الورد يتألم ... والنجوم ترقص ... والبحر يتكلم ... ويزداد صمت الياسمين في ظلال شجر الزيتون الحزين ...
شجرة زيتون واحدة في أعالي جبال القدس عمرها يزيد على الخمسمائة عام ... تكتب التاريخ ما بين الجذع والآغصان والجذور وكل حبة وورقة منذ زمن أجداد الآجداد مرورا بالآبناء الى أحفاد الآحفاد ...
تاريخ حمل أحلام صغيرة ايام الزمن السعيد ... ويحمل جهاد الدفاع عن ثرى وهواء وانسان بوطن مستقل ... ويحمل انتفاضات وقصص وبطولات ...
الزيتون حزين يرزخ تحت نير الاحتلال ... وما زال يعطي بحياء حزين ... وتهديد شرس باقتلاعه من جذوره ومسح تاريخه من كل نسة هواء وحبة تراب ...
ظلال الزيتون لا تنسى قصص الكفاح والعشق والمقاومة والكد والتعب ... ولا تنسى كل قطرة عرق امتزجت بثراه ... ولا ميلاد كل طفل او وفاة ...
الزيتون شاهد وكاتب ورمز يحمل السلام والحب واحلام كبيرة بكل غصن صغير ... الزيتون بتلك البقعة المقدسة مهد الديانات والانبياء يسقى بماء المطر من رحمة الله ويحيا في مظلة الرحمن ...
هواء القدس لا يقبل الا بالرفعة والكرامة بمباركة العالي المتعالي عز وجل ... لشجر الزيتون بركة متباركة في حياته ومماته ... في ذروة العطاء للزيت والزيتون ... وان مات اعطى من حطبه دفئ ونار ...
لشجرة الزيتون اخوان واخوات موزعين في حرم بيت المقدس وكل جبل وشارع وحارة ... ومنه من هاجر الى بلاد غريبة وما زال متواصل مع الشجر الام من كل نحو وصوب ...
تعددت ألات القتل والجرف والحرق والقلع والنقل ... ومع هذا ما زال شجر الزيتون ... كاتبا ورمزا يكتب التاريخ بحزن وسلام .
الروابط المفضلة