السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
هذه خاطره توضح مهاجمة الإنسان للدنيا وتمرده عليها بعدما
ذاق منها الأمرَّيْن ....
أتمنى أن تنال إعجابكم .....
شَكَوْتُكِ مِرَارًا وَالْيَوْمَ أَهْجُرُكِ ..
يَا مَنْ جَعَلْتِنِي فِي يَأْسٍ وَانْكِسَارِ.
ضِقْتُ بِكِ ذَرْعًا وَلَمْ أَعُدْ أَتَحَمَّلُ..
آلامَكِ وَأَحْزَانَكِ لَيْلَ نَهَار .
أَصَابَنِي الْوَهْنُ وَالضَّعْفُ تَمَلَّكَنِي ..
وَعَقْلِي بَاتَ فِي حَيْرَةٍ وَانْهِيَار .
لَمْ أَعُدْ أَرَى الْوُجُودَ جَمِيلاً..
بَلْ أَرَاهُ سَوَادًا يَعْلُو الْغُبَار..
صِلَتِي بِالنَّاسِ لَمْ تَعُدْ مَوْجُودَةً ..
وَبَيْنِي وَبَيْنَهُمْ عَظِيمَ الْجِدَار .
لَمْ أَعُدْ أَسْتَطِعْ الرُّجُوعَ فِي شَيْءٍ ..
بَعْدَمَا نَوَيْتُ وَعَزَمْتُ الإبْحَار.
لَيْسَ أَمَامِي سِوَى مُوَاجَهَتَكِ وَحْدِي ..
وَالتَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ الْحَيِّ الجَبَّار .
فَسُبْحَانَهُ بَاقٍ دُونَ زَوَالٍ ..
وَغَيْرُهُ مِنَ النَّاسِ سَيَتْرُكُ الدِّيَار .
فَكُلُّنَا ضُيُوفٌ مُقِيمِينَ لَدَيْكِ..
وَلابُدَّ لَنَا مِنَ الرَّحِيلِ وَالْفِرَار .
إِمَّا إِلَى جَنَّةِ الْمُؤْمِنِينَ الأَطْهَار..
أَو إِلَى نَارِ الْفَاسِقِينَ الْفُجَّار.
وَلَكِنَّنِي قَبْلَ هَذَا لَنْ أُمَكِّنَكِ ..
مِنْ هَزِيمَتِي أَوْ دَفْعِي لِلانْتِحَار .
فَقَدْ تَعَاهَدْتُ وَنَفْسِي مُؤَيِّدَةٌ..
بِأَلاَّ نُتِيحَ الْفُرْصَةَ لِلشِّجَار .
وَسَوْفَ نَتَكَاتَفُ سَوِيًا أَمَامَكِ..
فَلَمْ يَعُدْ لَدَيْنَا أَيُّ خَيَار.
فَلَيْسَ لِي سِوَاهَا وَلَيْسَ لَهَا غَيْرِي ..
وَكِلانَا يَعْلَمُ بِاخْتِبَاءِ الأَسْرَار .
وَسِوَانَا مِنَ النَّاسِ فِي حَيَاتِهِ مُنْشَغِلٌ ..
وَلا يَعْلَمُ مِنَّا إِلاَّ الظَّاهِرَ الْمُخْتَار .
أَتُوقُ لِهَزِيمَتِكِ وَكَسْرِ أَنْفِكِ ..
وَأَنْ أَجْعَلَكِ رَمْزًا لِلاعْتِبَار .
أَعْلَمُ بِجُنُونِي وَتَدَهْوُرِ حَالِي ..
وَلَكِنَّنِي أَتَوَكَّلُ عَلَى عَالِمِ الأَقْدَار.
وَأَسْأَلُهُ – سُبْحَانَهُ – أَنْ يَمْنَحَنِي الْقُوَّةَ ..
الَّتِي تُعِينَنِي عَلَى تَحْقِيقِ الانْتِصَار.
فَأَنْتِ مَاكِرَةٌ وَدَهَاؤُكِ عَظِيمٌ ..
وَفِتَنُكِ تَمْلأُ الْبِحَارَ وَالأَنْهَار .
وَلا يَنْجُو مِنْكِ سِوَى الْمُخْلِصُ لِلَّهِ ..
وَكَانَ فِي حَيَاتِهِ مُحْسِنُ الاخْتِيَار .
وَجَعَلَ مِنَ الْخُشُوعِ وَالتَّقْوَى زَادَهُ ..
كُلَّمَا أَلْهَبَهُ جُوعُ الْحِصَار .
أَحْمَدُ اللهَ عَلَى تَعَاسَتِي وَأَشْكُرُهُ ..
فَلَوْلاَهَا لَظَلَلْتُ بَاقِيَةً بِالْجِوَار .
أُرَاقِبُ الدُّنْيَا وَهِيَ تَرْكُلُنِي رَكْلَةً ..
لاَ أَفِيقُ بَعْدَهَا إِلاَّ وَأَنَا فِي احْتِضَار.
الروابط المفضلة