السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم....... احتضن ثرى طرابلس الطاهر المحرَّر جسدَ الأديب والمؤرخ والرمز الوطني الكبير الدكتور خليفة التليسي وبقدر ما في الرحيل من معانٍ وما في الموت من مواعظ " وكفى بالموت واعظ" فإن في دفن الراحل الكبير في مقبرة "الهاني" التي هي مقبرة الشهداء دلالة واضحة على التكريم الذي يحظى به المبدعون في بلادنا من ثورتهم وقائدهم.
حيث استقبلت "الهاني" العام الماضي جدث المبدع الكبير الأستاذ "حسن عريبي" وهاهي تفتح اليوم أحضانها لكبير آخر لا يقلُّ قدراً وشأناً هو العملاق "خليفة التليسي" وفي هذا المقام تتواتر المعاني وتَتْرى الدلالات** فمن أحقُّ بالاستقرار في "الهاني" ـ بعد الذين استقروا أجداثاً فيها وأرواحاً في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر ـ من فقيدنا الكبير الذي أرّخ لحركة الجهاد ولتاريخ ليبيا وترجم من أجلها وحملها في قلبه وصاغها بقلمه عبر أكثر من نصف قرن من عمر الزمان .
" إن موت مبدعٍ يعادل سقوط كوكبٍ كامل" وها نحن
اليوم نودع كوكباً طالما أنار سماء بلادنا فكراً وثقافة
وإبداعاً وحضوراً إنسانياً دافئاً .. أفاض الله عليه من نعمه
موهبةً وحباً للمعرفة ففاض علينا كتباً وأشعاراً وأفكاراً
ستبقى ما بقي الزمان وقبل أن تفيض روحه إلى بارئها
مساء أمس الأول كان قد وصَّى الفقيد بشيء واحد هو أن
يدفن في مقبرة "الهاني" وهاهي وصيته تُنفذ ورغبته
الأخيرة تتحقق هو الذي كان زاهداً في عرض الدنيا طامعاً
أن ينال بعد رضا الله أن يبقى خالداً في تاريخ بلاده وأمّته
وهاقد نال مبتغاه وحقق مُناه فطوبى له.
وختامها شعر :
حَسْبُ السحابةِ أَنْ تفيضَ وتَهطلا غيثاً كريماً بالحياةِ مُحَمَّلاً
حَسْبُ الكرام إِذا تواتَر ذِكرهم بين اللئامِ كراهةً وتطاوُلاَ
أنْ يَصبروا صَبْراً جميلاً مثلما صبَرالنبيُّ وقبلَه مَن أُرسِلا
فَلكَمْ تردَّى في المهالِك حاقدٌ ركبَ الدنايا فاستحقَّ المنْزِلاَ
ولكمْ علا مَتْنَ المآثِر صادقٌ وحماهُ ربُّ الكونِ أَنْ يَترجَّلاَ
رحم الله فقيدنا وادخله الله فسيح جناته والهم وطنه
كاملا جميل الصبر والسلوان ......
الروابط المفضلة