بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاسلام دين الرحمة والتآلف وقد وصانا رسول الله بعدم الاستهزاء والسخرية من احد وان نقول اذا راينا مبتلى :
الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني عليك تفضيلا .
وهذا طبعا نقوله في سرنا ولا نجهر به امام المبتلي حتى لانجرح شعوره .
ولكن ساحكي لكم قصة حقيقية عن فتاة متكبرة خسرت عندما سخرت من عريسها:
كانت سارة فتاة من اسرة غنية وذات مركز مرموق وكانت تتمتع بجمال خلاب فاتن سحر جميع الشباب ولذلك تقدم اليها المئات وكانت ترفضهم جميعا لاقل سبب اما اقل من مستواها او ليس وسيما او لاتعجبها هواياته ..الخ
كانت تتدلل لانها مازالت في ريعان شبابها حيث الغرور بجمالها وبينما هي كذلك اذا دق الباب من يطلب يدها ويرجو قربها كان ذلك الخاطب يملك كل مؤهلات الزوج المناسب مال ومركز واخلاق عالية وعائلة كريمة ووسامة جذابة الا شيئا واحدا لم يكن يملكه ذلك الشئ هو البصر ... فقد كان ذلك العريس كفيفا وقدر له الحكيم العليم ان يعيش هذا الرجل حياته بلا بصر ولكنه لم يكن عديم البصيرة.
نظرت تلك المغرورة ببصرها الى هذا الخاطب واستحالت ان تكون هي التي لايوجد على الارض مثلها ان تتزوج اعمى ..مجرد اعمى.
لم تنظر ببصيرتها وقبل ان تبدي رايها ضحكت وهزأت من ذاك الذي تجرا وخطبها وهو الاعمى الذي لايبصر ضحكت وضحك اهلها معها.
ردوه وبالسخرية رفضوه وبعماه عيروه فما كان منه وقد حقروه واهانوه وجرحوه الا ان قال :
ردوني بلا سخرية ماذنبي وقد خلقني ربي هكذا؟؟؟
وخرج من عندهم وهو مكلوم القلب حزين الفؤاد وهو يردد ...حسبي الله ونعم الوكيل .
ومرت الايام ..والله الغيور على عبده السامع لدعائه لكل ظالم بالمرصاد .
تزوجت الفتاة من رجل اخر مبصر طبعا وبعد شهور الزواج السعيدة حملت في بطنها جنينا سليما معافى ومرت اشهر الحمل بما فيها من فرح ووهن ..وجاءت لحظة الولادة ..ولادة جنين وولادة ما معه من قدر .........خرج الجنين السليم المعافى المبصر ليصاب اثناء الولادة بمرض خطير في عينيه افقده البصر مدى الحياة .
واذا بتلك المراة تنظر ببصرها لطفلها فاقد البصر وتتذكر حادثة مضي عليها دهر بكت بكاء مريرا ، وحزنت حزنا شديدا ، كان الكل يصبرها ، يذكرها بان هذا قدر الله وحكمته ولا حول ولا قوة الا بالله وليس لنا الا الصبر ، ظنوا بكاءها جزعا وحزنا، وماعلموا ان نار الندم تحرق فؤادها لينطق لسانها معترفا ...هذه عقوبة من الله لي ... لقد سخرت من رجل اعمى فرزقت طفلا اعمى ومازالت كلماته تتردد في اذني وهو يقول بحرقة: لماذا تسخرون مني وهذا قد الله علي؟؟
ردوني بلا سخرية حسبنا الله ونعم الوكيل .وهكذا فلقد سخرت فخسرت.
*************
ان الله دائما بالمرصاد وهو دائما مجيب لدعوة المظلوم والمسلم الحق الذي لا يسخر لانه لايتكبر على احد فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة خردل من كبر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الروابط المفضلة