!! أمي … عندي لك بشرى ؟

.. كنت أرفل في أثواب الصحة والعافية ليس بي أدنى ألم أو أدنى نصب

: وكثيراً ما قرأت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم

من أصبح آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها

لم أكن أعي الحديث بالمعنى المقصود أو بالأصح لم أكن أعيه . كما وعيته الآن وفي هذه الأيام فجأة وبين عشية وضحاها تتبدل الاحوال .. وتنقلب الموازين

!! ألم شديد في منطقة البطن ، وحمرة داكنة تعلو مكان الألم .. مالذي حدث

لست أدري .. وبعد يوم كامل من الألم والمعاناة ظهر ورم في منطقة البطن

هرعت إلى المستشفى ، تحاليل وفحوصات وأشعة والنتيجة بعد يومين

عدت من حيث أتيت ، ولا تسألوني عن حالتي عندما عدت

... فقد صغرت الدنيا في عيني حتى ما عادت تساوي عندي جناح بعوضه

.... كيف كنت أؤمل فيها آمالاً عظاماً في المستقبل القريب والبعيد

: ماعدت أعلم ماذا أصنع ولسان حالي يقول

! الحمد لله على كل حال .. أصبحت أرى البؤس في عيون من حولي

.. وأرى الحزن والكآبة في عيني والدتي الحنون

كانت تتحاشى الجلوس معي خشية أن أرى دمعها في عينيها

أعلم علم اليقين شعورها ومدى حزنها على فلذة كبدها

... ولكن هذا قدر الله ولا اعتراض عليه

. بدأت أرتب غرفتي استعداداً للرحيل ، تخلصت من الأوراق الخاصة بي

! رتبت أدواتي ، وغسلت ملابسي فلعلي لا أرتديها بعد اليوم مطلقاً

حرصت على توزيع ما حوته غرفتي من أشرطة وكتيبات

! لعل أجرها يصلني بعد رحيلي عن هذه الدار

حافظت على النوافل ، وحرصت على ذكر الله في كل حال

... وجعلت لتلاوة القرآن أكثر وقتي

حرمت من نوم الليالي لسوء حالتي النفسية فحرصت على أداء صلاة التهجد

لعل الله أن يتقبل مني .. ما عدت أجد حلاوة أبداً

وبعد يومين مرت عليَّ الساعة فيها كالسنة

ذهب أخي في الصباح الباكر إلى المستشفى ليرى نتيجة التحاليل وأنا في خوف وحزن رهيب

..... بعد لحظات عاد أخي

مبشراً بسلامة التحاليل ، وما كان من ورم إنما هو ورم حميد

لم تسعني الدنيا من الفرحة

... هرعت إلى أمي أناديها بأعلى صوتي ، دخلت غرفتها ، أيقظتها من نومها

... أماه أبشري بسلامة ابنتك …. أماه .. أماه " مالذي حدث ؟! .. أناديها فلا ترد عليَّ

..... بكيت .. بكيت بمرارة

كم كانت حزينة لما ألم بي خشية أن أفارقها

..... واليوم أراها تفارقني هي رغما عني وعنها

رب صحيح مات من غير علة ورب مريض عاش حينا من الدهر

: قال صلى الله عليه وسلم

من أصبح آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها

الحياة لاتمشي دائماً على وتيره واحده فالحياه أحزانا وأفراح ولقاء وفراق فأقول لك ماقاله الله تعالى على عباده الصالحين (عسى أن تكره شياءً وهو خيراً لكم )فموت أمك أو أمها والمرض الذي أصبتي به أو أصابها (لاأعرف هي القصه من نسج خيالك أو قصتك أنت) كان سبباً في معرفتك وبالأصح سبب بتذكرك أن الأنسان يعيش مرة واحده وأن العمر واحد فلماذا الأنسان لايستغله بالأعمال الصالحه فأقول لك لاتحزني ربا ضارتاً لك نفعتكوجزاك الله كل الخير وجمعنا الله جميعاً في الفردوس الأعلى

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
جزاك الله كل خير.

شــــكراً لــــكم على الرد الــــمـؤثـــر لــكن والله هـــي قــصـة من الــخــيــال ولـيــسـت من روايـــاتي أنــا...ولـــكن هــذا الــشئ قــد يــحــصل في كـــثــير من الــحــالات، وربــمــا عــشـت مـوقـف يـشــبـه الـروايــة لـــكن ....إنــــا لله وإنــــا إليــه راجــعــون ونــــســأل الله ان يــــغــفر لــنــا في حــيـاتــنـا وعند مـمــاتـنــا ويــعــفوا عــنـا...فــلا تــنــفع إلا الـدعــوة ولا يـنـفـعـنـا ســوى ذكـــر الله الــكـريـم وإنــا لله وإنــا إلــيـه راجـعـون

بــــارك الله فـــيــكم على هــذا الـــرد وجــزاكــم خــير الــدنـيـا ولآخــرة

جزاك الله خير....

رائع ما سطرته يداك...جميل في أسلوبه عميق في معناه....

بوركت يمناك ...

لسان الحال يقول...
لا تجزع من الألم ولا تخف من المعاناه، فربما كانت قوة لك ومتاعاً إلى حين
فحياة المؤمنين الأولين الذين عاشوا فجر الرسالة ومولد النبوه، وبداية البعث، فإنهم أعظم إيماناً، وأبر قلوباً، وأصدق لهجة وأعمق علماً لأنهم عاشوا الألم والمعاناة: ألم الجوع والفقر والتشريد، والأذى والطرد والإبعاد، وفراق المألوفات وهجر المرغوبات وألم الجراح والقتل والتعذيب، فكانوا بحق الصفوة الصافيه والثلة المجتباه ، آيات في الطهر وأعلاماً في النبل ورموزاً في التضحيه.