{فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سوءة أَخِيهِ} {المائدة:31}
من أقوال المفسرين :
ذكر ابن كثير رحمه الله ما مختصره : لما مات الغلام تركه بالعراء ولا يعلم كيف يدفن , فبعث الله غرابين أخوين , فاقتتلا فقتل احدهما الأخر , فحفر له ثم حثي عليه .
* من الدلالات العلمية للنص الكريم :
* إن الغراب شديد الذكاء , ومن أوضح الأدلة على ذلك يدفن موتاه , ولا يتركها نهباً للجوارح من الطيور ولغيرها من الحيوانات المفترسة , أو للتعفن والتحلل في الجو .
* الغراب يقوم بحفر الأرض بواسطة كل من مخالبه ومنقاره ليكون حفره عميقة فيها ثم يقوم بطي جناحي الغراب الميت وضمهما إلى جنبيه , ورفعه برفق لوضعه في قبره ثم يهيل عليه التراب حتى يخفى جسد الميت تماما كما يفعل المسلمون بموتاهم احتراماً لهذا الجسد حياً وميتاً .
* الغراب طائر اسود اللون , خشن الصوت , يأكل الخضروات واللحوم وان كان ميله لأكل اللحوم اكبر , ولها قدرة فريدة على صناعة الأدوات الحجرية لاستخدامها في الحفر والتنقيب على الحشرات في شقوق الأرض وافتراسها والتغذي عليها.
* الغراب هو أذكى الطيور وأمكرها على الإطلاق ويعلل ذلك بأن الغراب يملك اكبر حجم لنصفى المخ بالنسبة إلى حجم الجسم في كل الطيور المعروفة .
* قد شوهدت الغربان وهى تلقى على الطرق العامة ما لم تستطع فتحه من الثمار والأصداف الصلده مثل جوز الهند وأصداف بلح البحر كي تقوم السيارات المارة بدهسها وإعدادها لقمة سائغة لها , كما شوهدت وهى تقلد الصيادين في عمليات الصيد السمك بمهارة فائقة وفى ترطيب الطعام الجاف بالماء .
* قد أثبتت دراسات سلوك الحيوان أن للغربان محاكم تلتزم قوانين العدالة الفطرية , تحاكم الجماعة فيها اى فرد يخرج على نظامها من مثل محاولات التعدي على حرمات غراب أخر من أنثى أو فراخ أو عش , ولكل جريمة عند جماعة الغربان عقوبتها
الخاصة بها , ففي حالة اغتصاب طعام الفراخ الصغار تقوم جماعة الغربان بنتف ريش
الغراب المعتدى حتى يصبح عاجزاً عن الطيران كالفراخ الصغار قبل اكتمال نمو ريشها
* الغربان تأكل النفايات والجيف وبذلك تلعب دوراً مهماً في تنظيف وتطهير البيئة , وعلى الرغم من هذه الميزات العديدة فإنها قد تكون مصدراً لإصابة الإنسان بالعديد من الأمراض الفيروسية والبكترية والطفيلية , ولذلك أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله في الحل والحرم .
* الغراب له من حدة البصر ما يمكنه من التقاط التفصيلات من الارتفاعات الشاهقة على مساحات تقدر بمئات الكيلومترات المربعة , وبتفاصيل تفوق قدرة الإنسان بثلاث إلى أربع مرات.
من كتاب ( الحيوان فى القرآن الكريم )
للدكتور زغلول النجار
الروابط المفضلة