انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 7 من 7 الأولىالأولى ... 34567
عرض النتائج 61 الى 67 من 67

الموضوع: قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله...)...حملة كل يوم آية...

  1. #61
    ملكة بنقابي~'s صورة
    ملكة بنقابي~ غير متواجد زهرة لا تنسى-ريحانة الروضة
    متألقة صيفنا إبداع 1431 هـ - إشراقة الروضة
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    اللهم أحينا سعداء وأمتنا شهداء....................... بين ثنايا الألم ( يارب لك الحمد)
    الردود
    12,276
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    8
    شحروره الشام

    وفردوس محمد

    الله يجزاكم الف خير يارب ولا يحرمكم الاجر


















    لا اله الا الله ..

  2. #62
    ملكة بنقابي~'s صورة
    ملكة بنقابي~ غير متواجد زهرة لا تنسى-ريحانة الروضة
    متألقة صيفنا إبداع 1431 هـ - إشراقة الروضة
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    اللهم أحينا سعداء وأمتنا شهداء....................... بين ثنايا الألم ( يارب لك الحمد)
    الردود
    12,276
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    8
    { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} التوبة 122


    يقول تعالى منبهاً لعباده المؤمنين على ما ينبغي لهم :
    (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً) :
    أي : جميعاً لقتال عدوهم , فإنهم يحصل عليهم المشقة بذلك , ويفوت به كثير من المصالح الأخرى


    (فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ) أي: من البلدان والقبائل والأفخاذ (طَائِفَةٌ) تحصل بها الكفاية والمقصود لكان أولى .


    ثم نبَّه على أن في إقامة المقيمين منهم , وعدم خروجهم مصالح لو خرجوا لفاتتهم , فقال : (لِيَتَفَقَّهُوا) أي: القاعدون (فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ) أي : ليتعلموا العلم الشرعي , ويعلموا معانيه , ويفقهوا أسراره , وليعلِّموا غيرهم , ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم .


    ففي هذه فضيلة العلم , وخصوصاً الفقه في الدين , وأنه أهم الأمور , وأن من تعلم علماً , فعليه نشره وبثه في العباد , ونصيحتهم فيه , فإن انتشار العلم عن العالم , من بركته وأجره الذي ينمى له .
    وأما اقتصار العالم على نفسه , وعدم دعوته إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة , وترك تعليم الجهَّال مالا يعلمون , فأيّ منفعة حصلت للمسلمين منه ؟
    وأي نتيجة نتجت من علمه ؟
    وغايته أن يموت , فيموت علمه وثمرته , وهذا غاية الحرمان , لمن آتاه الله علماً ومنحه فهماً .


    وفي هذه الآية أيضاً دليل وإرشاد وتنبيه لطيف , لفائدة مهمة , وهي أن المسلمين ينبغي لهم أن يعدوا لكل مصلحة من مصالحهم العامة , من يقوم بها , ويوفر وقته عليها , ويجتهد فيها , ولا يلتفت إلى غيرها , لتقوم مصالحهم , وتتم منافعهم , ولتكون وجهة جميعهم , ونهاية ما يقصدون قصداً واحداً , وهو قيام مصلحة دينهم ودنياهم , ولو تفرقت الطرق , وتعددت المشارب , فالأعمال متباينة , والقصد واحد , وهذه من الحكمة العامة النافعة في جميع الأمور .






    ( تفسير السعدي)

  3. #63
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الموقع
    عــــــالكرةالأرضيةــــــلى
    الردود
    2,242
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    1
    التكريم
    (أوسمة)
    بســــــــــــم الله الرحمن الرحيم



    ســــورة ||| المزمل
    أيــــــــة ||| 20
    تفســـير ||| السعدي



    {‏إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ

    الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ

    فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ

    يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ

    اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ

    قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا

    وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏}[RIGHT]

    ذكر الله في أول هذه السورة أنه أمر رسوله بقيام


    نصف الليل أو ثلثه أو ثلثيه، والأصل أن أمته أسوة له في الأحكام،



    وذكر في هذا الموضع، أنه امتثل ذلك هو وطائفة معه من المؤمنين‏.‏


    ولما كان تحرير الوقت المأمور به مشقة على الناس، أخبر أنه سهل



    عليهم في ذلك غاية التسهيل فقال‏:‏ ‏{‏وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ‏}‏ أي‏:‏ يعلم



    مقاديرهما وما يمضي منهما ويبقى‏.‏


    {‏عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ‏}‏ أي‏:‏ ‏[‏لن‏]‏ تعرفوا مقداره من غير زيادة ولا



    نقص، لكون ذلك يستدعي انتباها وعناء زائدا أي‏:‏ فخفف عنكم،



    وأمركم بما تيسر عليكم، سواء زاد على المقدر أو نقص، ‏{‏فَاقْرَءُوا



    مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ‏}‏ أي‏:‏ مما تعرفون ومما لا يشق عليكم، ولهذا كان



    المصلي بالليل مأمورا بالصلاة ما دام نشيطا، فإذا فتر أو كسل أو



    نعس، فليسترح، ليأتي الصلاة بطمأنينة وراحة‏.‏


    ثم ذكر بعض الأسباب المناسبة للتخفيف، فقال‏:‏ ‏{‏عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ



    مَرْضَى‏}‏ يشق عليهم صلاة ثلثي الليل أو نصفه أو ثلثه، فليصل



    المريض المتسهل عليه ، ولا يكون أيضا مأمورا بالصلاة قائما عند



    مشقة ذلك، بل لو شقت عليه الصلاة النافلة، فله تركها ‏[‏وله أجر ما



    كان يعمل صحيحا‏]‏‏.‏ ‏{‏وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ



    فَضْلِ اللَّهِ‏}‏ أي‏:‏ وعلم أن منكم مسافرين يسافرون للتجارة، ليستغنوا



    عن الخلق، ويتكففوا عن الناس أي‏:‏ فالمسافر، حاله تناسب التخفيف،



    ولهذا خفف عنه في صلاة الفرض، فأبيح له جمع الصلاتين في وقت



    واحد، وقصر الصلاة الرباعية‏.‏


    وكذلك ‏{‏آخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ‏}‏ فذكر



    تعالى تخفيفين، تخفيفا للصحيح المقيم، يراعي فيه نشاطه، من غير



    أن يكلف عليه تحرير الوقت، بل يتحرى الصلاة الفاضلة، وهي ثلث



    الليل بعد نصفه الأول‏.‏


    وتخفيفا للمريض أو المسافر، سواء كان سفره للتجارة، أو لعبادة، من



    قتال أو جهاد، أو حج، أو عمرة، ونحو ذلك ، فإنه أيضا يراعي ما لا



    يكلفه، فلله الحمد والثناء، الذي ما جعل على الأمة في الدين من



    حرج، بل سهل شرعه، وراعى أحوال عباده ومصالح دينهم وأبدانهم



    ودنياهم‏.‏


    ثم أمر العباد بعبادتين، هما أم العبادات وعمادها‏:‏ إقامة الصلاة، التي



    لا يستقيم الدين إلا بها، وإيتاء الزكاة التي هي برهان الإيمان، وبها



    تحصل المواساة للفقراء والمساكين، ولهذا قال‏:‏



    {‏وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ‏}‏ بأركانها، وشروطها، ومكملاتها، ‏{‏وَأَقْرِضُوا اللَّهَ



    قَرْضًا حَسَنًا‏}‏ أي‏:‏ خالصا لوجه الله، من نية صادقة، وتثبيت من



    النفس، ومال طيب، ويدخل في هذا، الصدقة الواجبة ‏؟‏ والمستحبة، ثم



    حث على عموم الخير وأفعاله فقال‏:‏ ‏{‏وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ



    تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا‏}‏ الحسنة بعشر أمثالها، إلى



    سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة‏.‏


    وليعلم أن مثقال ذرة من الخير في هذه الدار، يقابله أضعاف أضعاف



    الدنيا، وما عليها في دار النعيم المقيم، من اللذات والشهوات، وأن



    الخير والبر في هذه الدنيا، مادة الخير والبر في دار القرار، وبذره



    وأصله وأساسه، فواأسفاه على أوقات مضت في الغفلات، وواحسرتاه



    على أزمان تقضت بغير الأعمال الصالحات، وواغوثاه من قلوب لم



    يؤثر فيها وعظ بارئها، ولم ينجع فيها تشويق من هو أرحم بها منها ،



    فلك اللهم الحمد، وإليك المشتكى، وبك المستغاث، ولا حول ولا قوة



    إلا بك‏.‏


    {‏وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏}‏ وفي الأمر بالاستغفار بعد الحث



    على أفعال الطاعة والخير، فائدة كبيرة، وذلك أن العبد ما يخلو من



    التقصير فيما أمر به، إما أن لا يفعله أصلا أو يفعله على وجه ناقص،



    فأمر بترقيع ذلك بالاستغفار، فإن العبد يذنب آناء الليل والنهار، فمتى



    لم يتغمده الله برحمته ومغفرته، فإنه هالك‏.‏







    ((((سبب نزول الأية (02) أخرج الحاكم عن عائشة *رضية الله



    عنها* قالت : لما نزلت { يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا }قاموا سنة



    حتى ورمت أقدامهم فأنزلت { فأقرؤوا ما تيسر من القرأن }



    وأخرج ابن جرير مثله عن ابن عباس وغيره ))))






    ربي زدني علما








  4. #64
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الموقع
    عــــــالكرةالأرضيةــــــلى
    الردود
    2,242
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    1
    التكريم
    (أوسمة)

    photo

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أختي الغالية عندي فكرة حول هذا الموضوع

    نحن الله شاهد نريد رضا الله أولا ثم منفعة أنفسنا وأخواتنا والزوار

    في تفسير هذه الأيات التي نقوم بتفسيرها لكن

    أنا اقول لو قمنا بتفسير الايات بتدريج حسب ذكره في كتاب الله

    لاكن كل مرة تعلني عن مقاصد الأيات حسب تسسله في السوره

    وأنتي تتكلمين عن محور السورة وتتطلبين كل مرة مقصد من مقاصده

    حسب تسسله وذكره في السورةأي من البداية على ماذا يدور الأيات

    (مثلا سورة (( الفاتحة )) يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ أُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ

    ، وَالعَقِيدَةِ ،وَالعِبَادَةِ ، وَالتَّشْرِيعِ ، وَالاعْتِقَادِ باليَوْمِ الآخِرِ ،

    وَالإِيمَانِ بِصِفَاتِ الَّلهِ الحُسْنَى ، وَإِفْرَادِهِ بالعِبَادَةِ وَالاسْتِعَانَةِ وَالدُّعَاءِ )

    ونبدأ بسورة ((البقرة)) ونعرف بان هذه السورة يتكلم عن المؤمنين

    والكفار والمنافين وقصة البقرة وجميع ايات الشريعة ومنهج ديننا القيم

    مثلا تعلنين عن أيات الذي يتكلم عن المنافقين وكل وحدة منا يذكر

    فقط أية واحدة وقبل ان تشارك أي وحدة منا يجب ان تدقق لكي

    لايتكرر تفسير الايات وإذا حدث ذلك بمساعدة أخواتنا المشرفات

    نقوم بحذف احدى الاجابات ونعتمد في ذلك على تأريخ الردود

    أرجو من الله تعالى بأنك فهمتي قصدي

    بالتوفيق غاليتي

    رب زدني علما





  5. #65
    ملكة بنقابي~'s صورة
    ملكة بنقابي~ غير متواجد زهرة لا تنسى-ريحانة الروضة
    متألقة صيفنا إبداع 1431 هـ - إشراقة الروضة
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    اللهم أحينا سعداء وأمتنا شهداء....................... بين ثنايا الألم ( يارب لك الحمد)
    الردود
    12,276
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    8
    تعقيب كتبت بواسطة فيردوسمحمد عرض الرد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أختي الغالية عندي فكرة حول هذا الموضوع

    نحن الله شاهد نريد رضا الله أولا ثم منفعة أنفسنا وأخواتنا والزوار

    في تفسير هذه الأيات التي نقوم بتفسيرها لكن

    أنا اقول لو قمنا بتفسير الايات بتدريج حسب ذكره في كتاب الله

    لاكن كل مرة تعلني عن مقاصد الأيات حسب تسسله في السوره

    وأنتي تتكلمين عن محور السورة وتتطلبين كل مرة مقصد من مقاصده

    حسب تسسله وذكره في السورةأي من البداية على ماذا يدور الأيات

    (مثلا سورة (( الفاتحة )) يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ أُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ

    ، وَالعَقِيدَةِ ،وَالعِبَادَةِ ، وَالتَّشْرِيعِ ، وَالاعْتِقَادِ باليَوْمِ الآخِرِ ،

    وَالإِيمَانِ بِصِفَاتِ الَّلهِ الحُسْنَى ، وَإِفْرَادِهِ بالعِبَادَةِ وَالاسْتِعَانَةِ وَالدُّعَاءِ )

    ونبدأ بسورة ((البقرة)) ونعرف بان هذه السورة يتكلم عن المؤمنين

    والكفار والمنافين وقصة البقرة وجميع ايات الشريعة ومنهج ديننا القيم

    مثلا تعلنين عن أيات الذي يتكلم عن المنافقين وكل وحدة منا يذكر

    فقط أية واحدة وقبل ان تشارك أي وحدة منا يجب ان تدقق لكي

    لايتكرر تفسير الايات وإذا حدث ذلك بمساعدة أخواتنا المشرفات

    نقوم بحذف احدى الاجابات ونعتمد في ذلك على تأريخ الردود

    أرجو من الله تعالى بأنك فهمتي قصدي

    بالتوفيق غاليتي

    رب زدني علما





    وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته


    خلاص نبتدي بسوره البقره

    والله يجزاكم الف خير


    لا اله الا الله ..

  6. #66
    ملكة بنقابي~'s صورة
    ملكة بنقابي~ غير متواجد زهرة لا تنسى-ريحانة الروضة
    متألقة صيفنا إبداع 1431 هـ - إشراقة الروضة
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    اللهم أحينا سعداء وأمتنا شهداء....................... بين ثنايا الألم ( يارب لك الحمد)
    الردود
    12,276
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    8

    تقدم الكلام على البسملة‏.‏ وأما الحروف المقطعة في أوائل السور‏,‏ فالأسلم فيها‏,‏ السكوت عن التعرض لمعناها ‏[‏من غير مستند شرعي‏]‏‏,‏ مع الجزم بأن الله تعالى لم ينزلها عبثًا بل لحكمة لا نعلمها‏.‏
    وقوله ‏{‏ذَلِكَ الْكِتَابُ‏}‏ أي هذا الكتاب العظيم الذي هو الكتاب على الحقيقة‏,‏ المشتمل على ما لم تشتمل عليه كتب المتقدمين والمتأخرين من العلم العظيم‏,‏ والحق المبين‏.‏ فـ ‏{‏لَا رَيْبَ فِيهِ‏}‏ ولا شك بوجه من الوجوه، ونفي الريب عنه‏,‏ يستلزم ضده‏,‏ إذ ضد الريب والشك اليقين، فهذا الكتاب مشتمل على علم اليقين المزيل للشك والريب‏.‏ وهذه قاعدة مفيدة‏,‏ أن النفي المقصود به المدح‏,‏ لا بد أن يكون متضمنا لضدة‏,‏ وهو الكمال‏,‏ لأن النفي عدم‏,‏ والعدم المحض‏,‏ لا مدح فيه‏.‏
    فلما اشتمل على اليقين وكانت الهداية لا تحصل إلا باليقين قال‏:‏ ‏{‏هُدًى لِلْمُتَّقِينَ‏}‏ والهدى‏:‏ ما تحصل به الهداية من الضلالة والشبه، وما به الهداية إلى سلوك الطرق النافعة‏.‏ وقال ‏{‏هُدًى‏}‏ وحذف المعمول‏,‏ فلم يقل هدى للمصلحة الفلانية‏,‏ ولا للشيء الفلاني‏,‏ لإرادة العموم‏,‏ وأنه هدى لجميع مصالح الدارين، فهو مرشد للعباد في المسائل الأصولية والفروعية‏,‏ ومبين للحق من الباطل‏,‏ والصحيح من الضعيف‏,‏ ومبين لهم كيف يسلكون الطرق النافعة لهم‏,‏ في دنياهم وأخراهم‏.‏
    وقال في موضع آخر‏:‏ ‏{‏هُدًى لِلنَّاسِ‏}‏ فعمم‏.‏ وفي هذا الموضع وغيره ‏{‏هُدًى لِلْمُتَّقِينَ‏}‏ لأنه في نفسه هدى لجميع الخلق‏.‏ فالأشقياء لم يرفعوا به رأسا‏.‏ ولم يقبلوا هدى الله‏,‏ فقامت عليهم به الحجة‏,‏ ولم ينتفعوا به لشقائهم، وأما المتقون الذين أتوا بالسبب الأكبر‏,‏ لحصول الهداية‏,‏ وهو التقوى التي حقيقتها‏:‏ اتخاذ ما يقي سخط الله وعذابه‏,‏ بامتثال أوامره‏,‏ واجتناب النواهي‏,‏ فاهتدوا به‏,‏ وانتفعوا غاية الانتفاع‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا‏}‏ فالمتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية‏,‏ والآيات الكونية‏.‏
    ولأن الهداية نوعان‏:‏ هداية البيان‏,‏ وهداية التوفيق‏.‏ فالمتقون حصلت لهم الهدايتان‏,‏ وغيرهم لم تحصل لهم هداية التوفيق‏.‏ وهداية البيان بدون توفيق للعمل بها‏,‏ ليست هداية حقيقية ‏[‏تامة‏]‏‏.‏
    ثم وصف المتقين بالعقائد والأعمال الباطنة‏,‏ والأعمال الظاهرة‏,‏ لتضمن التقوى لذلك فقال‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ‏}‏ حقيقة الإيمان‏:‏ هو التصديق التام بما أخبرت به الرسل‏,‏ المتضمن لانقياد الجوارح، وليس الشأن في الإيمان بالأشياء المشاهدة بالحس‏,‏ فإنه لا يتميز بها المسلم من الكافر‏.‏ إنما الشأن في الإيمان بالغيب‏,‏ الذي لم نره ولم نشاهده‏,‏ وإنما نؤمن به‏,‏ لخبر الله وخبر رسوله‏.‏ فهذا الإيمان الذي يميز به المسلم من الكافر‏,‏ لأنه تصديق مجرد لله ورسله‏.‏ فالمؤمن يؤمن بكل ما أخبر الله به‏,‏ أو أخبر به رسوله‏,‏ سواء شاهده‏,‏ أو لم يشاهده وسواء فهمه وعقله‏,‏ أو لم يهتد إليه عقله وفهمه‏.‏ بخلاف الزنادقة والمكذبين بالأمور الغيبية‏,‏ لأن عقولهم القاصرة المقصرة لم تهتد إليها فكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ففسدت عقولهم‏,‏ ومرجت أحلامهم‏.‏ وزكت عقول المؤمنين المصدقين المهتدين بهدى الله‏.‏
    ويدخل في الإيمان بالغيب‏,‏ ‏[‏الإيمان بـ‏]‏ بجميع ما أخبر الله به من الغيوب الماضية والمستقبلة‏,‏ وأحوال الآخرة‏,‏ وحقائق أوصاف الله وكيفيتها‏,‏ ‏[‏وما أخبرت به الرسل من ذلك‏]‏ فيؤمنون بصفات الله ووجودها‏,‏ ويتيقنونها‏,‏ وإن لم يفهموا كيفيتها‏.‏
    ثم قال‏:‏ ‏{‏وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ‏}‏ لم يقل‏:‏ يفعلون الصلاة‏,‏ أو يأتون بالصلاة‏,‏ لأنه لا يكفي فيها مجرد الإتيان بصورتها الظاهرة‏.‏ فإقامة الصلاة‏,‏ إقامتها ظاهرا‏,‏ بإتمام أركانها‏,‏ وواجباتها‏,‏ وشروطها‏.‏ وإقامتها باطنا بإقامة روحها‏,‏ وهو حضور القلب فيها‏,‏ وتدبر ما يقوله ويفعله منها، فهذه الصلاة هي التي قال الله فيها‏:‏ ‏{‏إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ‏}‏ وهي التي يترتب عليها الثواب‏.‏ فلا ثواب للإنسان من صلاته‏,‏ إلا ما عقل منها، ويدخل في الصلاة فرائضها ونوافلها‏.‏
    ثم قال‏:‏ ‏{‏وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ‏}‏ يدخل فيه النفقات الواجبة كالزكاة‏,‏ والنفقة على الزوجات والأقارب‏,‏ والمماليك ونحو ذلك‏.‏ والنفقات المستحبة بجميع طرق الخير‏.‏ ولم يذكر المنفق عليهم‏,‏ لكثرة أسبابه وتنوع أهله‏,‏ ولأن النفقة من حيث هي‏,‏ قربة إلى الله، وأتى بـ ‏"‏من‏"‏ الدالة على التبعيض‏,‏ لينبههم أنه لم يرد منهم إلا جزءا يسيرا من أموالهم‏,‏ غير ضار لهم ولا مثقل‏,‏ بل ينتفعون هم بإنفاقه‏,‏ وينتفع به إخوانهم‏.‏
    وفي قوله‏:‏ ‏{‏رَزَقْنَاهُمْ‏}‏ إشارة إلى أن هذه الأموال التي بين أيديكم‏,‏ ليست حاصلة بقوتكم وملككم‏,‏ وإنما هي رزق الله الذي خولكم‏,‏ وأنعم به عليكم، فكما أنعم عليكم وفضلكم على كثير من عباده‏,‏ فاشكروه بإخراج بعض ما أنعم به عليكم‏,‏ وواسوا إخوانكم المعدمين‏.‏
    وكثيرًا ما يجمع تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن‏,‏ لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود‏,‏ والزكاة والنفقة متضمنة للإحسان على عبيده، فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود‏,‏ وسعيه في نفع الخلق، كما أن عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه‏,‏ فلا إخلاص ولا إحسان‏.‏
    ثم قال‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ‏}‏ وهو القرآن والسنة، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ‏}‏ فالمتقون يؤمنون بجميع ما جاء به الرسول‏,‏ ولا يفرقون بين بعض ما أنزل إليه‏,‏ فيؤمنون ببعضه‏,‏ ولا يؤمنون ببعضه‏,‏ إما بجحده أو تأويله‏,‏ على غير مراد الله ورسوله‏,‏ كما يفعل ذلك من يفعله من المبتدعة‏,‏ الذين يؤولون النصوص الدالة على خلاف قولهم‏,‏ بما حاصله عدم التصديق بمعناها‏,‏ وإن صدقوا بلفظها‏,‏ فلم يؤمنوا بها إيمانا حقيقيا‏.‏
    وقوله‏:‏ ‏{‏وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ‏}‏ يشمل الإيمان بالكتب السابقة، ويتضمن الإيمان بالكتب الإيمان بالرسل وبما اشتملت عليه‏,‏ خصوصًا التوراة والإنجيل والزبور، وهذه خاصية المؤمنين يؤمنون بجميع الكتب السماوية وبجميع الرسل فلا يفرقون بين أحد منهم‏.‏
    ثم قال‏:‏ ‏{‏وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ‏}‏ و ‏"‏الآخرة‏"‏ اسم لما يكون بعد الموت، وخصه ‏[‏بالذكر‏]‏ بعد العموم‏,‏ لأن الإيمان باليوم الآخر‏,‏ أحد أركان الإيمان؛ ولأنه أعظم باعث على الرغبة والرهبة والعمل، و ‏"‏اليقين‏"‏ هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك‏,‏ الموجب للعمل‏.‏
    ‏{‏أُولَئِكَ‏}‏ أي‏:‏ الموصوفون بتلك الصفات الحميدة ‏{‏عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ‏}‏ أي‏:‏ على هدى عظيم‏,‏ لأن التنكير للتعظيم، وأي هداية أعظم من تلك الصفات المذكورة المتضمنة للعقيدة الصحيحة والأعمال المستقيمة، وهل الهداية ‏[‏الحقيقية‏]‏ إلا هدايتهم، وما سواها ‏[‏مما خالفها‏]‏، فهو ضلالة‏.‏
    وأتى بـ ‏"‏على‏"‏ في هذا الموضع‏,‏ الدالة على الاستعلاء‏,‏ وفي الضلالة يأتي ب ـ ‏"‏في‏"‏ كما في قوله‏:‏ ‏{‏وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ‏}‏ لأن صاحب الهدى مستعل بالهدى‏,‏ مرتفع به‏,‏ وصاحب الضلال منغمس فيه محتقر‏.‏
    ثم قال‏:‏ ‏{‏وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‏}‏ والفلاح ‏[‏هو‏]‏ الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب، حصر الفلاح فيهم؛ لأنه لا سبيل إلى الفلاح إلا بسلوك سبيلهم‏,‏ وما عدا تلك السبيل‏,‏ فهي سبل الشقاء والهلاك والخسار التي تفضي بسالكها إلى الهلاك‏



    ( تفسير السعدي)

  7. #67
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الموقع
    الصَاحِبُ الذي لاَيخذِلُ صَاحِبه أبدا *كتاب ربي*
    الردود
    19,607
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    6
    التكريم
    • (القاب)
      • درة صيفنا إبداع 1432هـ
      • إبداع الكلمة
      • بصمة مبدعة
      • باحثة متألقة في الصوتيات
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)
    سبحان الله

    كل ما زاد الإنسان قربا إلى الله زادت ولاية الله للعبد وكل ما زادت الولاية
    زاد عطاء الله لك (توفيق , سداد , حفظ ورعاية , تأييد , يلطف بك )

مواضيع مشابهه

  1. النساء الجاهلات ) إلى ارتكاب مايغضب الله، في حق أنفسهم
    بواسطة ماماحميدة في نافذة إجتماعية
    الردود: 8
    اخر موضوع: 23-05-2009, 08:48 AM
  2. الردود: 7
    اخر موضوع: 10-04-2009, 08:45 AM
  3. الردود: 4
    اخر موضوع: 04-10-2007, 01:08 AM
  4. {قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله}
    بواسطة $نسائم الخليج$ في روضة السعداء
    الردود: 16
    اخر موضوع: 03-05-2006, 07:31 PM
  5. {قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله}" نسخة "
    بواسطة $نسائم الخليج$ في مواضيع روضة السعداء المتميزة
    الردود: 16
    اخر موضوع: 03-05-2006, 07:31 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ