۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
سورة يُونس
قال تعالى في أواخر سورة التوبة
(لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)
التوبة: 128
وقال تعالى في بداية سورة يونس:
(الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ,أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ
أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ )
يونس : 2:1
وبالنظر لتلك الايات الكريمة نجد أنها تتناسب مع بعضها البعض
وتؤكد على بشرية رسول الله وأنه منا ونحن منه صلى الله عليه وسلم
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
محور مواضيع السورة
إن محور سورة يونس هو الإيمان بالقضاء والقدر
ففي الحديث أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أخبرني عن الإيمان
فقال لـه رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(الإيمانُ أن تؤمِنَ باللَّهِ وملائِكتِهِ وكتبِهِ ورسلِهِ وتؤمِنَ بالجنَّةِ والنَّارِ والميزانِ وتؤمِنَ بالبعثِ بعدَ الموتِ وتؤمِنَ بالقدرِ خيرِه وشرِّهِ)
الراوي : عمر بن الخطاب - المحدث : السيوطى -المصدر: الجامع الصغير
خلاصة حكم المحدث : صحيح
و السورة تعالج هذا الركن الأخير من أركان الإيمان
وهى من السور المكية التي تعنى بأصول العقيدة الإسلامية الإيمان بالله تعالى
وبالكتب والرسل والبعث والجزاء وبخاصة الإيمان بالقضاءوالقدر
فالكثير من الناس مشككين في هذا الأمر ويحتارون ويجادلون في القضاء والقدر وهل الإنسان مسيّر أم مخيّر
ويشككون في عدل الله تعالى وحكمته ويسألون أسئلة مشككة فيقولون مثلاً لو هداني الله لاهتديت
أو أن الله يعلم المؤمنين من الكافرين في علمه الأزلي فلن يفيد المرء ما يعمل إن كان الله تعالى
قد كتبه في النار وهذا كله من ضعف الإيمان
ومن التشكيك بأن الله تعالى هو الحكيم العدل وأنه ليس بظلاّم للعبيد
تأتي هذه السورة بآياتها ومعانيها لتثبت حقيقة الأيمان بوحدانية الله جلّ وعلا
والإيمان بالقضاء والقدر تارة عن طريق قصص الأنبياء وتارة
عن طريق تذكير الله تعالى للناس بقدرته وحكمته وعدله في الكون
و السورة بدأت بحروف مقطعة
(الر تلك آيات الكتاب الحكيم )
ثم يأخذ السياق في عرض عدة أمور تبدو فيها الحكمة التي أشير إليها في وصف الكتاب
من الوحي إلى الرسول ص لينذر الناس ويبشر المؤمنين
والرد على المعترضين أن يوحي الله إلى بشر
إلى خلق السماوات والأرض وتدبير الأمر فيهما
إلى جعل الشمس ضياء والقمر نورا وتقدير منازل القمر ليعلموا عدد السنين والحساب
إلى اختلاف الليل والنهار وما فيه من حكمة وتدبير
ويتطرق من عرض هذه الآيات الكونية إلى الغافلين عنها الذين لا يرتقبون لقاء الله مدبر كل شيء وما ينتظر هؤلاء الغافلين من سوء المصير
وما ينتظر المؤمنين في الجانب الآخر من نعيم مقيم ويسجل حكمة تأجيل المصير إلى يومه الموعود
وعدم تعجيل الشر للناس كما يستعجلون هم الخير في هذه الدنيا ولو عجل لهم بالشر كما يستعجلون بالخير
لانتهى الأجل وأخذوا بذنوبهم دون إمهال
ومن ثم وصف لطبيعة البشر في تلقيهم للشر والخير وضراعتهم إلى الله عند مس الأذى
ونسيانهم له عند كشف الضر ولجاجهم فيما كانوا من قبل فيه دون اعتبار بالقرون الخالية التي سارت في الطريق ذاته
ولقيت مصارعها في ذلك الطريق
ومع أن مصارع الغابرين كانت واضحة للعرب الذين يدعوهم الرسول ص فإن المكذبين كانوا يطلبون إلى الرسول أن يأتي لهم
بقرآن غير هذا القرآن أو يبدل بعضه غير متدبرين ولا مدركين أن القرآن من عند الله وأن له حكمة ثابتة فهو لا يقبل التبديل
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
ونجد فى السورة مجموعة من المحاور أو الحقائق الرئيسية تدور حولها الآيات و منها :
- كل شيء بمشيئة الله وحكمته
قال تعالى:
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ
مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ )3
- هو الواحد المعبود بحق وهو العليم الحكيم
(إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ
بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ )8
- الله هو العليم الخبير وهو ليس بظلاما للعبيد
قال تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )44
- مشاهد متنوعة من مشاهد القيامة
قال تعالى:
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللَّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ )45
- الحكم لله حكمه الحق
قال تعالى:
( ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ )52
يتبع
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
الروابط المفضلة