.
الدعوةُ إلى الله تحتاجُ إلى [ وليتلطف ولا يشعرن بكم أحداً ]
.
للبحث في شبكة لكِ النسائية:
|
.
الدعوةُ إلى الله تحتاجُ إلى [ وليتلطف ولا يشعرن بكم أحداً ]
.
.
سُئلتُ في أحد المواقعِ: كيفَ السبيلُ للحدِّ من ألمِ الفِراقِ ؟!
فأجبتُ :
غرسُ التوحيدِ في القلبِ ، و حبُّ اللهِ و القربُ منه و الإيمانِ بالآخرةِ ،
و تعاهدُ ذلكَ بالرعايةِ و السقيِ ، بأنْ يكونَ السقيُ من ماءِ الواحيِ الرقراقِ غيرِ الآسنِ و لا المتعكّر ..
حتّى تتجلّى للعبدِ الحياةُ الآخرةُ أمامهُ ، فيراهَا بقلبهِ رأيَ العينِ فيُصبحُ و اللهُ همّهُ ، و يُمسِي و اللهُ همّهُ ،
فيتعرّفُ إلى اللهِ من خلالِ صفاتهِ و أسمائهِ ، من خلالِ إنعامهِ و إمدادهِ ، يستكشفُ جمالَ أسمائهِ المُنسدلةِ
على كلّ جميلٍ خيّر في هذا الكونِ ، كما يكتشفُ جلالَها الباطشَ بكلِ بشعٍ شرّير في هذا الكونِ ، فتُوثقُ محبّةُ
عبد لربّهِ في القلبِ فتضحى مركباً يستقلّهُ ليصلَ إلى مولاهُ ، إذ هوَ سائرٌ في هذهِ الحياةِ قهراً و كوناً ،
و كل إنسانٍ سائرٌ [ يا أيها الإنسانُ إنك كادحٌ إلى ربّكَ كدحاً فمُلاقيهِ ] .. فيكونُ قاربُ المحبّةِ بما
هوَ جاريةٌ سبيلَ الوصولِ ، و يكونُ الخوفُ بما هوَ ثمرةُ جلالِ الأسماءِ و الصفاتِ ،
و الرجاءُ بما هُوَ ثمرةُ جمالِ الأسماءِ و الصفاتِ ، مجذافَيْ المركبِ الذي بدونهِما لا يُمكنهُ السّيرِ !!
إذا تحقّقَ العبدُ مما تقرّرَ آنفاً ، و وجَدهُ [ من الوُجدِ و الوجدانٍ ] في نفسهِ و استشعرهُ بقلبهِ ،
فليعلمَ أنَّ كل مفقودٍ دونَ اللهِ يهونُ ، و كل غائبٍ دونَ اللهِ تبردُ جمرةُ فراقهِ ،
و أن الأنسَ باللهِ يُنسيهِ الأنسَ بالعبادِ ، فإنْ هوَ وجدَ اللهَ هانَ عليهِ ما يفقدُ سواهُ
[ كلّ من عليهَا فانٍ ، و يبقى وجهُ ربّكَ ذو الجلالِ و الإكرام ]
.
.
.
.
تذكّرْ : تَبريرُ الذّنبِ أكبرُ من الوقوعِ فيهِ !
لا تبرّر عدم ذهابكَ لصلاةِ الجماعةِ بوجودِ البدع في المسجدِ، أو بُعدهِ عن منزلكَ
أو حتّى وُجود الكلابِ الضالّةِ التي تتربّصُ بكَ في صلاتي الصبح و العشاءِ
و لكنْ؛ قُل : تقاعستُ .. تكاسلتُ .. أخطأتُ
لا تُبرّر قطيعةَ للرحمِ بأن قريبكَ دجّال، أو شرّير، أو لا يصلي الصلاة
أو أن قريبتك متبرجة أو نمّامة أو تحسدك على نعم أولاها الله بك
ولكن؛ قل: أنا قاطعُ رحمي .. أخطأتُ
لا تُبرّري نزعكِ لغطاءِ وجهكِ بأن الحرّ شديد، والنفس يضيقُ
و الاستحبابُ قولُ الجمهور ، و أقاربي يمتعضون ، و الظروف لا تسمحُ
ولكن؛ قولي: تبرّجتُ ... أسفرتُ عنْ وجهي .. أخطأتُ
الوقوعُ في الذنبِ أهونُ من تبريرهِ .. حتى و إنْ لم تفعلهُ مدى الدّهرِ !!
كنْ من ذلكَ على ذُكر !
.
.
.
.
[ التوقّعُ ] يُحيل الصدماتِ إلى مُضادات حيوية بعدَ أن كانتْ سُموماً فتّاكة !
.
.
.
دواخلنا تفاعلات مؤكسدة ثم تتحول إلى نجم في سماء الصمت المظلم ،
هل لابد أن نكبت هذه التفاعلات بل والبراكين التي بدواخلنا ؟! ولماذا
الثرثرة للحيوان الناطق ، والصمت يجعل منا ملائكة
متى يجب علينا الصمت ومتى نتكلم ؟!
أم أن الصمت سيسود دوما لأنه كما يقال : ( الصمت أبلغ من الكلام)
حسنا من للحق ليُصدعٓ به وبأي إسلوب ومتى الزمان والمكان ؟!
أتمنى إجابة شافية منكم
ومن مَن يقرأ كلامي هذا من المارون الكرام
وبارك الله المداد ، شكرا
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أختي فجر
يقول النبي صلى الله عليه و سلم : من كانَ يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت.
فهذا الحديثُ الشريف يبينُ لنا بجلاء متى يجبُ علينا أن نتكلمَ و متى يجبُ علينا أن نصمتَ و نسكتَ.
و لتعلمي أختاه أن الكلامَ مفضّلٌ على الصمتِ بإطلاق في مواطنَ ، كما أن الصمتَ مفضل على الكلام في مواطنَ أخرى ..
فالكلامُ بالخيرِ خيرٌ من السكوتِ عنهُ ، و السكوتُ عن الباطلِ خيرٌ من الكلامِ بهِ .. أما الامتناعُ عن الكلامِ بالمرةِ فهوَ بدعة
مثله مثل الامتناع عن الأكل و الشرب ، و لا يخفى عليكم حديث من نذر الصوم و نذر معه ألا يستظل و ألا يجلس و ألا يتكلم
فلما بلغَ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: مُروه فليجلس و ليتكلم ، و ليستظل ، و ليتم صومهُ ..
فحثّهُ صلى الله عليه و سلم على إتمامِ نذرهِ المتعلقِ بالبرّ و الطاعة ، و الحنثِ ببره المتعلق بالبدعة والتي هي معصية !
أما الصمتُ فلا شكّ أنهُ في مواطنَ أبلغُ من الكلامِ ، أرأيتِ الامتناعَ عن الجدالِ و المراء ، و ما له من الأجر العظيم المترتب عن الاتيان به ؟
أرأيتِ أن السكوتَ عن الجاهلينَ مكرمةٌ للساكتِ [ و إذا خاطبهم الجاهلون قالو سلاما ] ؟
أما قولُ الحقّ ، فهوَ لا شكّ بإطلاقٍ خير من السكوتِ عنهُ .. إذا الكلامُ بهِ مُتعدٍّ و السكوتُ في نفسهِ حتى و إن سلّمنا أنه فضيلة
فهو لازمٌ للعبدِ غير متعدٍ نفعه للآخرين .. هذا بصفة عامة !
يبقى أن الأمر بالمعروف و إرشاد الناس ، وتلاوة القرآن و ترديد الأذكار و القول الحسن للناس و إنكار المنكر باللسان [ الذي هو كلام أيضا ] و التصنيف [ كلام أيضا عند اللغويين ]
مما يُندبُ و يستحبُ .. بل قد يكون واجباً [ كالنطق بالشهادتين للدخول في الإسلام ، فهو كلام لا يسقط عن العبد عند القدرة .. فهو واجب واجب واجب ]
هذا ما لم تترتب عليه مفسدةٌ ، فإذا ترتبت عليه مفسدة أعظم من النفع المجلوب ، فلا شك أن السكوتَ آنئذٍ أسلم أنفع ، بل ويؤجر عليه صاحبه
هذا باختصار الجواب على سؤالكم
و هناكَ مقارنةٌ من الناحية الأدبية بين الكلامِ و الصمتِ
أرجئها إلى حين إن شاء الله تعالى
ولعل الوقت يسعفني و أفردها في موضوع مستقل بحول الله و قوته
شكراً لكم .
.
إنّي أكادُ أجزمُ أن صاحبَ المبدأ .. صاحبُ أثرةٍ
مُصافحٌ الأملَ .. مُعتَلٍ درى المعالي !!
.
الروابط المفضلة