بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين



(أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا ألألباب )سورة الزمر الاية 18

تزخر هذه الامة بعظماء لم نعاصرهم ولم نعش معهم وانما قرأنا عنهم في كتب التاريخ وتصيبنا الدهشة والذهول أتراهم حقيقة كانوا ام خيال ؟؟؟ضربوا لنا أروع الأمثلة في التضحية والفداء والإيثار كانوا اصحابا لخير خلق الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ...هم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه نجوم تنير سماء هذه الأمة لنظل ابد الدهر ننهل من ذكراهم العطرة وتاريخهم المشرف .






اليوم نعود بعجلة الزمن للماضي الجميل للعصر الذهبي لهذه الأمة لعصر العزة والشرف والإباء نعود لنعيش مع بطل من ابطال هذه الامة بطل رفع راية التوحيد والجهاد عالية ....بطل تكتب عنه كتب ومجلدات ..بطل يضرب به المثل في الشجاعة والإقدام ...انه فارس هذه الأمة وجنديها الذي لاينام ...فارس قضى ايام حياته كلها في خدمة اللإسلام ونشر دين الله في المعمورة ...






بطل اثار اعجاب ودهشة من عاصوره ..الاعداء منهم قبل الأحباب ...بطل اختصه الرسول صلى الله عليه وسلم بلقب سيف الله المسلول ... وبفضل الله ثم بفضل دعوة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يهزم في اي معركة قط ..

وهو من قال عن نفسه ذات يوم




انه حقا رمز العزة والكرامة للجندي المسلم فكيف لنا لانفخر ونرفع رأسنا عاليا وفي امتنا رجل كخالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه وجزاه عنا خير الجزاء إن شاء الله ...فهلموا معي لنعود بالزمن الى الوراء لنعيش سويا ايام سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه لعلنا نجد قي سيرته ما يشفي غليلنا ويجبر كسر نفوسنا مما وصل اليه حال امتنا من ذل وهوان ..........

تبداء احداث قصتنا في مكة المكرمة تلك المدينة التي لطالما تمتعت بمكانة خاصة عند العرب منذ ان بنى فيها سيدنا ابراهيم عليه السلام مع ابنه اسماعيل بيت الله الحرام
سكنت مكة قبيلة قريش اكثر قبائل العرب ثراء واعلاها منزلة وشرفا ومن قريش تتفرع عدة بطون او عوائل كبيرة تتنافس فيما بينها على الجاه والشرف والمجد ...



ومن بين تلك العوائل كانت عائلة بني مخزوم الذي ينتمي اليها اثرى اثرياء قريش وأرفعهم مكانة لابل نقل انه كان من عظماء قريش لشدة ثراءه وشرف نسبه انه الوليد بن المغيرة ذائع الصيت لم يكن له في مكة مثيل حتى انه لقب بالوحيد لشدة ثرائه كان يتكفل بكسوة الكعبة عام بعد عام ولايشاركه في ذلك احد وقيل كان له البساتين المثمرة طيلة العام الكثير وقيل الكثير والكثير عن ثراءه


عائلة بني مخزوم كانت مسؤولة عن الفرسان والفروسية تعدهم وتدربهم لخوض معارك قريش ضد من يتجراء عليها






وفي وسط ذلك الثراء الفاحش ولد خالد بن الوليد وفي فمه ملعقة من ذهب كما يقولون وعاش في بيت شرف وحسب ونسب وكان مولعا منذ صغره بالفرس والفروسية والرماية والتدرب على فنون القتال ساعده في ذلك المكانة التي تحتلها اسرته وعدم حاجته للعمل فتفرغ تماما لركوب الخيل والتدرب على المبارزة وحمل السيف حتى قيل انه لما بلغ السابعة عاشرة من عمره كان لايغلبه ترويض اي فرس مهما كان ....اصبح ذلك الفتى محط اعجاب الكثرين وذاع صيته وكان محبوبا مميزا بين اقرانه...



وتمر السنوات وينزل الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و يدعو قومه الى الدين الجديد فتثور ثائرة قريش
بمختلف بطونها فكيف لبنوهاشم ان يحظوا بهذا الشرف وهذه المكانة أوليس من الأولى لو حظي بهذا الشرف بنو مخزوم مثلا وفيهم عظيم قريش الوليد بن المغيرة ؟؟!! هذا كان تفكيرهم وهذا منطقهم .. يقيسون كل شئ بمقايس
الجاهلية الشرف والحسب والأموال ....وعلى هذا كان الوليد بن المغيرة واحدا من اشد اعداء الأسلام ولطالما سمع خالد سخرية والده من هذا الدين الجديد وتقليله من شأنه ..مما زاد في قلب خالد عداوته وكرهه للإسلام ....

<



وتمر سنوات اخرى يتبدل فيها الحال ويشارك خالد بن الوليد في غزوتي احد والخندق في الأولى يكون سببا رئيسيا في انتصار المشركين وفي الثانية يكون النصر حليفا للمسلمين الذين قويت شوكتهم وازداد عددهم خصوصا بعد صلح الحديبية ...ويميل قلب خالد للإسلام بعد ان اسلم اخوه الوليد بسنوات عدة ....

في صفر من العام الثامن للهجرة يصل خالد بن الوليد رضي الله عنه للمدينة مهاجرا ليعلن اسلامه بعد ان وصلته رسالة اخيه الوليد يرغبه فيها إلى دخول الإسلام ويخبره عن سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم عنه ..وقد سر النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام خالد وقال له :* الحمد لله الذي هداك قد كنت ارى لك عقلا رجوت ان لايسلمك الا إلى خير *







بعد شهرين من إسلامه فقط يأخذ خالد مكانه في جيش المسلمين لأول مرة حيث أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية إلى مؤتة للقصاص من قتلة رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن عمير رضي الله عنه الى أمير بصرى وجعل النبي صلى الله عليه وسلم قيادة الجيش لزيد بن حارثة ومن بعده جعفر بن عبد المطلب ومن بعده عبد الله بن رواحه رضي الله عنهم جميعا





وفي ارض المعركة كان الموقف رهيبا إذ فوجئ المسلمون بأمواج بشرية هائلة من الروم وحلفاؤهم من نصارى العرب لم يكن امام المسلمين خيار اخر 3 الالاف ضد 100 الف ؟؟؟!! فكروا ان يرسلوا للرسول صلى الله عليه وسلم ليخبروه بخطورة الموقف ولكن الفرار من المواجة ليست من شيم المسلمين ...



وبدأت المعركة حامية الوطيس واشلاء المسلمين تتطاير في كل مكان وصوت التكبير يعلو ليزيد من حماسة الشجعان ويستشهد الأبطال الثلاثة الذين حددهم رسول الله لحمل الراية وتدب الفوضى والفزع في جيش المسلمين الذي اصبح بلا قائد ..حتى هب ثابت بن اقرم رضي الله عنه وحمل الراية وتوجه بها الى ابي سليمان خالد بن الوليد رضي الله عنه فرفض خالد اخذ الراية كان يرى انه لايستحق ان يكون قائدا لجيش المسلمين ولم يمضي على إسلامه سوى شهرين فقط ولكن ثابت اصر عليه قائلا : خذها ياخالد فوالله ما أخذته إلا لك أنت أعلم مني بفنون القتال .



تحول خالد بن الوليد من مجرد جندي إلى قائد لجيش المسلمين في ظرف غاية في الصعوبة والخطورة قاتل خالد بن الوليد في تلك المعركة قتالا شديدا وتكسرت في يده تسعة اسياف واستمر القتال عنيفا شديدا والمسلمون صامدون بقوة إيمانهم وبثقتهم في الله عز وجل .. ولما جن الليل أخذ كل من الجيشين استراحة بعد عناء القتال ليوم كامل . قضى خالد بن الوليد ليلته يفكر في مصير المعركة غدا وكيف للمسلمين ان يغلبوا جيشا بهذا العدد ...وهنا تتجلى عبقرية خالد بن الوليد فقد قام بتنفيذ خطة عبقرية لينسحب بما تبقى من جيش المسلمين بأقل الخسائر فجعل الخيول تجري طيلة الليل في أرض المعركة لتثير الغبار فيدب الفزع في قلوب الروم وغير ترتيب الجيش فمن كان في الميسرة جعله في الميمنة ومن كان في المقدمة جعله في المؤخرة ثم امر مجموعة من الجنود بالصعود على احد التلال البعيدة خلف جيش المسلمين شغلهم الوحيد إثارة الغبار ليتوهم الروم ان المدد لازال يأتي للمسلمين



فلم تكد تشرق شمس اليوم التالي حتى دب الفزع في قلوب الروم وظنوا ان هناك مدد قد أتى للمسلمين فعلا فالوجوه تغيرت والغبار يثار من بعيد وبداء القتال وقام خالد بن الوليد رضي الله عنه بالإنسحاب بجيشه إلى عمق الصحراء ففزع الروم اكثر وظنوا انها حيلة او مكيدة او كمين نصب لهم فتوقفوا يشاهدون إنسحاب خالد بالجيش دون ان يجرأوا علبى ملاحقته .....وهكذا نجح خالد رضي الله عنه بانقاذ ما تبقى من جيش المسلمين بعد ان زرع الخوف والفزع والهلع في قلوب الروم وبدأوا رحلة العودة للمدينة وقبل ان يصل جيش المسلمين الى المدينة يخبر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه بما حل بالابطال الثلاثة وتولي خالد بن الوليد القيادة وإنسحابه بالجيش شعر المسلمون بخيبة أمل فهم يتوقعون النصر او الشهادة....... وعندما عاد خالد بن الوليد رضي الله عنه بجيش المسلمين قالوا لهم: يافرار فررتم من العدو ؟؟؟فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم :ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار ان شاء الله عز وجل .



وفي هذه الغزوة بالذات لقب خالد بن الوليد بسيف الله المسلول على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لاينطق عن الهوى فقد قال عنه :اللهم انه سيف من سيوفك فأيده بنصرك .

ظل خالد بن الوليد يتمتع بثقته صلى الله عليه وسلم حيث أمرة على ميمنة الجيش عند فتح مكة وكان خالد اول من دخل من الأمراء إلا ان بعض المشركين تصدوا له وحدث بينهم مناواشات خفيفة إستشهد على اثرها 3 مسلمين وقتل 13 مشركا وبعد فتح مكة أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد لهدم اكبر اصنام قريش العزى لينهي عصر الشرك من مكة المكرمة للابد






ثم أرسله الى بني جذيمة ليدعوهم الى الاسلام او القتال ولكن خالد بن الوليد أخطاء وقتل عددا منهم فلقد ظن انهم اعلنوا إسلامهم ليدرئوا عن انفسهم القتل وغضب النبي صلى الله عليه وسلم وتبرأ من فعلة خالد وأرسل دية القتل الخطاء إليهم ..وهنا نقول ان خالد رضي الله عنه تأول فأخطاء ولم يقتلهم عمدا ولا يجوز بأي حال من الأحوال التحدث عن صحابة رسول الله بما لايليق فهم بشر يخطئون وليسوا معصومين



خرج أبو سليمان مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين الشهيرة والتي فر فيها المسلمين لما باغاتهم جيش قبيلة هوزان وثبت على أرض المعركة وقاتل ببسالة وأصابته جراح بليغة ..





وخرج مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك التي انتصر فيها المسلمون دون قتال وأرسله لأسر أكيدر بن عبد الملك أمير دومة الجندل وحليف الروم ضد المسلمين فأكمل مهمته على أكمل وجه وغنم المسلمون غنائم عظيمة


وأرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى نجران ليدعو بني الحارث بن كعب للإسلام أو القتال ودعاهم خالد رضي الله عنه للإسلام فأسلموا طواعية دون قتال وأقام خالد بن الوليد بينهم مدة من الزمن يعلمهم امور دينهم ..



الحدث الجلل



حان وقت رحيله صلى الله عليه وسلم لقد مرض سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مرضا شديدا وقبضت روحه الطاهرة إلى بارئها في يوم الإثنين التاني عشر من ربيع الأول في سنة 11 للهجرة لقد كان هذا اليوم عظيما على المسلمين وعلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن تمكن الايمان في قلوبهم فما بالك بمن كان حديث عهد بالإسلام وقال أبو بكر رضي الله عنه كلمته الخالدة :من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لايموت .

إهتزت أركان الدولة الإسلامية الوليدة للحدث الجلل وبدأت الكثير من القبائل ترتد عن الإسلام وقبائل أخرى منعت الزكاة كان الموقف صعبا ورهيبا ولابد من أخذ القرار الحاسم ..وقد كان..... وقرر أبوبكر رضي الله عنه قتال كل القبائل التي ارتدت عن الإسلام أو منعت الزكاة ترى هل سينجح أبو بكر رضي الله عنه في هذه المهمة الصعبة وما دور خالد بن الوليد في هذه الحروب ؟؟؟

هذا ما سنعرفه في الجزء القادم إن شاء الله

موضوع رائع وجميييل

وشخصية فذة

الحمد لله انه انعم عليه بالاسلام


جزاك الله خيرا غاليتي عن كل كلمة كتبتيها

موضوع رااائع وجميل لسيف الله المسلول
ربي يحفظك يا غالية
ويكتبلك الأجر والثواب من الله

مختصر مفيد وغني
ربي يكرمك ياارب

ما شاء الله لا قوة إلا بالله
هلا بكل الحلا
سعيدة جدا بمشاركتك معنا
فتح الله عليك فتوح العارفين وأعانك وسددك
آمين

ما شاء الله رشا
موضوعك رائع وطرحك مميز وشيق

عمبقرا وفي القلب حسرة ولوعة على حالنا وما وصلنا إليه

تسلم إيديكي حبيبتي وبانتظار الجزء التاني

بارك الله فيك والله أول مرة أعرف هذه المعلومات
جزاك الله خيرا
وألف شكر على الدعوة

مجهود واضح غاليتي جزيتي به خيرا ان شاءالله
قرأت البعض ولي عودة للبقية
موضوع قيم جدااااا