أخواتى فى الله
لا يستغني الحافظ والمُفسر للقرآن الكريم و المتدبر له عن معرفة أسباب نزول آياته
لذلك سوف أعرض عليكم موضوع عن أسباب نزول بعض الايات فى القرآن الكريم
وسيكون ذلك فى حلقات متجددة
فتابعونى
إن معرفة أسباب نزول آيات القرآن الكريم مهمة جدا لأنها تؤدي إلى فوائد كثيرة منها:
1
بيان أن القرآن نزل من الله سبحانه و تعالى وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الشيء
فيتوقف عن الجواب أحياناً حتى ينزل عليه الوحي أو يخفى عليه الأمر الواقع فينزل الوحي مبيناً له
2
بيان عناية الله سبحانه وتعالى برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عنه
3
بيان عناية الله تعالى بعباده في تفريج كرباتهم وإزالة غمومهم
4
فهم معاني آيات القرآن الكريم على الوجه الصحيح ودفع الإشكال عنها
5
بيان الحِكمة مِن تشريع بعض الأحكام
6
تيسير الحفظ وتسهيل الفهم
الحلقة الثامنة
قال الله تعالى :
((أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))
آل عمران : 165 .
المشهور في سبب نزول هذه الآيةِ الكريمةِ أنها نزلت في المسلمين الذين شهدوا غزوة أُحُد
وذلك حين ابتُلوا بقتل سبعين مِن خِيارهم يوم أُحُد رضي الله عنهم جميعا بخلاف الجرحى
وأُصيب النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم – في هذه العركة وما ذاك إلا لأنهم خالفوا أمر الله تعالى وعصوا نبيّه
فكانت المصيبة يوم أُحُد ولما تعجبوا وقالوا :
" أنَّى هذا " وَمِنْ أَيْنَ أَصَابَنَا هَذَا الَّذِي أَصَابَنَا , وَنَحْنُ مُسْلِمُونَ , وَهُمْ مُشْرِكُونَ, وَفِينَا نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَأْتِيه الْوَحْي مِنْ السَّمَاء , وَعَدُوّنَا أَهْل كُفْر بِاَللَّهِ وَشِرْك ؟!
جاءهم الجواب من الرّب – سبحانه - :
((قل – لهم يا محمد – هو من عند أنفسكم))
بسبب ذنوبكم ، ومخالفتكم أمر نبيكم وترككم طاعته في هذا اليوم لا من عند غيركم ولا من قِبَل أحد سواكم
إذا كان هذا البلاء نزل بالمسلمين يوم أُحُد بسبب مخالفتهم للنبيّ والنبي عليه الصلاة والسلام بين أظهرهم
وهم في خير القرون ويقاتلون في سبيل الله
فكيف بنا اليوم نرجو نصراً على عدونا وقد عصينا أمر ربنا وابتعدنا عن ديننا
وقاتل بعضنا تحت رايات جاهلية ثم نقول بعد ذلك كما قال الأولون قولهم
" أنَّى هذا " ؟
النتيجة
وانا أقول لكم إن كل ذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا وقد تفرقنا إلى شيع وأحزاب
كل حزب بما لديهم فرحون وكل منهم يدعى أنه هو من سيحيى الدين وهدي سيد المرسلين
وكل أعمالهم تدل على عكس ذلك
ونحن نرى خطورة المرحلة التي تمر بها الأمة الإسلامية اليوم
وعلى كثرة النوازل والمصائب و المهانة التي أصبحت تنهال على الأمة الإسلامية من حدب وصوب
نرى كثيرًا من المسلمين وخاصة من تولوا قيادة بلادنا الإسلامية
ما زالوا ينظرون إلى هذه النكبات التى تحل ببلادهم من جهات متفاوته
فمنهم من ينظر إليها من منظور اقتصادي وآخر من منظور سياسي وثالث من منظور اجتماعي
ولا أحد ينظر إليها من منظور شرع الله
لقد أغفل الكثير من المسلمين الثوابت أدت بنا لهذا الواقع الذي تعيشه الأمة اليوم منها
الغفلة عن علم الله السابق لكل ما يقع في الكون
الغفلة عن أن النصر من عند الله
الغفلة عن أن النصر لا يطلب إلا من الله
الغفلة عن أن العزة لله جميعا ومن طلبها من سواه ذل
الغفلة عن أن ما يصيب المسلمين إنما هو بسبب ما كسبت أيديهم
و المصيبة الكبرى هى اللجوء لمساعدة دول الغرب و الذين هم الأشد عداوة للإسلام والمسلمين
إن البعد عن دين الله الحق وتطبيقه في حياة المسلمين
أدى بالإسلام ليصبح مجرد صورة ومظهر فقط لاغير للحصول على المناصب أو المال أو كل عرض الدنيا الزائل
فلننظر إلى واقعنا وكيف غفلنا عن حقيقة أن العزة لله جميعا
وصار من المسلمين من يبتغي العزة عند الكافرين
لقد صدق علينا قوله تعالى
(.....قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير)
اللهم رد المسلمين إلى دينك ردا جميلا واجمع كلمتهم تحت راية التوحيد وانصرهم على عدوك وعدوهم
قولوا جميعا
اللهمَّ آمين
اللهم ثبتنا على الإيمان بكل ما جاء فى القرآن الكريم والسنة الشريفة
ولنا لقاء قادم بمشيئة الله
فتابعونا
تمت الاستعانة ببعض المواقع الاسلامية
الروابط المفضلة