بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بينما كنتُ و أختي في السوق ..
قامت بدعوتي إلى أحد المطاعم لتناول طعام العشاء .
و بينما نحن نتناول عشاءنا ، حكت لي أختي عن صديقتها
" زهراء "
تلكَ الزهراء صديقة أختي منذ عدة سنوات ..
و أختي تحبها كثيراً ..
و لما كانت تتحدث عنها ، كان الفخر يملأ أحرفها ..
قالت أختي :
" زهراء فتاة متواضعة جداً .. و قنوعة كذلك .. لم أرَ أحداً متواضعاً بقدرها في حياتي .. تخيلي لدى زيارتي لبيتهم لم تخجل كونه أقل من المستوى المتوسط .. و لم تخجل لأن ثيابها و زينتها بسيطة .. و لا تخجل قول أن بعض الأشياء أثمن من أن تستطيع امتلاكها أو شرائها .. و لا تخجل من إخبارنا أنها لا تشتري الماركات الشهيرة و أنها لا تشتري أغلى الثياب و الحلي .. بعكس الأخريات اللواتي يكذبن فقط لكي يظهرن أنفسهن الأفضل و الأجمل و الأحسن !
و أكثر ما يعجبني في شخصية زهراء صفة الإيثار .. تؤثر على غيرها الكثيرين ، و تحب لسواها ما تحب لنفسها ، تخيلي ذات مرة و نحن نركب باص المدرسة المزدحم بالطالبات ، وجدت مكاناً و لكنها لم تجلس فيه .. فأشارت لها إحدى المعلمات بأن ذاك مكان شاغر .. و لكنها قالت ( و أين تجلس فلانة ؟ ) / تقصديني أنا !
و شيء غريب يميزها كذلك .. أنها بالفعل متسامحة لأقصى الحدود .. تخيلي .. ذات مرة حدث شجار ما بينها و بين فتاة أخرى في رمضان ، و كان المخطئ الفتاة الأخرى لا زهراء ، تخيلي أن تلك الفتاة كانت تسيء إلى زهراء و تصفها بأسوأ الصفات و تسبها ، و لكن في نهاية اليوم كانت كلتا الفتاتين غاضبين كل منهما من الأخرى ، أما ما أثار دهشتنا ، و أخجل الفتاة الأخرى من نفسها بشدة أن زهراء جاءت في اليوم التالي توزع القرقيعان على زميلاتها في الفصل و أعطت كيساً لتلك الفتاة دون تكبر أو غرور .. بل بكل تواضع و دون أن تذكر عن موقف الأمس شيئاً .. و خجلت الفتاة الأخرى من نفسها كثيراً حتى أنها اعترفت لنا بذلك و اعتذرت لزهراء فيما بعد .
و زهراء تحب الخير لغيرها كما تحبه لنفسها ، لا تعلمين كم المرات نصحتني و الأخريات ، استغرقت أياماً طوال و هي تحدثني عن أهمية بعض الأشياء ، لم تيأس مني و عدم اقتناعي بكلامها لكنها استمرت بالهمة نفسها .
لا تعلمين كم أحب هذه الزهراء ، و كم أنا فخورة بها ، و كم تسعدني صداقتها ، بل أخوتها .. فـ زهراء أختي لا صديقتي !! "
هذه بعض صفات زهراء ..
قد يقول البعض عنها طيبة .. و قد يسميها البعض الآخر ساذجة أو حتى غبية ..
لكني أراها مثالاً يُحتذى به ..
و إنسانة رائعة ، جمعت خصالاً حميدة ميزتها عن الآخرين ..
أنا لا أتعذر بالزمان في سوء أخلاقي ..
و لكني أحاربه في تمسكي بأدبي و أخلاقي ..
رغم أني لا أعرف تلكَ الزهراء معرفة وثيقة ..
لكني أحببتها أكثر لما سمعت عنها ما أخبرتني به أختي ..
و عاهدت نفسي بأني سأحاول بصدق أن أكون مثل تلكَ
الـ زهراء !!
،
و أنتم كذلك ، هلا حاولتم ؟
و السلام ... ،
.
.
.
* لا أحلل من يقوم بنقل مواضيعي و ينسبها لنفسه دون أن يذكر اسمي *
الروابط المفضلة