۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
محور السورة
هود سورة مكية وهي تعني بتأكيد أصول العقيدة الاسلامية كالتوحيد والرسالة والبعث والجزاء
وقد عرضت لقصص الانبياء بالتفصيل لتسلية النبي على ما يجده من أذى المشركين
لاسيما بعد تلك الفترة العصيبة التي مرت عليه بعد وفاة زوجته الحبيبة السيدة خديجة
ووفاة عمه أبي طالب المساند له
فكانت الآيات تتنزل عليه وهي تقص عليه ما حدث لإخوانه من الرسل
من أشد أنواع الابتلاء ليتأسي بهم في الصبر والثبات
سورة هود دعوة للمسلمين للتوازن
فالظروف التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله تعالى عليهم
شديدة للغاية وهي مشابهة كثيراً لما نمر به نحن من شدة على الإسلام والمسلمين
فجو السورة هذا مفيد جداً لنا لنتعلم
فعندما يعيش البشر في الضغوطات التي مر بها الصحابة
أو التي نمر بها اليوم يصيبهم أحد هذه الأمور الثلاثة:
- فقدان الأمل وتضييع الهمم وتوقف السير للإصلاح وترك العمل للإسلام
- التهور واللجوء إلى العنف والتصرفات غير المحسوبة من أجل التغيير بالقوة
- الركون للأعداء والارتماء في أحضانهم والاستسلام الكامل لهم مع العيش في ظلهم
ألا نرى مثل هذه الأنواع في بلادنا العربية هذه الايام؟
فما الحل؟
السورة تعالج هذه الظواهر الخطيرة في آية محورية ت
خاطب مشاعر المتدينين الذين يتألمون لما يحدث للإسلام من ظلم
وتخاطب المسلم المحبّ لدينه والمتحمّس لفعل أي شيء لنصرة الإسلام لتقول لهم:
قال تعالى :
(فَٱسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ , وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مّن دُونِ ٱلله مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ)
هود :113:112
وهكذا تحضنا السورة الكريمة على :
الاستقامة وعدم الطغيان والتهور وعدم الركون
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
بين يدى السورة
لماذا سميت بسورة هود ؟
لماذا سميّت السورة بسورة هود مع أن قصة نوح أطول من قصة هود (عليهما السلام)
في هذه السورة
الجواب:
إن المحاور الثلاثة في السورة هى
(الاستقامة وعدم الطغيان والتهور وعدم الركون)
قد ظهرت في قصة هود بشكل قوي وواضح أدى إلى تسمية سورة التوازن وعدم الركون باسمه
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
التعريف بالسورة :
هى سورة مكية ماعدا الآيات 12 ، 17 ، 114 " فمدنية
عدد آياتها 123 آية
ترتيبها الحادية عشرة بين سور المصحف
نزلت بعد سورة " يونس "
بدأت بحروف مقطعة " الر " ختمت السورة ببيان الحكمة لقصص الأنبياء
تطرح السورة الكريمة عدة معانى هامة:
الاستقامة (فَٱسْتَقِمْ)
هي الاستمرار في الدعوة والصبر فلا ينبغي على الداعية أن يتوقف عن الدعوة
أو أن يفقد الأمل إذا واجهته المصاعب
والدعوة إلى الاستقامة تعالج المشكلة الأولى من المشاكل التي ذكرناها
وهي فقدان الأمل وضياع الهمم والتوقف عن الإصلاح
عدم الطغيان(لاَوَ تَطْغَوْاْ)
وهذا هو التعبير القرآني عن التهور واللجوء إلى العنف
عدم الركون (وَلاَ تَرْكَنُواْ)
وهذا هو التعبير الشرعي القرآني عن الركون إلى الأعداء والارتماء في أحضانهم
والاستسلام للحضارات الأخرى
والتقليد الأعمى وأن يشعر المرء بفقدان الهوية وعدم الإنتماء لحضارته ودينه وإسلامه
وللحسن البصري كلام رائع في هذه الآية، حيث يقول:
سبحان الذي جعل اعتدال هذا الدين بين لاءين وهما :
(لاَ تَطْغَوْاْ) (ولاَ تَرْكَنُواْ)
وهي من اعتدال الإسلام وتوازنه في التعاطي مع مشاكل الحياة
إن هذه السورة تعالج الوضع الذي نعيشه نحن اليوم تماماً
وهذا دليل على صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان
فرسالة السورة إلى المسلمين في كل زمان ومكان هي:
اصبروا واستمروا في الإصلاح بتوازن واعتدال دون أي تهور أو ركون
يتبع
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
الروابط المفضلة