بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على الجميع ورحمة مباركة وتأييد ونصر من الله
أما بعد
قبل الخوض في موضوع المسابقة
لايفوتني أن أشيد بإدارة هذا المنتدى الرائد السباق والسيدات المشرفات
ذوات الألق والخلق وكل منتسباته ومنتسبوه الأفاضل الكرام
لن أبالغ لن أجامل
إن سطرت وقلت هنيئا للأمة الإسلامية
هذا الصرح الثقافي الشامخ
حقا إن مــــنتدى لـــــــك
قلعة منيعة تحصنت برمزان
لمعادلة صعبة وقطباها
العلم والإيمان
فنجد ونلاحظ
أحدث ماتوصل له العلم في شتى مناحي المعرفة
نجده بين ناظرينا هنا في أركان المنتدى
بين عشية وضحاها
مع التمسك بثوابت وقيم عمرها عدد من السنون وأربعة عشر قرنا
فهنيئا لنا لك وهنيئا لكم لك
وتعريجا على المسابقة عندما لمحت الإعلان عن المسابقة
قلت لابد أن يكون لي سبق شرف المشاركة
وترسخت لدي قناعة أن الفائز بالمسابقة هو من نال شرف المشاركة فحسبه
ذلك الشرف بدأت البحث
في كل الزوايا والاركان حلقت على رؤى مستقبلية وعدت للوراء لسالف الوقت الأزمان
بحثت يمنى ويسرى
تجولت في أروقة القصور وعبرت الجسور
وجدت العجائب قصور لأعراب وأعاجم
بها عجب عجاب
نحو قصور القياصره والأباطرة بأسيا الوسطى وأوربا الشرقية
وخضت جولات مكثفة في قصور اللوردات والبرنسيسات في أوربا
حتى أملاك الإقطاعيون دخلتها دون إستئذان
ولم يفوتني المشرق بسحره بسراياه وقصوره وعزبه
وشمال أفريقيا بكل تفاصيل الفنون هناك
أتعلمون ماهي النتيجة بعد هذا البحث المضني
للأسف لم أقتنع بشيء من عجائب مارأيت فيأست أقفلت جهازي على أمل العودة لاحقا لأواصل البحث
وعدت وكنت أنتظر تحميل نوافذ جهازي وروادني إحساس غريب في تلك اللحظة بأن شيئا مميزا ينتظرني
وبعد بحث بسيط وجدت ظالتي المنشودة دون أن أكون قد خططت لموضوع مثل هذا
وكأن بي عثرت على كنز مفقود كإبرة فقدتها في كثيب صحراء
فنما لدي إحساس قوي بأن هذا الركن الذي إستقرت عليه قناعتي
سأنتصر له في خضم هوائل الواردات
فلعله ينصرني كما أرى النصر من خلاله
لأنه لو إنتصر فله وإن خذلني فقد خذل نفسه
قبل أن أضعه بين أيديكم أودعه أقول له سأراقبك من بعيد سأدعمكم
بكل ماأوتيت
ووداعي الأخير له ونصيحتي له
إياك والغرور
إياك والخيلاء
فأهلك يمقتون الخيلاء ولكن إياك والوهن
إنه رواق من قصر إسلامي
لاأملك تعليقا عليه
سأدعة يهذي وأتمنى منكم أن تتفهموا إيماءاته
فهو دائم الهذيان
كل شيء به ناطق
أرضه نافورته أعمدته سقفه نقوشه سمفونية ألوانه
فهو هناك يناديكم تفضلوا بالدخول
/
/
/
وناداني من بعيد قال لما تتركني وحيدا فقلت له خلفك جيش من المؤرخون في حراستك
إن إنتصرت ستعود محمولا على الأكتاف
وإن هزمت لن تعود ستنفى وحراسك سيكونون أعتى النفاه
وستظل غريبا كما هو حالك الآن أهلك وسكانك نفوك
وإستبدلوك بالأغرابقول المؤرخون حراس التاريخ
من اهم الحقائق الثابتة في تاريخ الفن، هي ان الزخرفة عبرت افضل تعبير عن هوية الفن الاسلامي، وظلت على مدى قرون عديدة تمثل شخصية الفنان وابداعاته، وكانت قبل ذلك كله العنوان الاول للحضارة الاسلامية في جانبها الفني.
يذكر الفنان خالد حسين محيي الدين قولا شائعا بين نقاد ومؤرخي الفن مفاده ان الفن تعبير عن فكرة دينية في الانسان، او بوساطته، وان الفن والدين توامان منذ البداية ومثل هذا القول يمكن ان ينطبق على جميع الديانات والمعتقدات الدينية وبالذات القديمة منها ولا سيما تلك التي شاعت في وادي الرافدين ومصر والديانة البوذية ولكن نصيب الاسلام من تلك العلاقة التوامية لا يكاد يذكر فقد تهيب الفنان المسلم من الرسم والتصوير لان الله سبحانه وتعالى وصف نفسه بالمصور فكيف يمكن الاقتراب من صفة ربانية وتهيب اكثر من النصب والتماثيل التي كانت رموزا للالهة والعبادات الوثنية التي حرمها وحاربها الاسلام وبذلك وضع الفنان المسلم بينه وبين النحت سدا منيعا
هل كان هذا الجو الملبد بالمخاوف والخشية هو وراء انحسار فنون الرسم والنحت من خارطة الفنون العربية الاسلامية
وهل كان هذا الجو نفسه وراء انصراف الفنان كامل الانصراف الى فنون الزخرفة ثم هل جاء هذا التمسك بالزخرفة تعويضا عن الرسم والنحت بحيث سجل الفنان من الابداعات الزخرفية ما جعله قمة لا تضاهي من قمم هذا الفن التجريدي الرائع
يقول الدكتور خليل ابراهيم الواسطي
استاذ الخط العربي والزخرفة في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد
* معروف بان فنون الرسم والنحت لازمت الانسان منذ عهده الاول بحياة الكهوف ومع ذلك لم يترك المسلمون فيها اثرا يستحق الذكر
فيجب ان نعرف حقيقتين متلازمتين الاولى هي ان هذه الفنون لم تلازم الانسان منذ فجر التاريخ فقط بل كانت ملازمة كذلك وخاصة النحت لجميع المعتقدات الدينية تقريبا وخاصة الوثنية حيث كانت الاحجار والاخشاب وشتى المعادن تتحول بين اصابع الفنانين الى تماثيل ونصب للحرب والجمال والحب والمطر والخصب…الخ وكل واحد منها يُعبد ويبجّل وتنذر له النذور عند الزواج او استقدام المطر او اعلان الحرب او طلب الحماية او الاستشفاء او اي داعٍ من دواعي الاستنجاد والمعونة وتلبية الحاجة كان النحت اذن حالة تعبير واقعية ونفسية عن مرحلته وكان لا بد له ان يزدهر والحقيقة الثانية هي ان الفنان المسلم لم يكن قاصرا عن هذا الفن لو اراد ولكن كراهية او عدم تحبيذ التجسيد والتجسيم قد جعله يبتعد بارادته عن دائرة النحت
الروابط المفضلة