:
::
ومِسْكُ الحَياة
كالنّور المُتَهلّل بيْنَ جنبَاتِ
الظّلامِ وخيوطهِ
المُتشابكة
ليُقبل كـــــ السّنا المُمتدّ خيْراً بلا انْقطَاع
كالضّياء الذي يحْمل بيْنَ خيوطهِ المُنيره تفائلاً وأملاً بالجنان
كالمُنادي للخَيْر فهل من مُلبّي للنّداء ...!؟
مَحبّتهُ ليْست كأيّ محبّة
فَهُوَ البَركة
ونَهْلُ الخَيْر والفَيْض
هُوَ الهُطول السّاكنِ الوَقور
الذي يمْلئُ الدّنْيا
روحانيّةُ العبادة
وســــحْرُ
الطّاعة ...
كمْ تَاقت إليهِ النّفوس
أحبّتهُ القُلوب واشْتاقت لمرآهُ العُيون
وعَلت أصْواتُها أنْ .... " وَاشَوْقَاااااااه يــــــــا رَمَضَان ..‘
ها هُوَ قدْ اقبلَ ...
على عَتبات التّلهفِ لرؤية الهِمَم
التي طالما أحبّتهُ فأعدّت العُدّة للقَاه
فأيْنَ المُتحابّونَ له ... الذينَ لا يقْنَعونَ بالإكْتفاء
بل يُراودُهم الإصْرارُ للمَزيدِ من العِبادَة والطّاعةِ لربّ السّماء
بضعةُ أيّامٍ تفْصلُنا عمّن أحْببنا لقاه ...
بضْعَةُ ساعاتٍ وساعات تُفرّقنا عمّن سيُبلّغهُ الله رَمَضان
ذاكَ الشّهر الذي عَظُمَ فيهِ الخَيْر ... وكَثُرَ فيهِ الأجْر
فأيْنَ المُسْتقبلونَ للقاء الحَبيب ...
شهرٌ لو عرفَ الأعْداءُ كرمه وسخاؤه
لانْتظروهُ ولو على جَمْرٍ لنيْل عظيمِ أجْره ... وكثير خيْره المَاطر بلا توقفٍ
بل مُنْساباً بانْحدار ... أولهُ رَحْمة لمنء سألَ ربّهُ دخولَ الجنان
وأوْسطهُ مغْفرةً لمن تابَ وعادَ مُخضّباً بالدّموع قلبهُ النّدمان
وآخرهُ عتقٌ من النّيران لمَن بكى وخَشيَ على نفْسه من لهيبها الذي
اسودّ من كثرةِ الإحْتراق ...
شهرٌ سخيٌّ بالفَضائلِ العِظام ...
فيستغلّهُا من يستغلّها مَن أقْبل إليها مُتلهفاً لكسْب فضلها
ويخْسرها التّائهُ الفاقدُ لميزان العَقْل الأعْمى البصيرة عن ِ الحقّ
فيسْعى خَلف الدّنْيا مُتناسياً ... أنّنا ما خُلقنا إلّا لعمارة الأرْض وعبادته
إخوتي في الله ...
ليَكُن درْبنا فيهِ المُضيّ بلا الْتواء ...
لنشدّ أحْزمة الطّاعة ... ولنقويّ من عزيمتنا والإصْرار
فهُوَ مَغْنمٌ عَظيمٌ لمَن اغْتنمه ... وفُرصة كبيرة لمنْ أقْدم عليْها واسْتَبشَر
ليَكُن الدّيْدَنُ فيه ...
أنْ جنّة ربي هيَ المُبْتغى ... ورضاهُ ربّي هُوَ الأسْمى
لنَسْمو بالنّفوسِ عالياً بعيداً عن صَخَبِ الدّنْيا ومَلذاتها الحِقَار
لتَكُن همّتُنا فيه ...
همّة جبالٍ لا تهُزّها الرّيح ...
ولا تُخْضعها أكابرُ الشّيْطان اللّعين ... بل يَشْحذُ هذا من عَزْمها
فلا تتوان عنِ الجُهْد في تحْصيل مغْفرة الله ورحْمته ورضوانه جلّ في عُلاه
لتَكن بصْمتُنا فيه ...
بَصْمة عزٍّ وشُموخ ...
بصْمة ثقةٍ بأنّنا للتغْيير وسنكونُ الأفْضل فيه
بصمة تنافسٍ على خيْراتِ ربّي ... وساحةُ تنافس على رضاه ربّي
وساحةُ تنافس لطاعتهِ ربّي ...‘
ليَكُن شعارُنا فيه ...
أنّا بالخيْر نسْمو وبنَا تسْمو الحَياة ...
قصّةٌ تُرددها الألْسنُ لتصلَ إلى الآذان ...
وندويّ في العالمِ أجْمع ... أنّنا الــ أصْحابُ الهِمَم
الذينَ لديْهم في كلّ جُزْءٍ هَدَفٌ من الحَياة ...
لنكونَ كمَا يُريدُنا الله ...‘
أليْسَ كلّ حبيبٍ بحبيبهِ مُغْرَمُ ...
فهَا هُوَ وهجُ الخَيْر قد أقْبل ليوسّد بذراعيهِ
أهْلَ الهمّة السّباقونَ للخيْر ... الباحثونَ عن الأجْر العَظيم
فهلمّوا يا عبَاد الله ...
فها قَدْ أقْبلَ شهْرُ الشّهور ...
وخَيْر الأيّام والسّنين ...‘
فأينَ المُشمّرونَ المُقْبلون التّواقونَ للقاء حبيبِ الشّهور ...؟!
بقلب وقَلم .... " نَديّةُ الغُرُوب "
::
الروابط المفضلة