سواء كنت على عجلة من أمري في إحدى أمسيات نهاية الأسبوع أو زارني ضيف على حين غرّة، هناك دائماً حلّ يمكنني الإعتماد عليه لمشكلة العشاء في الظروف الطارئة: السلطة. تشكل السلطة الجيدة طبقاً أساسياً ومتميزاً يمكن أن يشبع شهية مفرطة ويرضي ذوق ضيف عزيز.

إعداد السلطة كطبق رئيس فكرة جميلة ومبدعة. يمكن أن يتألف هذا الطبق من مكوّنات متوافرة لديك أو من أطعمة متبقية في البراد، بذلك تستفيدين منها إلى أقصى حدّ. توقفي لبرهة في المتجر لشراء مكوّن أو اثنين وها أنت مستعدة.

قبل أن تبدأي، فكّري في المكوّنات المتوافرة لديك في المنزل أو في المكوّنات التي يمكنك تأمينها بسرعة. فكري في مكوّن أساسي جيد واختاري مكوّنات ثانوية تتماشى معه. يمكنك إما أن تستوحي من السلطة التقليدية أو أن تفكري بطريقة مميزة. تريدين نكهات مختلفة ولذيذة ينسجم أحدها مع الآخر في نهاية المطاف وتتناغم في النكهات والألوان والحرارة... لا تختاري عدداً مفرطاً من المكوّنات وإلا ضاع المكوّن الأساسي وسط كل هذه الفوضى؛ لا تحتاجين إلا إلى بعض المكونات المميزة.

استعمال الحواس:عندما تجلسين لتناول الطعام، تستعملين حواسك كلها. قومي بالأمر عينه أثناء الإستعداد لتحضير السلطة. فكري في المكوّنات المحتملة وتخيّلي مذاقها مجتمعة من ثمّ تذوقي كل مكون على حدة، إذا لاحظت أن النكهات متناسقة يمكن القول إنه بات لديك خليط جيد. إذا لاحظت أن مكوناً ما لا ينسجم مع المكونات الأخرى، لا تستعمليه. بعد ذلك، فكري في الألوان والأشكال؛ هل تريدين تركيبة دقيقة أم تفضلين تركيبة غنية ومعقّدة؟ الأمر عينه ينطبق على الطعم: هل تريدين أن تكون السلطة مقرمشة (استعمال أنواع مختلفة من الملفوف والخس مثلاً) أو أن يكون طعمها متناقضاً كما هي الحال مع قطع الخبز المقلي التقليدية الموضوعة فوق الخضار الخضراء؟

ينبغي أن يقدّم كل مكوّن على الحرارة التي يكون فيها مذاقه ألذ. على سبيل المثال يمكن تقديم الدجاج بارداً، في حين أن اللحم ينبغي أن يُسخّن. بالمقابل ينبغي أن تكون معظم الخضار الخضراء باردة للحفاظ على طعمها المقرمش.

باشري تحضير السلطة ابتداءً من المكون الأساسي. بما أن السلطة الطبق الأساسي، من الجيد التركيز على البروتينات. إذا كان لديك الوقت يمكنك طهيها أو قليها بقليلٍ من الزيت لبعض الوقت أو شويها: ينضج سمك السلمون بسرعة وينطبق هذا الأمر على الشرائح الرفيعة من لحم خاصرة العجل أيضاً.

كبديل عن اللحم يمكنك استعمال البيض الطازج المسلوق مع تقديمه ساخناً، كذلك يمكنك أن تصفّي بعض التونة المعلّبة وتقطعيها قبل مزجها بالسلطة أو حتى استعمال بعض بقايا اللحم المشوي بعد تقطيعها.



بالنسبة إلي، أفضّل شراء الدجاج المشوي في طريقي إلى المنزل، أنزع الصدر وأقطعه إلى شرائح أو مربعات لأستعمله أثناء تحضير السلطة، ثم أترك الكمية المتبقية من الدجاج لاستعمالها في تحضير العشاء في أيام الأسبوع الأخرى (الحساء، سلطة أخرى...).

سلطة نباتية:تفضّلين السلطة النباتية؟ أعدي سلطتك بواسطة مجموعة مختلفة من الحبوب لتحصلي على ألوان ونكهات متنوعة، كذلك يمكنك استعمال جبنة الصويا النيئة أو المقلية بالقليل من الزيت أو المشوية. ستكون المكسّرات بدورها رائعة: حمصيها لتتخلصي من الزيت ولتبدو لماعة وذات طعم عميق وقرمشة مميزة.

تحتاج كل سلطة لذيذة إلى أساس جيد. بما أنك تقدّمين هذه السلطة كطبق رئيس، ينبغي أن تكون غنيّة. تتوافر أصناف مختلفة من الخضار الخضراء من بينها الخيار التقليدي، بالتالي أمامك احتمالات كثيرة. يمكنك اللجوء مثلاً إلى خس الرومين أو الخس المحلي أو خس آيسبيرغ. تؤمن أنواع الخس ذات الطعم المميز أساساً جيداً لمجموعة من المكونات الأخرى.

في الإطار نفسه، يمكنك استعمال أنواع أخرى من الأعشاب. قد يكون طعم السبانخ مثلاً خفيفاً في البداية لكنه لا يلبث أن يصبح حاداً لاذعاً. يُذكر أن الجرجير والطرخشقون (الهندباء البرية) والخردل الأخضر، أعشاب تُعرف بطعمها اللاذع، ويتميّز الفجل وأنواع الهندباء المختلفة بالطعم الحاد الحامض. لمزيد من النكهة يمكنك استعمال الأعشاب الطازجة.

هل سئمت من الأعشاب؟ هل تودين أن تجرّبي شيئاً مختلفاً؟ يمكن أن تتألف سلطتك من: الخضار، الفاكهة، المعكرونة أو الحبوب. استعملي المكونات التي بين يديك بطريقة مبدعة.

أضيفي الخضار والجبنة:مطهية أو طازجة، الخضار رائعة بالنسبة إلى اللون والنكهة والطعم. في عطلة نهاية الأسبوع سأشوي، أسلق أو أحمص خليطاً من الخضراوات لاستعماله على مدار الأسبوع؛ تمثل الخضار دائماً إضافة جيدة إلى أي سلطة. ابتكري طريقة أخرى لاستعمال الخضار، قطعيها بالطول إلى شرائح، أو افرميها من ناحية العرض أو قطعيها إلى مربعات أو دوائر. يحب البعض الجزر الصغير والبطاطا الطازجة الصغيرة التي تبدو رائعة حتى وإن قدمتها كما هي من دون تقطيع.

بدورها تشكل الجبنة مكوناً رائعاً للسلطة؛ سواء مبروشة أم مقطعة ستضفي طعماً لذيذاً على السلطة بكاملها. على غرار الخضار الخضراء يتراوح طعم الجبن من المذاق الخفيف إلى المذاق اللاذع، ونوعه بين الطري والقاسي. يمكنك إضافة الجبنة إلى المكونات الأخرى المتوافرة لديك والتمتع بالطعم المميز المتجانس.

لمسات أخيرة:امزجي المكونات جميعها بالصلصة. ابدأي بصلصة الخلّ والزيت. المعدل التقليدي لهذه الصلصة هو وضع حصة من الخلّ مقابل 3 حصص من الزيت؛ تذوقي هذه الصلصة وكيّفيها بحسب ذوقك. يمكنك أن تجرّبي أنواعاً مختلفة من الزيت والخل: زيت الجوز أو زيت السمسم سيضفيان على السلطة طعم الجوزيات، كذلك يمكنك استعمال عصير العنب أو الخل البلسمي أو خل العنب الأحمر... أضيفي المزيد من النكهة بفضل الأعشاب الطازجة المقطعة جيداً أو رشة من البهارات. إذا أردت، يمكنك تحويل صلصة الخلّ والزيت إلى صلصة أكثر كثافة. أضيفي إليها اللبن أو الكريما الحامضة أو المايونيز أو حتى جبنة الصويا لتحصلي على طعم شبيه بالكريما.

أضيفي الصلصة إلى السلطة، ابدأي باستعمال نصف كمية الصلصة التي تنوين استعمالها وامزجيها بالمكونات الأخرى، ثم أضيفي الكمية المتبقية شيئاً فشيئاً، بذلك تحافظين على طعم السلطة لوقت أطول من دون أن تغرقيها بالصلصة.

أخيراً أنظري إلى الخليط لتعرفي ما إذا كنت قد نقّصت أحد المكونات وضعي إذا أردت اللمسة الأخيرة على السلطة ثم زينيها.

إقلي بالقليل من الزيت أو الزبدة مربعات من الخبز لتضعيها إذا أردت فوق الأعشاب الخضراء مع فص أو اثنين من الثوم للحصول على نكهة إضافية. كذلك يمكنك تحميص بعض المكسرات أو الحبوب أو استعمال الفواكه المجففة.

لا تترددي في ابتكار بعض الأفكار، ففي بعض الأحيان تكون الأفكار الأكثر ابداعاً وليدة اللحظة الأخيرة