أخواتى فى الله
لا يستغني الحافظ والمُفسر للقرآن الكريم و المتدبر له عن معرفة أسباب نزول آياته
لذلك سوف أعرض عليكم موضوع عن أسباب نزول بعض الايات فى القرآن الكريم
وسيكون ذلك فى حلقات متجددة
فتابعونى
إن معرفة أسباب نزول آيات القرآن الكريم مهمة جدا لأنها تؤدي إلى فوائد كثيرة منها:
1
بيان أن القرآن نزل من الله سبحانه و تعالى وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الشيء
فيتوقف عن الجواب أحياناً حتى ينزل عليه الوحي أو يخفى عليه الأمر الواقع فينزل الوحي مبيناً له
2
بيان عناية الله سبحانه وتعالى برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عنه
3
بيان عناية الله تعالى بعباده في تفريج كرباتهم وإزالة غمومهم
4
فهم معاني آيات القرآن الكريم على الوجه الصحيح ودفع الإشكال عنها
5
بيان الحِكمة مِن تشريع بعض الأحكام
6
تيسير الحفظ وتسهيل الفهم
الحلقة العاشرة
قال الله تعالى :
( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا )
الاحزاب :36
المشهور في سبب نزول هذه الآية الكريمة أنّها نزلت في زينب بنت جحش أبنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخرج الطبراني بسند صحيح عن قتادة قال :
خطب النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحشوهو يريدها ل زيد بن حارثة
فظنت أنه يريدها لنفسه فلما علمت أنه يريدها لزيد فأبت (رفضت)
فأنزل الله الآية الكريمة فرضيت وسلمت
وأخرج ابن جرير من طريق عكرمة عن ابن عباس خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم
زينب بنت جحش لزيد بن حارثة فاستنكفت منه وقالت أنا خير منه حسبا فأنزل الله الآية الكريمة
( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا )
ومعنى الآية الكريمة :
إنه إذا أمر الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم أمرا فعلى كل مؤمن ومؤمنة السمع والطاعة
وهذه الآية عامة فى جميع الأمور وليس على المؤمنين والمؤمنات مخالفة أحكام الله
فأحكام الله واجبة التنفيذ ومن يعصى الله ورسوله فقد حكم على نفسه بالضلال و اختار غير سبيل الهدى
والضال يكون مع الضالين يوم القيامة ويلقى العذاب الاليم
النتيجة
وهذه الآية من آيات البلاء والامتحان حيث إنها تضع المؤمن على المحك الحقيقي لإيمانه ليتميز الصادق من المدعى
والكيس من العاجز وتكشف حقيقة الإيمان عندما يصطدم أمر الشرع مع هوى النفس
وعندما يكون أمر الله ورسوله في كفة و النفس وشهواتها في كفة لابد من تغليب أمر الله سبحانه وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم
ومن المعروف أن زيد بن حارثة هو أبن شراحيل من بني قضاعة
وقد كان زيد قد أصابه سبى في الجاهلية فاشتراه حكيم بن حزام في سوق حباشة
بناحية مكة كانت مجمعا للعرب يتسوقون بها في كل سنة اشتراه حكيم لخديجة بنت خويلد رضي الله عنها
فوهبته خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتبناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل النبوة
وهو ابن ثمان سنين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر منه بعشر سنين
وقد قيل بعشرين سنة وطاف به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تبناه على حلق قريش يقول:
" هذا ابني وارثا وموروثا "
كان رضي الله عنه أول من أسلم من الموالي أسلم في العشرينات من عمره وكان ربيب بيت النبوة
و بعد الاسلام حرم الله التبنى فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصبح حرا
بل إنه الوحيد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء اسمه صريحا في كتاب الله:
قال تعالى :
( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً)
الأحزاب : 37
وكانت الحكمة من زواج زيد بن حارثة رضى الله عنه من زينب بنت جحش رضى الله عنها والتى ظهرت
بعد ذلك هو أن الله أمر سيدنا رسول الله بالزواج منها بعد أن طلقها زيد بعد إستحالة العشرة بينهما
حتى يثبت للمسلمين أن زيدا ليس أبن رسول الله
وأصبحت زينب بنت جحش أم المؤمنين بعد زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن المعروف أن أسامة بن زيد حب رسول الله هو ابن زيد زيد بن حارثة
"قال رسول الله صلى عليه وعلى آله وصحبه وسلم :
(والَّذي نَفسي بيدِهِ ، لا يؤمنُ أحدُكُم حتَّى يَكونَ هواهُ تبعًا لما جِئتُ بِهِ)
الراوي: عبدالله بن عمرو - المحدث: النووى - المصدر: الاربعين النووية
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
اللهم اجعل أهواءنا تَبعا لما أمرتنا به وارزقنا الصدق في القول والعمل
اللهم ثبتنا على الإيمان بكل ما جاء فى القرآن الكريم والسنة الشريفة
ولنا لقاء قادم بمشيئة الله
فتابعونا
تمت الاستعانة ببعض المواقع الاسلامية
الروابط المفضلة