السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم يا بنات؟ كل عام وأنتم بخير والأمة الإسلامة بعزٍ ونصر بإذنه تعالى..
وحشتوني كتير كتير..يا ترى فقدتوني ولا لأ المهم جايه من الحج ونفسي مفتوحة على الكلام الله يعينكم علي.. الحج...عبر وعظات..ومشاعر مختلطة
سبحان الله..ما شاء الله..ما شاء الله..هذا ما يتردد على لسانك عندما ترى ذلك الحشد الهائل من المسلمين القادمين من كل حدب وصوب ليؤدون مناسك الحج..ملتفين حول الكعبة كالجسد الواحد..
عند رؤيتي لتلك الحشود انتابتني مشاعر مختلطة من الرهبة والعزة والفرحة..ولكني تساءلت في نفسي هل يا ترى كل هذه الجموع الغفيرة من المسلمين هي كما قيل رسول الله صلى الله عليه وسلم: غثاء كغثاء السيل؟؟
قال عليه الصلاة والسلام: يوشك الأمم أن تداعىعليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم مهابة منكموليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت.
نسأل الله تعالى ألا يكون قد جاء هذا اليوم..وأن يعزّ المسلمين بعزّه ويذل الكفار والمشركين..
وعندما رأيت مسلمي دول شرق آسيا وغيرهم كيف يجتهدون في قراءة القرآن ويحاولون مرارا لكي يخرج النطق صحيحا حمدت الله تعالى أنني من نسل رسول الله العربي العدنان صلى الله عليه وسلم..فعلى كل مسلم عربي أن يحمد الله تعالى على هذه الميزة وأن يستغلها جيدا في الإكثار من قراءة القرآن وتدبر معانيه وقراءة سيرة رسول الله وسير الصحابة ففيها الخير كله..
وفي الحج رأيت أسمى معاني المساواة بين الناس جميعا..لا فرق بين عربي ولا أعجمي..لا أبيض ولا أسود..لا غني ولا فقير..إلا بالتقوى وبقدر طاعتك وخشوعك وخضوعك بين يدي الله تعالى..الكل يتسابق ليكون أفقر من سأل الله وأوجه من توجه إلى الله..
أخواتي العزيزات نصيحتي لكم حجوا وأنتم صغار..فالحج يحتاج إلى شباب القلب والجسم..لماذا ننتظر حتى نصبح شيوخا لنذهب إلى الحج وكأنه أمر ثانوي وليس ركنا من أركان الإسلام..عندما ننتهي من كل أمورنا الدنيوية: دراسة وعمل وزواج..عندها يبدأ التفكير بالحج..طبعا ليس الجميع كذلك..فمن المسلمين من لا تتحقق لهم الاستطاعة إلا في الكِبَر..أعانهم الله.
ووالله إني لأعجب من أمثال من قالت لي: لماذا مستعجلة على الحج..مهل حتى تتزوجي!!!..سبحان الله!!! ما علاقة الزواج بالحج..لماذا نربط عبادات ربانية بأمور دنيوية..وهل الله خصص سنا معينة للحج أو للحجاب أو للصلاة..لا والله..إنما هي عبادات مكلّف بها كل مسلم عاقل بالغ..فالله عفو كريم يقبل كل عباده ويغفر لهم..كبيرهم وصغيرهم..رجالهم ونساءهم..المهم أن نظهر له فقرنا إليه وذلنا وحاجتنا إليه وهو لن يردنا خائبين فهو قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه فكيف ونحن في البيت الحرام؟!.
وبرغم السلبية والجهل التي وجدتها عند بعض الحجاج إلا أنه مرت بي العديد من المواقف التي تركت عميق الأثر في نفسي..مواقف تنبع حرصا على الدين..وحبا لربه ورسوله الأمين..ومودة ورحمة للمسلمين..
فتجدهم مثلا يعلّمون بعضهم البعض كيفية التسبيح والدعاء بعد الأذان حتى لو اختلفت جنسياتهم فتجد الباكستانية تعلمّ الصينية أو العكس.
وقد سعدت جدا عندما وجدت قضية القدس وفلسطين في قلوب كثير من المسلمين عرب وغير عرب..لدرجة أنهم يبكون لمجرد علمهم أننا من فلسطين..
وفي إحدى المرات التي كنت أنتظر فيها على باب الروضة لندخل ونسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم..قالت إحدى النساء عندما رأت تدافعهم عند الباب: ليست العبرة بزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم أو بالصلاة في الروضة وإنما العبرة بإتباع سنته ففيها الدلالة على حب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم..سبحان الله ما أحوجنا إلى هذه العبارة في ظل الحملة المُشنة رسولنا وحبيبنا عليه الصلاة والسلام..فيا أخواتي الكريمات انصرن رسولكن بإتباع سنته..
وغيرها الكثير من المواقف الرائعة التي أحيت الأمل في قلبي وزادت يقيني بأنه سيأتي يوم عزٍ ونصرٍ على المسلمين بإذن الله الواحد القهار..
همسة أخيرة
أخواتي الحبيبات..والله الدنيا ما تسوى وما تستاهل ما نفعله من أجلها..تخيلي نفسك يوم الحشر وأنت واقفة أمام رب العالمين يعاتبك ويحاسبك ويسألك عن ذنوبك وغفلتك..عن حجابك ولباسك..عن أخلاقك وتعاملك بين الناس..فماذا أنت قائلة؟ وماذا أنت فاعلة؟
أختي الحبيبة..حاسبي نفسك قبل أن تُحاسب..وأصلحي ما بينك وبين الله يصلُح لك أمر الدنيا والآخرة..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الروابط المفضلة