::
(..كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ..) ص:29.
من الأسباب التي تزيد العبد إيماناً ونورا وبصيرة ؛ تدبره القرأن الكريم ..
فهذا التدبر يعينه على الفهم والعمل بما علم ، فالقرأن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى الذي أنزله ليعُمل بهِ
ويكون منهاج حياة للناس، ولا شك أن قراءة القرآن قربة وطاعة من أحب الطاعات إلى الله تعالى،
وفهم معاني القرآن وجمع الفكر على تدبره وتعقله، وإجالة الخاطر في أسراره وحِكَمه..هو طوق النجاة في هذهِ الحياة..
لماذا تدبر القرآن الكريم؟:
قال ابن القيم في فوائد التدبر والتفكر:
" فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما .. وعلى طرقاتهما وأسبابهما، وغاياتهما، وثمراتهما، ومآل أهلهما،
وتتل في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة ...
وتثبت قواعد الإيمان في قلبه .. وتشيد بنيانه وتوطد أركانه.. وتريه صورة الدنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه،
وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم، وتبصره مواقع العبر، وتشهده عدل الله وفضله وتعرفه ذاته وأسماءه وصفاته وأفعاله وما يحبه وما يبغضه
وصراطه الموصل إليه وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه، وقواطع الطريق وآفاتها، وتعرفه النفس وصفاتها، ومفسدات الأعمال ومصححاتها،
وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار، وأعمالهم وأحوالهم وسيماهم، ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة، وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه
وافتراقهم فيما يفترقون فيه...
ثم قال: " فلا تزال معانيه تنهض العبد إلى ربه بالوعد الجميل .. وتحذره وتخوفه بوعيده من العذاب الوبيل ..
وتهديه في ظلم الآراء والمذاهب إلى سواء السبيل .. وتصده عن اقتحام طرق البدع والأضالي ..
وتبصره بحدود الحلال والحرام وتوقفه عليها؛ لئلا يتعداها فيقع في العناء الطويل،
وتناديه كلما فترت عزماته : تقدمَ الركبُ، وفاتك الدليل، فاللحاقَ اللحاقَ، والرحيلَ الرحيل..."
/
/
نسأل الله تعالى أن يرزقنا تدبر كتابه ، وأن يزيدنا إيمانا..
آللهم آميين..
مع تمنياتنا للجميع بالتوفيق والسداد..
()
..~
الروابط المفضلة