن يكون عالماً يُشار إليه بالبنان حتى يدعو إلى الله عز وجل ، بل يكون على علم وبصيرة بما يدعو إليه .
قال الإمام الشاطبي رحمه الله : فإن القرآن والسنة لما كان عربيين لم يكن لينظر فيهما إلا عربي ، كما أن من لم يعرف مقاصدهما لم يَحِلّ له أن يتكلم فيهما ، إذ لا يصح له نظر حتى يكون عالما بهما ، فإنه إذا كان كذلك لم يختلف عليه شيء من الشريعة . اهـ .
خامساً : يَظهر أن الأستاذ يَدعو إلى نفسه ! لا أنه يَدعو إلى دِين جاء به محمد صلى الله عليه و سلم ..
وفَرق بين من يَدعو إلى نفسه ، وبين من يدعو إلى دِين الله تبارك وتعالى ..
فَدعوة الأستاذ تدعو إلى صُنّاع الحياة !!
والحماس لا يَكفي وحده إلى الدعوة إلى الله ، والتصدّي لها .
ولعل من المشكلات الحاصلة اليوم أن الناس تندفع وراء كل من كان ألحن في حجته !
لا أنها تتبِع من كان أقوى في علمه ، ولا من كان أتقى !
فكون الأستاذ يملك البيان أو ألأسلوب - وغيره كثير - جَعَل الناس يَفتَتِنون به !
وبعضهم تجده أوتي أسلوبا ، إلا أنه حاطب ليل ، حاطب ليل في العقيدة وفي الحديث ! فهذا يهدم أكثر مما يبني !
ومن المؤسِف أنك تجِد إماما طرّ شاربه ، يؤمّ المصلين ، فيُسأل ويُستفتى ! وقد رأيت هذا !
تنبيه :
بعض ما كُتب في التعقبات - التي في أصل الموضوع - بعضها مُحتمَل ، وبعضها ليس محل انتقاد
إلا أن أكثر ما كُتِب هو محل انتقاد
خاصة بِدعة تبليغ سلام مشاهدي البرنامج !
مع مخالفته لقول النبي صلى الله عليه و سلم
:
إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة ، فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ . قالوا : يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرِمْتَ ؟ - يقولون بليت - فقال : إن الله عز وجل حرّم على الأرض أجساد الأنبياء . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه .
ولقوله : لا تجعلوا بيوتكم قبورا ، ولا تجعلوا قبري عيدا ، وصلوا عليّ ، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
ونُودي الآن بالصلاة .. [ وقت كتابة هذه الكلمات ] !
والموضوع يحتاج إلى أكثر من هذا الاختصار
والله يتولّى السرائر
أخوكم
*************
سُئل الشيخ محمد الدويش حفظه الله عن أخطاء الأستاذ عمرو خالد و تأثيرها فأجاب قائلا :
الأمر أبعد من هذا ومصدر المشكلة أن الرجل يتكلم بغير علم ومن الطبيعي أن يصدر من مثله ذلك ، أنا لا أقول ذلك عذرا لكن أقوله تفسيرا للواقع، وإلا فأنا أتحفظ كثيرا على أطروحاته
***********
سُئل الشيخ الدكتورعبد العظيم بدوي في قناة المجد العلمية عن رجل يقول أن ابليس لم يكفر و أن من قال هذه المقولة داعية فأجاب الشيخ حفظه الله :
هذا كلام لا يقوله مسلم فضلا على أن يقوله عاقل و هذا يكفي للبيب الفطن
*************
و كتب الشيخ الدكتور أبو ذر حسين الفاضلي عن قضية : هل يُعذر المرء بنيته مقال: "الغاية لا تبرر الوسيلة".. و يهمنا في هذا المقال بعض النقاط
الغاية لا تبرّر الوسيلة
ترى الكثير من المبتدعة من الصوفية و غيرهم يتقربون إلى الله تعالى فهل هذه الغاية مع ذاك العمل الفاسد المبتدع سينفعهم ؟!
لاحظ نيّة و غاية المشركين في قوله تعالى : (وما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفا) فهل نفعتهم تلك العبادة و هل نفعتهم تلك الغاية و النيّة ؟!
قال الشيخ صالح الفوزان في تقديمه لكتاب "منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله":
"فإنَّ الدعوة إلى الله هي سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه، كما قال تعالى: {قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}، بل الدَّعوة إلى الله هي مهمَّة الرّسل وأتباعهم جميعاً، لإخراج النَّاس من الظلمات إلى النَّور، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن الشرك إلى التوحيد، ومن النَّار إلى الجنَّة.
وهي مرتكزة على دعائم وتقوم على أسس لابدَّ منها، متى اختلَّ واحدٌ منها لم تكن دعوة صحيحة ولم تثمر الثمرة المطلوبة، مهما بُذل فيها من جهود وأُضيع فيها من وقت، كما هو المشاهد والواقع في كثير من الدعوات المعاصرة التي لم تؤسَّس على تلك الدعائم ولم تقم على تلك الأسس.
وهذه الدعائم التي تقوم عليها الدَّعوة الصحيحة هي كما دلّ عليه الكتاب والسنَّة تتلخص فيما يلي:
1- العلم بما يدعو إليه، فالجاهل لا يصلح أن يكون داعية، قال الله تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصـيرة أنا ومن اتَّبعني}، والبصيرة هي العلم ، ولأنَّ الداعية لابدّ أن يواجه علماء ضلال يوجّهون إليه شبهات ويجادلون بالباطل ليدحضوا به الحقَّ قال الله تعالى: {وجادلهم بالتي هي أحسن}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: (إنَّك تأتي قوماً من أهل الكتاب)؛ فإذا لم يكن الداعية مسلحاً بالعلم الذي يواجه به كل شبهة ويجادل به كل خصم فإنَّه سينهزم في أوَّل لقاء وسيقف في أوَّل الطريق.
2- العمل بما يدعو إليه، حتى يكون قدوةً حسنة تصدق أفعاله أقواله ولا يكون للمبطلين عليه حجَّة، قال الله تعالى عن نبيَّه شعيب عليه السلام أنَّه قال لقومه: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه أن أريد إلا الإصلاح ما استطعت}. وقال تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم: {قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أوَّل المسلمين}. وقال تعالى:{ ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً}.
3- الإخلاص بأن تكون الدَّعوة لوجه الله لا يقصد بها رياء ولا سمعة ولا ترفعاً ورئاسةً ولا طمعاً من مطامع الدنيا؛ لأنّها إذا دخلها شيء من تلك المقاصد لم تكن دعوة لله وإنمَّا هي دعوة للنَّفس أو للطمع المقصود، كما أخبر الله عن أنبيائه أنَّهم يقولون لأممهم: {لا أسألكم عليه أجراً}، {لا أسألكم عليه مالاً}.
4- البداءة بالأهمّ فالأهمّ بأن يدعو أولاً إلى إصلاح العقيدة بالأمر بإخلاص العبادة لله والنَّهي عن الشرك ثمّ الأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وفعل الواجبات وترك المحرمات كما هي طريقة الرسل جميعاً كما قال تعالى:{ولقد بعثنا في كلّ أمّة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}. وقال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ نوحي إليه أنَّه لا إله إلا أنا فاعبدون}، وغير ذلك من الآيات. ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن قال له: (إنَّك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فليكن أوَّل ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أنَّ الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم واللّيلة …) الحديث. وفي طريقته وسيرته صلى الله عليه وسلم في الدعوة خير قدوة وأكمل منهج حيث مكث صلى الله عليه وسلم في مكّة ثلاث عشرة سنة يدعو النَّاس إلى التوحيد وينهاهم عن الشرك قبل أن يأمرهم بالصلاة والزكاة والصوم والحج، وقبل أن ينهاهم عن الربا والزنا والسرقة وقتل النّفوس بغير حق.
5- الصبر على ما يلاقي في سبيل الدعوة إلى الله من المشاق، وما يواجه من أذى النَّاس؛ لأنَّ طريق الدَّعوة ليس مفروشاً بالورود، وإنَّما هو محفوف بالمكاره والمخاطر، وخير أسوة في ذلك هم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم فيما واجهوا من أقوامهم من الأذى والسخرية، كما قال الله تعالى: {ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤون}. وقال: {ولقد كُذّبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذّبوا وأُوذوا حتى أتاهم نصرنا}. وكذلك ينال أتباع الرسل من الأذى والمشاق بقدر ما يقومون به من الدعوة إلى الله اقتداءً بهؤلاء الرسل الكرام عليهم من الله أفضل الصلوات وأزكى السلام.
6- على الداعية أن يكون متحلِّياً بالخلق الحسن، مستعملاً للحكمة في دعوته؛ لأنَّ هذا أدعى لقبول دعوته كما أمر الله نبيّيه الكريمين موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام، أن يستعملا ذلك في مواجهة أكفر أهل الأرض وهو فرعون الذي ادَّعى الربوبيَّة، حيث قال سبحانه: {فقولا له قولاً لينا لعلَّه يتذكَّر أو يخشى}. وقال تعالى لموسى عليه الصلاة والسلام: {اذهب إلى فرعون إنَّه طغى، فقل هل لك إلى أن تزكَّى، وأهديك إلى ربِّك فتخشى}. وقال تعالى في حقّ نبيّنا محمد عليه الصلاة والسلام: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}، وقال تعالى: {وإنَّك لعلى خلق عظيم}، وقال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}.
7- على الدَّاعية أن يكون قوي الأمل لا ييأس من تأثير دعوته وهداية قومه، ولا ييأس من نصر الله ومعونته ولو امتدَّ الزمن وطال عليه الأمد، وله في رسل الله خير قدوة في ذلك. فهذا نبي الله نوح -عليه الصلاة والسلام- لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم إلى الله. وهذا نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم لمّا اشتدَّ عليه أذى الكفّار وجاءه ملك الجبال يستأذنه أن يطبق عليهم الأخشبين، قال: (لا بل أستأني بهم، لعلّ الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك بـه شيئـاً). ومتى فقد الداعية هذه الصفة، فإنَّه سيقف في أوَّل الطريق ويبوء بالخيبة في عمله."
تعليق