قال صلى الله عليه وسلم حاكياً عن ربه: ( أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء)) .....
يعني ما كان في ظنه فإني فاعل به، ولا ريب أن حسن الظن إنما يكون مع الإحسان ، فإن المحسن حسن الظن بربه أن يجازيه إحسانه ولا يخلف وعده ويقبل توبته.
وأما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات فإن وحشة المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه....
وهذا موجود في الحديث فإن العبد الآبق الخارج عن طاعة سيده لا يحسن الظن بالله، ولا يجامع وحشة الإساءة إحسان الظن أبداً فإن المسيء مستوحش بقدر إساءته وأحسن الناس ظناً بربه أطوعهم له...
وكيف يكون محسن الظن بربه وهو شارد عنه حال مرتحل في مساخطة وما يغضبه متعرض لِلَعنتِه... قد هان حقه وأمره عليه فأضاعه وهان نهيه عليه فارتكبه وأصر عليه...
وكيف يحسن الظن بربه من بارزه بالمحاربة وعادى أولياءه ووالى أعداءه وجحد صفات له وأساء الظن بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم وظن بجهله أن ظاهر ذلك ضلال وكفر ؟
وكيف يحسن الظن بمن يظن أنه لا يتكلم ولا يأمر ولا ينهى ولا يرضى ولا يغضب ...
من كتاب ( الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي)
الروابط المفضلة