(أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى)
آية عظيمة في أول سورة نزلت في القرآن وهى سورة العلق وتحت هذه الآية من اللطائف والأسرار الشيء الكثير , ففيها إشارة إلى وجوب المراقبة لله عز وجل , وفيها تهديد لمن يتمادى في الغي وفيها تلويح إلى وجوب الاقصار عن الشر , وفيها تلميح إلى إن العلم باطلاع الله عز وجل على الخلائق أمر فطرى لا يحتاج إلى دليل , وفيها تعريض بغباوة من يجهل هذه الحقيقة , أو يكابر في شأنها .
وما أروع إن تكون هذه الآية نصب أعيننا إذا أردنا القيام بما أنيط بنا من عمل .
فإذا ألف المرء أن يراقب ربه , ويستحضر شهوده واطلاعه عليه فان المجتمع يأمن بوائقه ويستريح من كثير من شروره .
وإذا عمدنا إلى تربية المجتمع بأسلوب الدين والفضيلة أرحنا واسترحنا ووفرنا جهوداً كبيرة , فالمراقبة حارس قوى يمنع الإنسان من التفكير في الجرائم والشرور , والتقصير في أداء الحقوق .
فلا عجب أن تكون هذه الآية في أول سورة نزلت من القرآن الكريم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا)
إذا تأملت الآية وجدت إن من أعظم مقاصد الشيطان إدخال الحزن على المؤمن , وأدركت إن من أعظم مقاصد الشريعة إسعاد المؤمن , وطرد الحزن عنه .
فالآية الكريمة تشير إلى انه ينبغي للمؤمن أن يكون مشرق النفس , مبتهجاً بالحياة , بعيداً عن ما يكدر عليه صفوه , فلذلك مما يبعثه إلى قوة الإقبال على الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
* (مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ القُرْآَنَ لِتَشْقَى)
تبين هذا الآية إن القرآن وما فيه من أوامر , ونواه , وإرشادات , وقصص وأحكام – إنما انزل لمحض السعادة لذا على المسلم الذي يؤمن بهذا القرآن ومنزله , والمنزل عليه – أن يدرك هذا المعنى العظيم ويستحضر إن جلب السعادة , وطرد الهم من عظم مقاصد القرآن والشريعة عموماً .
ومما يعين على تمثل تلك المعاني , وتمكنها في قرارات النفوس أموراً منها :
1- طهارة القلب وسلامة المقاصد .
2- البعد عن مواطن الإثارة قدر المستطاع .
3- قوة الاحتمال .
4- محاربة اليأس
5- محاربة الكآبة .
6- سعة الأفق.
الروابط المفضلة