۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
سورة النحل
محور مواضيع السورة
النظر والتفكر فى نعم الله
هى سورة النعم
بين الله تعالى في سورة النحل أموراً عظيمة منها تحقق مجيء أمره تعالى
وإنزال الملائكة بالوحي على المرسلين المصطفين للدعوة إلى توحيده
كما ذكر تعالى فيها عظيم منته على عباده بتسخيره الأنعام لهم ليبلغوا منها المنافع المتعددة
وليحصل لهم بها الزينة والبهجة
وإخراجه اللبن منها سائغاً للشاربينوإكرامهم بنعمة العسل المختلفة ألوانه ذاكراً مع ذلك
حال المشركين إزاء هذه النعم العظيمة وهو حال الجحود والكفران
تبدء السورة الكريمة بالآية التالية
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ )1
يخبرنا الله سبحانه وتعالى عن اقتراب الساعة ودنوها
معبّرا بصيغة الماضي الدال على التحقق والوقوع لا محالة
قال ابن عباس :
لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالى
" اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ القَمَرُ "
قال الكفار بعضهم لبعض إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون
حتى نظر ما هو كائن فلما رأوا أنه لا ينزل شئ قالوا ما نرى شيئا فأنزل الله تعالى
" اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ "
فأشفقوا وانتظروا قرب الساعة فلما امتدت الايام قالوا :
يا محمد ما نرى شيئا مما تُخَوِّفنا به فأنزل الله تعالى:
" أَتَى أمرُ اللهِ "
فَوَثَبَ النبيُّ ورفع الناس رؤوسهم فنزل
"فَلا تَسْتَعْجِلُوه "
فَاطْمَأنوا فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله :
( بُعِثتُ أنا والسَّاعةُ كهاتَينِ – وأشارَ أبو داودَ بالسَّبابةِ والوُسطَى – فما فضَّل إحدُاهما علَى الأخرَى)
الراوي : أنس بن مالك - المحدث :الالبانى-المصدر: صحيح الترمذى
خلاصة حكم المحدث : صحيح
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
ترشدنا السورة المباركة للنظر فى نعم الله تعالى في الكون
من النعم الأساسيّة لضروريّات الحياة إلى النعم الخفيّة التي يغفل عنها المرء وينساها وحتى التي يجهلها
كل أنواع النعم وبعد عرض كل مجموعة من النعم تأتي آية فاصلة
تذكيراً بأن المنعم هو الله
ومن نعم الله على الانسان خلق السموات والارض
و قال تعالى عن خلقه العالَم العلوي وهو السماوات
والعالَم السفلي وهو الأرض بما حوت
وأن ذلك مخلوق بالحق لا للعبث
قال تعالى :
( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۚ تَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) 3
كما أنه سبحانه خلق الإنسان من نطفة حتى إذا صار صيره قويا شديداً فإذا هو خصيم لله شديد الخصومة
( خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ) 4
يمتن تعالى على عباده بما خلق لهم من الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم
وبما جعل لهم فيها من المصالح والمنافع من أصوافها وأوبارها وأشعارها يلبسون ويفترشون
ومن ألبانها يشربون ويأكلون من أولادها وما لهم فيها من الجمال وهو الزينة
قال تعالى :
(وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) 5
ومما أنعم به الله علينا في إنزال المطر من السماء نشرب منه ونسقى الزرع والانعام
قال تعالى :
( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ ) 10
وهكذا تتوالى الايات توضح لنا نعم الله علينا التى لا تعد ولا تحصى
قال تعالى :
( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) 18
السورة تعالج موضوعات العقيدة الكبرى
الالوهية والوحي والبعث والنشور
وإلى جانب ذلك تتحدث عن دلائل القدرة والوحدانية في ذلك العالم الفسيح
في السموات والارض والبحار والجبال والسهول والوديان والماء الهاطل
والنبات النامي والفلك التي تجري في البحر والنجوم التي يهتدي بها السالكون في ظلمات الليل
إلى آخر تلك المشاهد التي يراها الانسان في حياته ويدركها بسمعه وبصره
وهي صور حية نشاهدها وهى دالة على وحدانية الله جل وعلا وناطقة بآثار قدرته التي أبدع بها الكائنات
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
يحذرنا الله من سوء استخدام النعمة بأن تستعمل في معصية الله تعالى
وبالمقابل تحثّ المرء على شكر نعم الله تعالى عليه وتوظيفها فيما خلقت له
قال تعالى :
( لاَ جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ,
وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ,
لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ,
قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ )26:23
يتبع
۞۞۞۞۞۞۞۞۞
الروابط المفضلة