۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
سورة يُوسُف
لم أقرأ سورة يوسف يوما الا وبكيت من الحزن كما بكى سيدنا يعقوب
وتعجبت كيف يكون أبناء نبى بهذه الوحشية
ولم أعد أتعجب مما يحدث فى زماننا هذا من عقوقا للابوين
وبغض وكراهية وحقد وحسد بين الاخوة حتى لو كانوا اشقاء
سورة يوسف تحثنا على الاحتراس من الحسد والحقد
قال تعالى:
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ ,
(إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ
, قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ )
يوسف : 5:3
سورة يوسف نزلت في توقيت مقارب لنزول السورتين اللتين قبلها
يونس وهود وفي نفس الظروف
وقد سميت باسم نبى الله يوسف لأنها شملت قصة سيدنا يوسف عليه السلام من بدايتها لنهايتها
قال عنها المتخصصون فى القصص أنها احتوت على جميع فنون القصة
وعناصرها من التشويق وتصوير الأحداث والترابط المنطقي واستخدام الرمز
نجد أن هذه القصة قد بدأت بحلم رآه سيدنا يوسف عليه السلام وانتهت بتفسير ذلك الحلم
ونرى أن قميص يوسف الذي استخدم كأداة براءة لإخوته كان هو نفسه الدليل على خيانتهم
هذا القميص استخدم بعد ذلك كأداة براءة ليوسف نفسه فبرأه من تهمة التعدي على امرأة العزيز
ومن روعة هذه القصة أن معانيها وأحداثها متجسدة أمام قارئها وكأنه يراها بالصوت والصورة
وهي من أجمل القصص التي يمكن أن تقرأها ومن أبدع ما تتأثر به نحن لا نحتاج لشهادة علماء القصة فيها
لأن الله تعالى هو الذي يشهد على دقتها وروعتها
۞۞۞۞۞۞۞۞
إن الأحداث في سورة يوسف غريبة وهي تسير بعكس الظاهر
- يوسف ولد محبوب من والده وهذا الأمر بظاهره جيد ولكن نتيجة هذه المحبة
كانت أن ألقاه إخوته في البئرحقدا عليه لان اباهم يحبه اكثر منهم ذلك ظنهم
- ومع أن إلقاء يوسف في البئر هو في ظاهره أمر سيئ
لكن نتيجة هذا الإلقاء عثور قافلة عليه وأخذه وبيعه لعزيزمصر
- ووجود يوسف في بيت العزيز هو أمر ظاهره جيد
لكن وجوده فى هذا البيت كان سببا فى دخوله السجن بتدبير من زوجة العزيز
- وكذلك سجن سيدنا يوسف أمر في غاية السوء
لكن نتيجة هذا السجن كان وصول خبره لملك مصرلتفسير حلمه ثم تعيينه في منصب عزيز مصر
إن الله سبحانه وتعالى يخبرنا من خلال قصة يوسف عليه السلام بأنه هو الذي يدّبر الأمور
وقد تكون نظرة المرء للأحداث التي تصير معه على أنها سيئة
لكن هذه النظرة قاصرة عن إدراك تقدير الله تعالى وحكمته في قضائه
تحثنا السورة الكريمة على الثقة بتدبير الله والصبر على الابتلاء وعدم اليأس من روح الله
قال تعالى :
(إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ )
يوسف :90
يتبع
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
الروابط المفضلة