•··• ( قصـــة يُوسُف عليه السلام ) •·.·• الجـــزء الأول
•··• ( قصـــة يُوسُف عليه السلام ) •·.·• الجـــزء الثاني
•··• ( قصـــة يُوسُف عليه السلام ) •·.·• الجـــزء الثالث
•··• ( قصــة يُوسُــف عليه السلام )•··• الجـــزء الرابع
• `•.•`••.نقطة تحول•`••.اـ• `•.
في هذا المشهد يا أحبة تبدأ نقطة التحول..
التحول من محن الشدة إلى محن الرخاء..
من محنة العبودية والرق لـ محنة السلطة والملك في قصر الحكم..
إن الملك وهو الريان بن الوليد ، رأى رؤيا هائلة ،
فما هي هذه الرؤيا ؟!
رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف ،
ورأى سبع سنبلات خضر وأخر يابسات ،
فجمع السحرة والكهنة والحازة والعافة فقصها عليهم ،
( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ
وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) ءاية 43 - يُوسُف
فماذا قالوا :
( أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ ) ءاية 44 - يُوسُف
فالمستشارين والكهنة يا اخوات لم يقوموا بالتفسير.
ربما لأنهم لم يعرفوا تفسيرها !
أو أنهم أحسوا أنها رؤيا سوء فخشوا أن يفسروها للملك ,
وعللوا عدم التفسير بأن قالوا للملك :
أجزاء من أحلام مختلطة ببعضها البعض،
ليست رؤيا كاملة يمكن تأويلها.
ولماذا قالوا هذا الكلام ؟!
قال المفسرون: هذه مشكلة الملأ حول الملك يضلونهم وهي مشكلة كل من يقرب أهل السوء ,
فهولاء ضلوا الملك رغم أن الرؤيا أصبحت سبب في نجاة البلد من مجاعة
فأرسلوه إلى يوسف ، فقص عليه الرؤيا ،
سُئِلَ يوسف عن تفسير حلم الملك فلم يشترط خروجه من السجن مقابل تفسيره.
ولم يقم يوسف عليه السلام بالتفسير المباشر المجرد للرؤيا.
وإنما قدم مع التفسير النصح وطريقة مواجهة المصاعب التي ستمر بها مصر.
أفهم يوسف رسول الملك أن مصر ستمر عليها سبع سنوات مخصبة
وعلى المصريين ألا يسرفوا في هذه السنوات السبع.
لأن وراءها سبع سنوات مجدبة ستأكل ما يخزنه المصريون،
وأفضل خزن للغلال أن تترك في سنابلها كي لا تفسد أو يصيبها السوس أو يؤثر عليها الجو.
بهذا انتهى حلم الملك..
وزاد يوسف تأويله لحلم الملك بالحديث عن عام لم يحلم به الملك، عام من الرخاء.
عام يغاث فيه الناس بالزرع والماء، وتنمو كرومهم فيعصرون خمرا،
وينمو سمسمهم وزيتونهم فيعصرون زيتاً.
كان هذا العام الذي لا يقابله رمز في حلم الملك.
علماً خاصاً أوتيه يوسف. فبشر به الساقي ليبشر به الملك والناس
دهش الملك دهشة شديدة.
مُتعجباً من هذا السجين !
ما هذا السجين..؟
فهو صاحب حكمة
وخُلُق حسن
وعقل
لا ينتظر جزآءً ولا شُكورا
فتعجب الملك يتنبأ لهم بما سيقع، ويوجههم لعلاجه ...
دون أن ينتظر أجراً أو جزاء !
أو يشترط خروجاً أو مكافأة !
حقاً ما أعظم هذا السجين ...
فلم يرَ رجل عظيم كيُوسُف من قبل ..
فأصدر الملك أمره بإخراج يوسف من السجن وإحضاره فورا إليه.
إذ علم أن قول يوسف حق ،
فقال الملك :
( ائْتُونِي بِهِ ) 150- يُوسُف
فلما أتاه الرسول ودعاه إلى الملك لم يخرج معه ؟!
رفض يوسف أن يخرج من السجن .. لماذا ؟؟!
إلا أن تثبت براءته.
إذ امتنع عن المبادرة إلى الخروج، حتى تتبين براءته التامة،
وهذا من صبره وعقله ورأيه التام.
فلقد رباه ربه وأدبه.
ولقد سكبت هذه التربية وهذا الأدب في قلبه السكينة والثقة والطمأنينة
يبدوا أن الملك سأل عن القصة ليكون على بينة من الظروف قبل أن يبدأ التحقيق،
لذلك جاء سؤاله دقيقاً للنساء. فاعترف النساء بالحقيقة التي يصعب إنكارها
؟!
( فقلنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ ) ءاية 51 - يُوسُف
وهنا تتقدم المرأة المحبة ليوسف، التي يئست منه، ولكنها لا تستطيع أن تخلص من تعلقها به..
فتتقدم لتقول كل شيء بصراحة.
قائلة:
( أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ) يوسف-51
شهادة كاملة بإثمها هي، وبراءته وصدقه ومحاولة يائسة لتصحيح صورتها في ذهنه.
لا تريده أن يستمر على تعاليه واحتقاره لها كخاطئة.
تريد أن تصحح فكرته عنها
فقالت:
( ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالغَيْبِ ) يوسف-52
لست بهذا السوء الذي يتصوره فيَّ.
إن تأمل الآيات يا عزيزات يوحي بأن امرأة العزيز قد تحولت إلى دين يوسف. تحولت إلى التوحيد.
إن سجن يوسف كان نقلة هائلة في حياتها. آمنت بربه واعتنقت ديانته.
فائدة: رُبَّ ضرة نافعــة
~ | أليس الصُبْحُ بقريب !
صدق الله القائل في كتابه ومن أصدق من الله قيلاً
إذ قال في سورة القصص ءاية 13
( وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ )
وبعد عسر
وشدة
وصبر
ومشقة
وطوووووول انتظــار !
يصدر أمر الله قبل اصدار الأمر الملكي بالإفراج عنه وإحضاره.
فبعدما رأى الملك من أمر يوسف.
براءته،
وعلمه،
وعدم تهافته على الملك.
عرف أنه أمام رجل كريم، فلم يطلبه ليشكره أو يثني عليه، وإنما طلبه ليكون مستشاره.
وعندما جلس معه وكلمه، تحقق له صدق ما توسمه فيه. فطمئنه على أنه ذو مكانه وفي أمان عنده
فقال يوسف: ( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) يوسف-55
وهكذا مكَّن الله ليوسف في الأرض
وهذه سنة الله في الكون
فرج بعد صبر
يسر بعد عسر
إذ قال الله في كتابه:
( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ
وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ) سورة الطلاق ءاية 1-2
فَ الصبر مفتاح الفَرَجِ،
وأن من يتق الله يجعل له مخرجاً ويجعل له من أمره يسراً،
فيوسف لَمَّا صبر واتقى عوضه الله من قعر الجب قصرَ العزيز،
ومن ضيق السجن الوزارةَ والنفوذَ يتبوأُ من الأرض حيث يشاء،
هذا مع ما ادَّخر الله له من جزيل الثواب في الآخرة
فَ صار مسؤولاً عن خزائن مصر واقتصادها وصار كبير الوزراء..
همسة: التقوى والصبر من أعظم أسرار النجاح والتوفيق في الدنيا والآخرة
وهنا يظهر لنا أهمية وفضيلة العلم،
علم الأحكام والشرع،
وعلم تعبير الرؤيا،
وعلم التدبير والتربية؛
وأنه أفضل من الصورة الظاهرة،
ولو بلغت في الحسن جمال يوسف، فإن يوسف بسبب جماله حصلت له تلك المحنة والسجن،
وبسبب علمه حصل له العز والرفعة والتمكين في الأرض،
فإن كل خير في الدنيا والآخرة من آثار العلم وموجباته
( تفسير السعدي )
تنبيه: من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة
ْْْ ْ ْ لقاء دون تعارف ْ ْ ْ
اجتاح الجدب والمجاعة أرض كنعان وما حولها. فاتجه إخوة يوسف فيمن يتجهون إلى مصر.
وقد تسامع الناس بما فيها من فائض الغلة منذ السنوات السمان.
فدخلوا على عزيز مصر,
وهم لا يعلمون أن أخاهم هو العزيز. هو يعرفهم فهم لم يتغيروا كثيراً.
وأما يوسف فإن خيالهم لا يتصور قط أنه العزيز!
ولم يكشف لهم يوسف عن نفسه. فلا بد من دروس يتلقونها ........
يتبع في موضوع آخر
للقصة بقية ..
في أمانِ الله
الروابط المفضلة