بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
نعود عبر الزمن لنكمل سيرة البطل خالد بن الوليد رضي الله عنه وارضاه
أيام سيف الله المسلول (الجزء الأول )...... قبس من نور الصحابة
أتخذ أبو بكر رضي الله عنه قراره الحاسم بمحاربة المرتدين ولم يفرق من إرتد كليا عن الاسلام ومن منع الزكاة فقام بتجهيز 11 جيشا لكل جيش وجة وخطة محددة رسمها له الخليفة الصديق وكان اكبر هذه الجيوش بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه وارضاه ورسم له الخليفة الصديق خط سيره أولا يبداء بحرب طئ ثم بني أسد ثم بني تميم فإذا انتهى بنجاح عليه أن يتوجه إلى بني حنيفه وفيهم مسيلمة الكذاب مدعي النبوة وسيقاتل بنوحنيفة بمساعدة الجيش الثاني بقيادة عكرمة بن ابي جهل والجيش الثالث بقيادة شرحبيل بن حسنة رضي الله عنهما
وقبل ان يغادر خالد بن الوليد بجيشه اوصاه ابو بكر الصديق: سر على بركة الله فإذا دخلت أرض العدو فكن بعيدا عن الحملة فإني لا امن عليك الجولة واستظهر بالزاد وسر بالأدلاء ولاتقاتل بمجروح فإن بعضه ليس منه واحترس من البيات فإن في العرب غرة وإقلل من الكلام فإن مالك وعى عنك وإقبل من الناس علانيتهم ووكلهم إلى الله في سريرتهم واحرص على الموت توهب لك الحياة وأستودعك الله الذي لاتضيع ودائعه .
ومضى خالد بن الوليد بجيشه في أهم حروب للمسلمين داخل جزيرة العرب حروب أرست ورسخت قواعد الإسلام وحاربت الكفر والشرك بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
توجه كما امره الصديق الى قبيلة طئ فعادوا إلى الاسلام دون قتال ثم على قبيلة بني أسد وفيهم طليحة الأسدي مدعي النبوة وهزمهم هزيمة نكراء وفر طليحة هاربا ثم وصل الى قبيلة بني تميم وفيهم كبيرهم مالك بن نويرة وكان مسؤولا أيام النبي صلى الله عليه وسلم عن جمع زكاة قومه فلما سمع بوفاته صلى الله عليهم وسلم منع الزكاة التي جمعها وأعاد توزيعها على قومه ؟؟وليس هذا فحسب بل اتبع هو وقومه سجاح الدجالة الكذابة مدعية النبوة إلا انها غدرت به وتحالفت مع مسيلمة الكذاب لما سمع بنو تميم بتوجه خالد بن الوليد اليهم رجعوا إلى إسلامهم إلا ان مالك ومن معه اصروا على عدم دفع الزكاة وتفرقوا خوفا من جيش خالد بن الوليد ولما وصل خالد بن الوليد لبني تميم أسر مالك ومن معه ثم أمره بالعودة إلى الاسلام فادعى انه مسلم ولكنه لن يدفع الزكاة وتكلم بكبر وعناد فما كان من خالد بن الوليد الا ان امر بقطع راسه ثم كان ان تزوج من زوجته ...
وهنا اقف قليلا عند قصة مالك بن نويرة المرتد لان كثيرا من اصحاب العقول الخاوية والضمائر الخبيثة والنفوس المريضة جعلوها مجالا خصبا للكذب والتأليف والتكلم بما لايليق عن الصحابي الجليل خالد بن الوليد وكأن لاهدف لهم سوى تشويه رموز هذه الامة وأنا اقول منذ متى تجتمع البطولة والشجاعة والمجد مع إتباع الهوى والاهواء لقد اثبت لنا التاريخ القديم والحديث أن متبعي الهوى مكانهم دائما في مزبلة التاريخ
وبعد ان فرغ قائدنا البطل من بنو تميم توجه الى اليمامة وفيها أخطر حرب على المرتدين لان فيمهم مسيلمة الكذاب مدعي النبوة كما ان قومه ارتدوا بأكملهم واتبعوه وامنوا به وكان جيشه كبيرا جدا قوامه 100 الف مقاتل
جيش عكرمة بن ابي جهل رضي الله عنه كان أول الواصلين الى اليمامة فاستعجل بقتال اهل اليمامة وهزموه شر هزيمة مما أثار غصب خليفة رسول الله فأمره بالتوجه إلى اليمن ثم وصل جيش شرحبيل بن حسنة وتسارع الى قتالهم قبل وصول جيش خالد بن الوليد وهزم المسلمون للمرة الثانية وغضب أبو بكر رضي الله عنه وأمره ان ينتظر جيش خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرسل أبو بكر الصديق مددا لجيش خالد بن الوليد لقتال جيش مسيلمة الكبير والكثير العدد
وعندما وصل خالد بن الوليد الى مشارف اليمامة ولت سجاح التي تحالفت مع مسيلمة هاربة خوفا من خالد بن الوليد
وبداء القتال بين جيش المسلمين وجيش المرتدين عنيفا شرسا والفرق بينهم كبير وكانت الغلبه في بداية المعركة لجيش مسيلمة وكان مسيلمة في مؤخرة الجيش حتى إذا غلب المسلمون نجا بنفسه واختبئ في الحصن ...وثبت المسلمون يدافعون عن دين الله ويبذلون الغالي والنفيس
يصل خالد بن الوليد الى عمق جيش المرتدين ويدعو مسيلمة الكذاب الى الإسلام قائلا :إرجع الى الاسلام لو رجعت ستحفظ دماء هولاء الناس ؟؟ ولكنه يأبى ان يعود ويصر على أنه نبي ؟؟؟واستشهد كثير من الصحابة من حفظة القران الكريم واستمروا في القتال حتى كتب الله لهم الغلبة فولى مسيلمة بجيشه فارا الى داخل الحديقة وهي حصن منيع ذي اسوار عالية فلم يتمكن المسلمون من اقتحامه حتى الهم الله الصحابي الجليل البراء من مالك رضي الله عنه أن يحملوه على درع على أسنة الرماح ويلقو به الى داخل الحصن ليفتح لهم الباب وفعلا قذفوا به وتكالب عليه المرتدون ولكن الله يمن عليه ويتمكن من فتح الباب ويموت شهيدا ودخل المسلمون الى الحصن يقاتلون بشراسة واصيب المرتدون بالخوف والهلع وقتل مدعي النبوة الكذاب على يد وحشي فضعفت شوكتهم وانهارت قوتهم وانفرط عقدهم واعلنوا استسلامهم بعد أن بلغ عدد قتلاهم ال21 الف وقتلى المسلمين ألف ومئتين شهيد
وانتهت المعركة بالقضاء على المرتدين الى الأبد ورفع راية التوحيد في جزيرة العرب إلى قيام الساعة
وما إن انتهى خالد بن الوليد من حروب الردة حتى وصلته رسالة جديدة من خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
الروابط المفضلة