بسم الله الرحمن الرحيم
البحث عن السعادة :
يمكن أن أقول في بداية الأمر في البحث عن السعادة أن السعادة الحقيقة هي شعور داخلي ناشئ عن رضا وقناعة القلب وسكونه واطمئنانه ، وهذا القلب لايمكن أن يستقر أو يطمئن إلا بطريقة واحدة ؛ وهي إشباع الفطرة التي فطرها الله تعالى عليها.
فإذا لم يهتدي الإنسان إلى ذلك الطريق عاش في فراغ داخلي ، وعدم استقرار ، وشقاء دائم .
فقد يظن الإنسان أن السعادة في مال يجمعه ، أو شهوة ولذة ينالها ، أو في شهرة وسمعة ومكانة ينالها لكن سرعان ما يدرك ويكتشف أن هذا الأمور لم تحقق له الرضا والقناعة والاطمئنان واستقرار النفس . بل ويعلن انه في غير راحة بال .
لماذا ؟ دعونا نتكلم عن الموضوع بشكل مختصر أريد اظافات وردوداً عليه.
تختلف وجهات النظر من إنسان لآخر فهناك من يظن أن السعادة في الأشياء التي ذكرت آنفاً ، وهناك من يظن أن السعادة في الحب ، وهناك من يظن أن السعادة في
العدل وحب الخير ؛ وعلى العكس فإن هناك من يظن أن السعادة في الغطرسة والهيمنة والظهور والظلم وعدم الثقة والأفكار السلبية جمعها .....
ليست السعادة في وفرة المال .. ولا سطوة الجاه .. ولا كثرة الولد .. ولا نيل المنفعة .. ولا في العلم المادي .
السعادة شيء يشعر به الإنسان بين جوانحه : صفاء نفس .. وطمأنينة قلب .. وانشراح صدر .. وراحة ضمير .
الــســعادة .. في الــرضـا :
والرضا درجة أعلى من درجة الصبر ، لا يبلغها إلا من أتاه الله إيمانا كاملا وصبرا جميلا ، فترى الراضي مسرورا راضيا فيما حل به ، سواء أكان ذلك احبه أو لم يحبه
الســعادة .. في الـقناعة والـورع
وما أجمل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه : مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا . رواه الترمذي .
الســعادة .. في شكـر النــعم :
وكثير من الناس يظن أن أكبر نعم الله تعالى علينا وأهمها هي نعمة المال ، وينسى نعمة الصحة والعافية ، ونعمة البصر والعقل والأهل والأبناء وغيرها كثير .
والأهم من ذلك هو طاعة خالق السعادة سبحانه وتعالى ففي ذلك تكمن السعادة الحقيقية التي وهبها للصالحين وحرمها الظالمين وصلى الله على رسوله المبلغ الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
__________________
الروابط المفضلة