إذا نظرنا إلى عملية انغلاق الأزهار، أو انطباقها على ذاتها في الليل، وهذه العملية ليست كما حالة الناس في إغلاق أعينهم خلودا إلى النوم، فليست عند النبات للاستراحة، فتلك المسألة تعني الحياة أو الموت عندها.‏

وأحصى علماء النبات حوالي ( 250 ) ألف جنس نباتي، تقسم إلى فئتين فئة تتفتح لديها أزهار وفئة لا تطرح أزهارا البتة، تسمى عديمة الأزهار. وكون النبات يعاني من مشكلة آليه عويصة في عملية التكاثر، وهي ثباته في أرضه وعدم قدرته على التحرك، حباه الله بآلية رائعة للتعويض عن مسألة التنقل المستحيلة.‏

فثمة أنواع نباتية تحمل في زهراتها نواة ذكرية وأخرى أنثوية، وبالتالي فهي تتكاثر ذاتيا وليست بحاجة إلى تدخل من أحد، وبعض الأزهار يصدر عنها غبار الطلع الذي ينشط في الربيع، وتعود للتكاثر عن طريقه، وهناك نباتات تستشعر بالخطر، وكرد فعل تتوقف عن التكاثر الذاتي ، مثلا كأن تباعد فترة نضوج النوى الذكرية والأنثوية، أو تغير في أوقات انغلاق أزهارها المؤنثة والمذكرة، أو تحصن فيزيائيا غبار طلعها الخاص بها.‏

وثمة آلية أخرى وهي أن لدى بعض النباتات أزهار ذكرية وأخرى أنثوية منفصلة ولكن متعادلة مثل الصنوبريات، وثمة أخرى تكون لديها منفصلة ولكن غير متساوية، وتلك الأنواع يكون تكاثرها بغبار الطلع الذي تطلقه في الهواء بكميات كبيرة، وهذا يفسر تساقط الأمطار الصفراء في هذا الوقت، ومنها يطير مع الهواء ومنه تنقله الطيور أو الحشرات أو الماء، فتنمو أزهار تتميز بألوانها.‏

وتنغلق الأزهار في الليل لتقي أجزائها التكاثرية شر البرد أو الطقس الرديء أو الحشرات والماء، وكذلك كي لا تضيع غبار طلعها ، وإطلاقه في ظروف أفضل.‏

وثمة أزهار تنغلق في النهار وتتفتح في الليل مثل شب الليل، وهذا أيضا من أجل الحفاظ على حبيبات الطلع. ولدينا نباتات لا تنغلق أزهارها البتة، وبدلا من الشد على بتلاتها كل ليلة تفضل أن تعوض عن احتمال إصابتها بأضرار بطرح المزيد من الأزهار.‏