السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفات عشتها
انسكبت من أجلها أدمعي
جعلتني أفكر مراراً وتكراراً
ماذا قدمت؟ كيف سأموت؟ هل الله راضٍ عني؟
تساؤلات خرجتُ منها بأنني لست راضية عن نفسي أبداً
كم تساهلنا وتهاونا .. كم وكم؟؟!!
لن أطيل عليكم...
في يوم الثلاثاء هذا 24/12/ 1426هـ الموافق 24/1/2006م
أغلقت الانترنت بعد تصفحي له لأستعد لاستذكار المادة التي سأخوض بها إختباري الأخير لهذا الترم..
إختباري يوم الأربعاء...
يالفرحتي سأرتاح من الإختبارات ...
فعلاً كان هذا تفكيري..
مررت على أمي و أخي في صالة الجلوس ..ماهذا أمي تبكي بحرقة ..!!!!!!!
و أخي مطرقاً ينظر للأسفل مسدلاً "شماغه" على جانبي وجهه!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا أخفيكم كُتِبَت في رأسي علامات تعجب أكثر من ذلك..
دموع أمي هيَ نفسها تلك الدموع التي نزلت على موت جدتي وجدي .....
إطراق أخي .. وسرحانة .. هي نفسها التي رأيتها على وجهه عندما مات ابن عمي وجدتي وجدي...
انقبض قلبي لحظتها ....
تسارعت نبضاته........
تعلّقت عيني فيهما ......
أمي تجهش بالبكاء وتمسح دموعها..
أنا أبلع ريقي و أمسك بقلبي..
ماذا حدث؟؟
ماذا بكم؟؟؟
أمي وهي لا زالت تبكي:
... صديق لأخيكِ في الجامعة مات في حادث ...
يا لقلبكِ أماه و يا لحنانكِ.. ..
اعتصرت ألماً من داخلي ..
تقدمت لأخي:
عظّم الله أجرك
مازال أخي مطرقاً يرفع بصره إلي قائلاً:
أجرنا و أجرك جزاكِ الله خير..
قلت في نفسي سبحان الله...
لم يبقى له إلا سنة فقط ليتخرج من الجامعة
وبالأمس هذا انتهى من اختباراته
وكأن ملك الموت ينتظره لينتهي منها حتى يقبض روحه
انتهى منها من هنا و قُبِضت روحه من هناك وهو لا يدري ولم يتوقع
سبحان الله سبحان الله سبحان الله سبحان الله سبحان الله
آآه يالهذه الدنيا
حينها تبادرت لي أسئلة
غداً
آخر إختبار لي لهذا الفصل
قد أموت بعده بيوم أو يومين
قد لا أختبره أبداً
كنت خائفه من ذالك الامتحان .. هوَ صعب صعب يحتاج لتركيز واستعداد
لكن هناك اختبار
سأخوضه و إن أبيت
إختبار قد يُقدّم على إختباري هذا
عندما أوضع في القبر
ويذهب الأهل بعد أن يغطوني بحبيبات التراب المختلطة بدموع الحزن
عندما أكون لوحدي
في ظلمة ذلك المكان
لا خليل و لا جليس
لا أحد يسليني هناك
لا كتاب لا تلفاز لا....شيء
أبقى فيه حتى قيام الساعة
يأتوني اثنين
أشكالهم منكره
هم بالنسبة لي نكره لا أعرفهم
هم ملكين
منكر ونكير
يختبروني
من نبيكِ؟؟
ياترى بماذا سأجيبهم ....!!
من ربكِ؟؟؟
يا الله ..ماذا سأقول حينها..
أنا لا أعلم أأنا من أهل الجنة
حتى أقول
نبيي محمد ، ربي الله
أم من أهل النار ... فأتعتع و أقول:
هاه لا أدري لا أدري
..
رُحماكَ يالله .. اللهم ثبتنا في الدنيا و الآخره
ثبتنا في الدنيا على دينك
و في الآخره في أول منازلها
بالقول الثابت
..
عاد فكري لذلك الشاب ..
لم يتوقع أبداً أن يموت .. كان مجتهداً في دراسته
أخي كان يسكن معه في نفس الشقة القريبة من الجامعه
ياه مضى جُلّ وقته أيام الاختبارات
وهو يقلّب كتب الدراسة ...
أولو عَلِمَ أنه سيموت .. هل سيفتح تلك الكتب
أولو عَلِمَ أنه مفارق هذه الدنيا الواسعه لشقّ ضيق صغير.. هل سيركّز في حرف
؟؟؟؟
لا أدري ماذا عساه أن يفعل لو عَلِمَ وقت وفاته؟؟
رحمه الله وادخله فسيح الجنان
و أضاء له ظلمة قبره
فهو طالب علم شرعي وملتزم نحسبه كذلك والله حسيبه
..
و في جوهاديء عمه السكون و أنا أفكر بكل هذا ..
اتصل أخي بصديق له.. ليذهبوا للصلاة على صاحبهم
أغلق هاتفه المحمول
ثم فتح على قائمة .. المكالمات المستلمة
انظروا هذا هو بالأمس اتصل علي يسألني عن سؤال بالاختبار ليتأكد من صحته
يا لصَبركَ يا أخي
يا لقوتك و إحتمالك
أنا دميعاتي أحاربها لكي لا تفضحني ..
سبحان الله سبحان الله سبحان الله
لا حول و لا قوة إلا بالله لا حول ولا قوة إلا بالله رددها أخي كثيراً
وقال مردفاً: بداية هذا الفصل اتصل علي لأرافقه في إخراج سيارته الجديدة من الوكالة
وكنت أنا أول من ركبها ...
هنا فضحتني دموعي و انتصرت علي
الحمد لله .. المناديل قريبه مني .. فأخذت واحداً ليتسلل لعيوني في غفلة عن من هم حولي..
ذهب أخي للصلاة على صديقه ..
نظرت لأمي وسألتها ماذا كانت ردة فعله أولاً
هل بكى أم كتم عبراته؟
قالت أمي .. نعم نزلت دموعه
فديت دميعاتك ياغالي
فديتها بدمي و عمري
أكتب لكم و أنا لا أدري هل أكمل مقالتي هذه
أم سأختم بحروفي هذه حياتي
أكتب لكم ودموعي أخذت طريقها في الانسياب
..
تذكرت بموت
صديق أخي
موت
أخ صديقتي
..
صديقتي
تركت الجامعة بسبب حملها بطفلها الأول ولم تتركها بالكلية
لكنها أجلت الفصل الثاني لتكملة العام المقبل
كانت أيامي مزدحمة بالاختبارات والمحاضرات
لم اتصل بها ..
انتهت اختباراتي
اتصلت فيها
كيف حالكِ؟
اشتقنا لكِ؟
كيف حال ابنتكِ؟
الحمد لله الحمد لله
أنا أكثر ..
روت لي قصة موت أخيها الذي مات في حادث في رمضان هذا العام
لديه ابن وبنت أعمارهم تتراوح بين 3 وَ 5 سنين
يسألون دوماً عن والدهم ..افتقدوه
..
هيَ تتحدث معي وتذكر محاسن أخيها و أنه على خُلق
و أن أبويها متأثرين أجلّ الأثر بموت ابنهم
تتحدث
وتتحدث
استأذنتني دموعي حينها للسقوط
كتمت أنفاسي
وهي لازالت تتحدث عن أخيها و أثر فقده
و أنا اكتفيت
بلا حول ولا قوة إلا بالله
هذه حال الدنيا
عظم الله أجركم و اسكنه فسيح جنانه
لأني وإن أكثرت الكلام لفضحت نبراتي دمعاتي
أغلقت الهاتف .. أجهشت بالبكاء هطلت دموعي كما الغيث الغزير
أمي كانت قريبة مني.. ماذا بكِ؟
اتجهت نحوها ..
احتضنتها بكيت وبكيت
ذكرت لها وفاة أخ صديقتي
و ما حدثتني به
و شاركتني حبيبتي بالبكاء
حياتي فدائكِ ياحنونه
و لذلك كله ..
أذكركم و أذكر نفسي بالمحاسبة فالنفس في أشد الحاجة لها
فالموت قد يحلّ علينا في أي وقت و في أي مكان ونحن لا ندري...
اللهم اقبض أرواحنا و أنت راضٍ عنا
اللهم اغفر لي سوء قولي وتقصيري
اللهم أنتَ ألطف ممن خلقت و أرحم الراحمين
اللهم إن لم تعفو عني فمن ذا الذي يعفو ويصفح
اللهم إن لم تغفر لي فإنني من الخاسرين
اللهم جُد بفضلك علي
اللهم يا كريم يا لطيف يا رحيم يا رؤوف يا ودود يا ذا الجلال والإكرام
اللهم إني أمَتُك ناصيتي بيدك ماضٍ فيّ حكمك عَدل فيّ قضاؤك
أغفر لي و اصفح عني و سامحني
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة ..
اللهم إنا نعوذ بكِ من عذابٍ في النار و نعوذ بك من فتنة القبر وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال
اللهم آمين
أختكم الراجية من الله عفوه/ الخنساء
الروابط المفضلة